تمكين المرأة السعودية ليس حبراً على ورق

​استبشرت الأوساط النسائية في المملكة العربية السعودية بالقرار الملكي بتعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية بمرتبة وزير في 23 فبراير 2019م. ويأتي القرار الملكي  ضمن سلسلة من القرارات المعتمدة على التوجيهات الحكيمة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان-يحفظهما الله-والتي تصب في مصلحة المرأة السعودية، تماشياً مع الرؤية الرشيدة 2030، والتي من أهدافها الإستراتيجية رفع مستوى تمكين المرأة السعودية في المناصب القيادية، والموقف الداعم لقضايا المرأة السعودية في الأوساط المحلية، والحرص على تحويل ذلك إلى أرض الواقع مثل إصدار العديد من قوانين أنظمة الأحوال الشخصية الداعمة للمرأة، وقرار قيادة المرأة.

 ويتزامن ذلك مع ما شهدته حقوق المرأة على مستوى العالم من تزايد مطرد؛ وذلك لتزايد الإدراك والوعي العالمي بحقوقها وقدراتها وإمكانياتها، وتزايد تسليط الإعلام الحديث-خاصة في مواقع التواصل الإلكترونية-أكثر على إنجازاتها والتعريف بحقوقها وطموحاتها. والدعوات العالمية لتسريع الجهود المأمولة من الحكومات والمنظمات الدولية لدعم قضايا المرأة في مجتمعاتها، وإنشاء العديد من المنظمات الدولية المختصة بقضايا المرأة، وعقد المؤتمرات والملتقيات العالمية الخاصة بالمرأة، ونشر الوعي المجتمعي بذلك مثل تخصيص اليوم العالمي للمرأة في يوم 8 مارس.

وتعتبر المملكة العربية السعودية من الدول المدركة لدور المرأة السعودية في المجتمع؛ لذا سعت إلى النهوض بها، من خلال العديد من المبادرات والتي منها:

  • دعم التعليم بمختلف مستوياته وتوفير فرص الإيفاد الداخلي والابتعاث الخارجي لها، مع التركيز على التخصصات التقنية النوعية؛ مثل الذكاء الاصطناعي، والأمن السيبراني، وتقنية المعلومات، والتخصصات الطبية والصحية.
  • ورفع نسبة دخولها سوق العمل في القطاع العام وتقلدها عدداً من المناصب القيادية في القطاعين العام، وتعيين أول 3 سيدات في منصب رئيس بلدية، وإنشاء الإدارة النسائية في وزارة العدل في عام 2018م.
  • وعلى مستوى متوازٍ، تم-وبقوة-دعمها في القطاع الخاص من خلال زيادة الفرص الوظيفية في مجالات عمل لم تكن متاحة لها مسبقاً، ودعم توليها مناصب قيادية في الشركات والمؤسسات الخاصة؛ مثل تعيين العديد من السيدات في مناصب تنفيذية عليا في مجال البنوك، وتعيين أول رئيسة تحرير في صحيفة السعودية السيدة سمية الجبرتي رئيسة تحرير صحيفة "سعودي جازيت".
  • كما حرصت على مشاركتها الدولية في ذلك، من خلال مجلس الأمن الدولي والجهات الأممية المشرفة على تنفيذ خطة "المرأة والأمن والسلام".
  • وحرصت على نشر الوعي المجتمعي والمناداة بمواجهة التحديات التي تحرم المرأة والمجتمع بأسره من التطور والازدهار؛ لذا صدر قانون مكافحة التحرش لأن التحرش من أخطر التحديات التي تواجه المرأة في مكان العمل.

وفي المقابل كانت المرأة السعودية على قدر المسئولية، حيث تمكنت من إثبات تفوقها وجدارتها على المستوى المحلي والدولي ومن أحد أهم الإنجازات دخولها مجلس الشورى، ومشاركتها في الانتخابات البلدية-مرشحةً وناخبةً-ودورها في العمل الدبلوماسي والذي تم تتويجه-كما أشرنا إليه في بداية المقال-وهو تعيين صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما سفيرة خادم الحرمين الشريفين في أمريكا، وذلك لأنها أول امرأة سعودية تتقلد منصب وزير في التاريخ السعودي، وما زاد من فخر الأوساط النسائية السعودية هو تعيينها سفيرة في دولة من الدول العظمى على مستوى العالم.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة