الموظف العنيد.. التواصل الفعال ضروري والنظام يحكم الجميع

  • ​د.يوسف النملة: الموظفون أصحاب الطباع الصعبة يحتاجون لمعاملة خاصة و6 نصائح للتعامل معهم بنجاح
  • ضياء كابلي: مجاراة المدير للموظف العنيد وتقبل وجهة نظره أحد الوسائل الفعالة للتخفيف من عناده
  • خالد السهلي: على الزملاء معاملة الموظف العنيد بمشاركته في العمل وعدم التصادم معه
  • يحي جبلي: الكلمة الطيبة والتسامح والتغافل عن الأخطاء غير المتعمدة أفضل وسيلة لمعاملة الموظف العنيد
  • إبراهيم الحسين: الموظف العنيد لا يستطيع الإصرار على رأيه إذا كان يخالف الرأي العام للموظفين
  • أحمد الحميد: يجب احتواء الموظف العنيد بمشاركة أفكاره وخططه وتوجيهها لصالح العمل

 

​يختلف الموظفون فيما بينهم في الطباع والخصال الشخصية، فهناك الموظف المطيع الذي يستجيب لمطالب رؤسائه ويؤديها بكفاءة، وكذلك هناك الموظف العنيد الذي لا يستجيب بسهولة ويصر على رأيه حتى ولو كان خطأً ويخالف آراء رؤسائه وبقية الزملاء ولا يتعامل بسلاسة مع زملاء العمل، وهذا الموظف يسبب الكثير من المشكلات في بيئة العمل قد تؤثر سلباً على جودة العمل وكفاءته. في هذا التحقيق نتعرف على المفاتيح السحرية للتعامل مع الموظف العنيد.

​ 

5 استراتيجيات

في بيئة العمل، عادة ما يوجد موظف أو أكثر لا يؤدون أعمالهم جيدًا، أو يصعب التعامل معهم، أو يجد الموظفون إشكاليات في التعامل معهم؛ نظراً لصعوبة طباعهم الشخصية. والمشكلة هي أن العديد من المديرين يقعون فريسة لهؤلاء الموظفين، ويقومون بقضاء قدر غير متناسب من الوقت والفكر والطاقة معهم، وتوجد 5 استراتيجيات يقدمها المنتدى العربي لإدارة الموارد البشرية يستطيع من خلالها المدير أن يتعامل مع الموظف العنيد أو المثير للمشاكل، وهي:

الإنصات: إن أفضل المديرين هم من يكونوا على يقظة عندما لا يقوم الموظف بفعل الشيء على ما يرام. فهم يعرفون أن أفضل تصور لتحسين الموظف يكمن في امتلاك أوضح فهم ممكن لحالته، بما في ذلك معرفة وجهة نظره الصارمة.

 إعطاء رد فعل سلوكي واضح: يقضي معظم المديرين العديد من الشهور وربما السنوات في الشكوى من الموظف العنيد، ولا يمنحه ردود فعل حقيقية على ما يتعين القيام به بشكل مختلف؛ حيث إن إعطاء ردود فعل قاسية واحدة من أكثر الأمور المزعجة التي يتعين على المدير القيام بها، ولكن المديرين الجيدين يتعلمون فعلها بطريقة جيدة.

كن متسقاً: إذا قلت إنك لا توافق على سلوك معين، لا تقم بفعل هذا السلوك في بعض الأحيان؛ فالموظفون ينتظرون ليروا ما تفعله أكثر مما تقوله؛ فعلى سبيل المثال لو أخبرت موظفاً أن يقدم تقريراً معيناً في وقت محدد، وكنت في بعض الأحيان تشعر بالغضب، إذا لم يقم الموظف بإنجاز تلك المهمة وفي أحيان أخرى لا تشعر بالغضب؛ فسيقوم الموظفون الأقل كفاءة بعدم إنجاز عملهم.

تعيين مجموعة من العواقب الوخيمة إذا لم تتغير الأمور: إذا لم تتحسن أمور الموظف، يقوم المديرون بتحديدها ويقولون "ما زلت أعتقد أنه يمكنك تخطي هذه المرحلة، إليك ما يساعدك على تخطي تلك المرحلة، إذا لم أرى هذا السلوك في هذا التاريخ ستواجه عقوبات".

لا تسمم البئر: غالباً ما يعمم المديرون الضعفاء مشكلة تعامل بعض الموظفين بشكل سيء مع زملاءهم دون استثناء. أما المدير الجيد فلا يسيء الحديث مع سائر الموظفين؛ لأنه بذلك يخلق مناخاً منعدم المصداقية.

6 نصائح

ويوضح د.يوسف النملة، الخبير في إدارة الموارد البشرية، إن الموظفين ذوي الطباع الصعبة هم كثيرو التذمر والشكوى والعدوانيين والسلبيين وأصحاب المزاج غير الواضح ومن قد ينفجرون غضباً دون سبب معروف والمغرورين ونحوهم، وتوجد 6 نصائح تفيد في التعامل معهم، وهي:

  • احذر أن تتوتر حين تتعامل معهم فتفقد السيطرة على مشاعرك، فالتوتر تهديد كبير لنجاحك، والتوتر غالباً ما يفقدك التفكير الهادئ الذي تحتاجه في مثل هذه المواقف.
  • لا تنزل إلى مستوى حماقة بعض الموظفين ذوي الطباع الصعبة، ولا تعطهم أكثر مما يستحقون؛ فإذا كنت مثلاً تتحدث مع أحدهم وطال الحال وبدأ هذا الموظف يجرك إلى ساحته؛ فحاول تحييده وحاول أن تفعل ذلك برفق.
  • أجّل القرار الذي يجب أن يتخذ حتى تفكر بالأمر أكثر وتشاهد المشكلة من عدة زوايا، ولا تخلط قرارك الإداري بعاطفة عابرة لتتخلص من إزعاج الموظف الصعب.
  •  غلٍب المصلحة العامة في كل تصرفاتك وقراراتك وابتعد عن الشخصنة، فليست المشكلة مشكلتك انت.
  • لا تصارع الأمواج لوحدك، بل اطلب مساعدة مديرك أو زميلك أو استشر صديقك، شاور من سبقك ولا تظن أنك أول من عانى ويعاني.
  • "ادفع بالتي هي أحسن"، وابدأ بالحلول الودية دون الرسمية، فقد تستعين ببعض الموظفين ذوي الشخصيات التوافقية للتحدث مع الموظف الصعب ليقترحوا عليه تغيير أسلوبه وطريقة تعامله، فإن لم يُجد نفعاً؛ فاطلب من زميل آخر أو استعمل أساليب أخرى غير رسمية، فإن عدمت الحيلة بعد ذلك، فالنظام الرسمي يحكم الجميع.

       مناقشة جماعية

ويرى ضياء محمد أحمد كابلي، مدير موارد بشرية ومالية بإحدى الأجهزة الحكومية، أن مجاراة المدير للموظف العنيد وتقبل وجهة نظره يعد أحد الوسائل الفعالة للتخفيف من عناده، فقبول رأي أو وجهة نظر هذا الموظف العنيد ولو لفترة مؤقتة قد يجعله يلين ويخفف من عناده ويتقبل رأي مديره فيما بعد. ويضيف كابلي: "على المدير أن يتقبل هذا الموظف ويمتص غضبه وعناده بتقبل رأيه ومناقشته مع عدم تخليه عن واجبات وظيفته".

ويشير ضياء كابلي إلى أنه على زملاء العمل أيضاً أن يتفهموا شخصية الموظف العنيد وأن يستمعوا له في حال إصراره على رأي معين في مسألة ما، وتقبل هذا الرأي والمناقشة الجماعية له والوصول لرأي الأغلبية؛ فأحياناً يكون لرأي الأغلبية القدرة على جعل الموظف العنيد يتنازل عن عناده وتمسكه برأي معين.

دعم وتشجيع

من جانبه، يرى خالد عبدالله الحميدي السهلي، مشرف وحدة بإحدى كليات جامعة المجمعة، أن من أهم الوسائل الناجحة لتعامل المدير مع الموظف العنيد في بيئة العمل وضعه في العمل الذي يناسبه ويتقنه، ومنحه بعض الصلاحيات أو تفويضه صلاحيات معينة، ودعمه وتحفيزه، وتأهيله من خلال ترشيحه للحصول على الدورات التدريبية التطويرية.

ويؤكد السهلي على جانب آخر وهو أن على الزملاء في العمل معاملة الموظف العنيد بمشاركته في العمل، وعدم التصادم معه، ودعمه وتشجيعه طوال الوقت.

     تحفيز وتغافل

ويقول يحي منصور عبدالله جبلي، المساعد الإداري، إن من أهم المفاتيح السحرية للتعامل مع الموظف العنيد في بيئة العمل هي الكاملة الطيبة والتسامح والتغافل عن الزلات وفي بعض الأحيان التغافل عن الأخطاء غير المتعمدة أو الأخطاء غير الجسيمة.

ويضيف جبلي: ويفضل في بعض الأحيان تحفيزه أو جذبه للعمل بفاعلية من خلال بعض الحوافز؛ مثل انتدابه لمدينته أو مسقط رأسه، ومعاملته معاملة الأخ الكبير، وإبراز جانب الاهتمام والخوف عليه والحرص على مصلحته.

ويرى يحي منصور جبلي أنه يجب على زملاء هذا الموظف عدم إجباره على ممارسة عمل غير محبب له وتفهم حالته والدوافع التي جعلته عنيداً أو غير متفهم لزملائه وما إذا كان ملتزماً أو مصراً على عناده، كما يجب إعطاءه صلاحيات والاهتمام ببعض مسؤولياته الوظيفية ومعرفة الشيء المحبب له وتوفير جو عام ليعبر عن مهاراته الوظيفية المحببة له في وظيفته.

مصلحة العمل

ويشير إبراهيم بن محمد عابد الحسين، مدير مكتب عميد البحث العلمي بجامعة أم القرى، إلى أنه على المدير إشراك كافة زملاء العمل في التعبير عن وجهات نظرهم؛ لكي ينشر ويؤيد الرأي العام للموظفين ولا يستطيع الموظف العنيد في هذه الحالة الإصرار على رأيه في المسائل المهنية، وأن يطلب المدير من هذا الموظف قبول وجهة نظره لفترة مؤقته حتى يتم التوصل إلى اتفاق فيما بينهما، وخلال هذه الفترة يدرس الموظف العنيد وجهة نظر المدير وربما يقتع بها ويتخلى عن عناده.

ويضيف الحسين: ليس لزاماً أن يتم الاتفاق في الآراء حول كل المسائل في العمل، ففي بعض الأحيان تسهم الخلافات في وجهات النظر في إضفاء صبغة من الديناميكية والابتكار على بيئة العمل، ولكن قد يجانبك الصواب أحياناً وليس شرطاً أن يكون رأي الموظف هو العامل الأول في أداء المهام بشكل صحيح، ولهذا أنصح الموظف العنيد بتجنب الصدام مع الآخرين لمجرد الاختلاف معهم في الرأي، وإذا كانت المسألة المختلف عليها على درجة كبيرة من الأهمية فلابد من تغليب المصلحة العامة للعمل أياً كانت وجهات نظر الموظفين.

احتواء ومشاركة

ويقول أحمد بن سليمان الحميد، موظف حكومي، إن الموظفين يختلفون فيما بينهم من حيث صفاتهم الشخصية، فهناك الموظف العنيد، والموظف شديد الغضب، والموظف متقلب المزاج، ويجب على كل مدير معرفة صفات موظفيه والتعامل معهم من خلالها، فالموظف العنيد مثلاً يجب احتواءه بمشاركة أفكاره وخططه وتوجيهها لصالح العمل وجعله يشارك في إصدار القرارات هو وبقية زملائه.

​​​​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة