إعادة هندسة الموارد البشرية

​​​بات تطبيق الأسلوب الإستراتيجي حاجة ملحة للمنظمات الساعية إلى التميز، وكاستجابة للمتغيرات السريعة والتحديات البيئية التنافسية في الاستحواذ على الزبائن والهيمنة على الأسواق وقيادتها؛ ولذلك فقد زاد ذلك من حتمية قرارات الإدارات في مختلف مواقعها إلى تبني الأساليب الإستراتيجية لتحقيق النجاح والبقاء.  ولتحقيق رؤية المملكة العربية السعودية 2030 وفق معايير النجاح المتقدمة لا بد من إعادة هندسة عمليات الموارد البشرية بشكلها الشمولي (التخطيط للموارد البشرية وتحديد الاحتياجات الوظيفية كماً ونوعاً، والاختيار والتوظيف على أساس الكفاءة، وتحليل وتوصيف الوظائف والمواصفات الوظيفية، وتصميم البرامج التدريبية والتأهيل، وبناء وتطوير أنظمة الأجور والحوافز، والتقييم والتقويم للأداء الوظيفي، وتوفير الجودة في الحياة الوظيفية والسلامة والوقاية للعاملين، وبناء علاقات العمل الملائمة)، والتي تعزز من كفاءة العاملين ورفع مستوى رضاهم الوظيفي بما يخدم الرؤية المستقبلية وينسجم مع توجهات الفكر الإداري المعاصر. فالعنصر البشري-على اختلاف مستوياته الإدارية-هو المعني بإدارة الموارد الأخرى واستثمارها، وكذلك بإدارة الإستراتيجيات عبر كافة مراحل دورة حياتها (البداية، والنمو، والنضوج، والانحدار).

لقد ارتبطت مستويات النجاح الإستراتيجي عبر مراحل تطور الإدارة المختلفة بحجم التغيير والتطوير الذي طرأ على عمليات الموارد البشرية، والتي من خلالها قاد إلى الارتقاء بمخرجات الأداء في كافة جوانب الحياة؛ الأمر الذي يعزز من قناعاتنا بأن الموارد البشرية هي الأكثر اعتماداً عليها في تحقيق الرؤى الإستراتيجية، مما يستوجب ضرورة الإعداد والتأهيل الكفؤ لكافة عملياتها لتوظيفها بالشكل الفاعل من قبل ممارسيها، والذين بدورهم هم من يحققون نتائج النجاح والتميز.

ولتفعيل مبدأ ثقافة النهج الإستراتيجي وتوطينه لدى مؤسسات المجتمع المحلي السعودي؛ فقد تبنى معهد الإدارة العامة ومنذ نشأته سياسات إعادة البناء والتأهيل للموارد البشرية في القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي، من خلال برامجه التدريبية المختلفة في عمليات إدارة الموارد البشرية.

وكون أن العمل من المنظور الإستراتيجي صعب ومعقد لتداخل عناصر ومتغيرات كثيرة فلابد من مواجهة تحديات مختلفة يعود بعضها للعملية التخطيطية والإستراتيجية نفسها، والموارد، والعاملين، وغيرها. ولكن للتمكن من رفع كفاءة مستويات النجاح؛ لا بد من زيادة مستويات التبني لإعادة هندسة الموارد البشرية بشكل مستمر والمواكبة على تحسين كافة عملياتها التخطيطية والتوظيفية والتدريبية والتقييمية والتحفيزية والوقائية وغيرها على مختلف مستويات أصحاب القرار الإداري والسياسي في الدولة.   ​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة