قوة "الكاريزما"

يرجع أصل كلمة (كاريزما) إلى الاسم اليوناني (كاريس) وهو الرمز المطلق للجمال والخير. ولقد تم تعريفها بأنها القدرة على التأثير في الآخرين إيجابياً من خلال التواصل معهم مادياً، وعاطفياً، وفكرياً. فهي طاقة نابعة من القلب، فإذا لم يكن لدى المتحدث مشاعر فلن ينتقل منه أي شيء للآخرين

 فهي بذلك مهارة تحفيزية وحياتية لابد للمرء من اتقانها، إذا أراد أن يتمكن من التأثير في الآخرين، كما تعتبر مهارة أساسية للنجاح في كل مناحي الحياة (المهنية والخاصة)، فقدرة الانسان على التأثير في غيره لتحقيق أهدافه، أو أهداف المنظمة التي يعمل بها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بقدرته على إبراز الكاريزما.

فأصحاب التأثير العظيم هم الذين يتمتعون بالكاريزما، وقد أجريت دراسة، حيث طُلب من المشاركين فيها أن يصنفوا أهم السمات الشخصية (من بين 59 صفة) لدى الأشخاص المقنعين، وكانت الصفة التي احتلت المرتبة الأولي هي الكاريزما. فالكاريزما هي التي تدفع الآخرين لمحبتك، حتى لو لم يكن لديهم سابق معرفة بك، وحتى لو لم يتوفر الوقت الكافي لبناء ثقتهم بك، كما تمنحك الكاريزما السلطة على جمهورك فيتحقق الولاء والإخلاص وتحقق لك دعماً فورياً.

ودعونا الآن نطرح السؤالين الآتيين: هل الكاريزما موهبة فطرية؟ أم مهارة مكتسبة؟ الإجابة على كلا السؤالين نعم؛ فبعض الصفات موروثه وبعضها يمكنك تعلمه واكتسابه. كذلك نسأل: هل الكاريزما شيء جيد أم سيئ؟ ونجيب بأن الكاريزما شيء محايد، فعلي حسب استخدامك للقوة التي لديك يكون تصنيفك أن كنت جيداً أم سيئ، فقد يكون لبعض الناس مهارات الكاريزما ويستخدمونها بطريقة أخلاقية فأولئك الذين امتلكوا مفاتيح النجاح في حياتهم، والبعض الآخر قد يستخدمها بطريقة غير أخلاقية، مما يترتب عليه فشلهم في تحقيق أهدافهم على المستوي البعيد. وفيما يلي نبين الاختلاف بين الاستخدامات الأخلاقية وغير الأخلاقية لقوة الكاريزما. فمن الناحية الأخلاقية تستخدم في الآتي: خدمة الآخرين، وتحفيزهم، وتكوين علاقات مربحة للجميع، وتفتح مجال التواصل، وبها أخلاقيات سامية، ومساعدة الآخرين على التطور. لكنها من النواحي غير الأخلاقية فهي تستخدم في التالي: استغلال الآخرين، وإجبارهم، واستخدامها للمصالح الذاتية، وإغلاق أبواب التواصل، وأحياناً تستخدم بشكل غير أخلاقي، وتسهم في تطوير الأنا.

فالمدير العصري الذي يسعي دوماً للريادة والتطوير المستمر لمنظمته، عليه في المقام الأول، أن يعمل بروح القائد الذي يتمتع بقوة الكاريزما التي تمكنه من التأثير في موظفيه وتوجيهم نحو تحقيق الأهداف بكفاءة وفاعلية بطريقة أخلاقية؛ فهي مفتاح النجاح على مستوي المنظمة والفرد. 

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة