وارين بينيس

​​ولد "وارين بينيس" عام 1925م وحصل على البكالوريوس في الآداب من كلية "انتيوك" في عام 1951م، ثم حصل على الدكتوراه من معهد "ماساتشوسيتس" للتقنية MIT في عام 1955م. ويعد "بينيس" مثقفاً وكاتباً ومستشاراً معروفاً على مستوى دولي. وقد عمل بمهنية عالية في معهد "ماستيوشيس" للتقنية حيث خلف "دوجلاس مكجريجور" في رئاسة قسم دراسة المنظمات، وعمل في عدة جامعات منها "هارفارد" و"بوسطن" و"سينسناتي" ومركز الصناعات بـ"جنيف"، والمعهد الهندي للإدارة بـ"كالكتا"، وفي جامعات بارزة عديدة أخرى، وعمل نائبًا للرئيس التنفيذي لجامعة "نيويورك" ورئيساً لجامعة "سينسناتي" في ولاية أوهايو. ويعمل الآن أستاذًا متميزًا في كلية إدارة الأعمال بجامعة "جنوب كاليفورنيا USC" وهو الرئيس المؤسس لمعهد القيادة الإدارية فيها. وكان عضوًا في فريق العمل "Task Force" الخاص بالسياسة العلمية في البيت الأبيض التابعة للرئيس خلال الفترة من 1969-1970م، وعمل ضمن فريق المهام في وزارة المواصلات عام 1975م، وفي عدة لجان في التعليم والسياسة العامة. وشغل في الفترة من 1974-1977م منصب مدير الجمعية الأمريكية للإدارة، وزميلاً لجمعية علم النفس الأمريكية، والجمعية الأمريكية للتطوير العلمي وجمعية علم الاجتماع الأمريكية.

مساهماته

 كتب "وارين بينيس" أكثر من 18 كتابًا في الإدارة والقيادة الإدارية، ونشر في عام 1966م كتابه "تغيير المنظمات" الذي نُشر لاحقًا بغلاف مقوى بعنوان "ما وراء البيروقراطية"، حيث قال متنبئاً في نظرة متفائلة: إن المنظمات باستعارتها من علم النفس ستتطور (تغيير غير مخطط له) وتنتقل في اتجاه الأسلوب الأخلاقي من خلال التدخل (تغيير مخطط له).

وقد ناقش "بينيس" دور خبراء التغيير في المنظمات المتغيرة. إذ إن هؤلاء الخبراء متخصصين؛ فقد تدربوا ونالوا درجات الدكتوراه في العلوم السلوكية. وهم أناس ناضلوا من أجل تحسين كفاءة المنظمة من خلال تغيير علاقات ومواقف وفهم وإدراك وقيم الموظفين الموجودين. وفي بعض الأمثلة يتصرفون كجزء من نظام العميل، وفي أمثلة أخرى يعملون كمؤثرين خارجيين. والجدل الدائر هو أن الشخص المطلع الأول يمتلك المعرفة الجوهرية الضرورية، وبالنسبة للأخير هو الشخص الخارجي، ويمكن أن يوفر النظرة والتجرد والطاقة الضرورية لإحداث تغيير حقيقي. وقد استمر استعمال كلا الأسلوبين.

كما تعاون "بينيس" في عام 1968م مع مؤلف "السعي للوحدة"، واشترك مع "فيليب سلاتر" في تأليف "المجتمع المؤقت" الذي يلاحظ فيه بعض من الأفكار الرئيسة نفسها التي عبر عنها في كتاب "منظمات متغيرة". وفي كل من الكتابين فصل يحمل عنوان "الديموقراطية أمر لا مفر منه"، حيث تعبر فرضيتها عن أن الديموقراطية تحل محل الدكتاتورية؛ بوصفها النظام الوحيد المرن بدرجة كافية لأن يتماشى فيها مع المعرفة والخبرات الآيلة إلى الزوال بشكل سريع. ويتميز المجتمع المؤقت بالزوال المتزايد بشكل سريع وملاءمة البنى الإنسانية والعلاقات. ويسبق الكتاب بعدة سنوات مفهوم تسريع معدل التغيير الاجتماعي والذي تطور لاحقًا بشكل أكثر توسعاً في صدمة المستقبل.

لقد جاءت مساهمات "وارين بينيس" في مجالين مهمين هما: "تطور المنظمة"، و"القيادة" وفي حالات كثيرة يرتبط كل منهما بالآخر. نحن نعيش في مجتمع تهيمن عليه المؤسسات البيروقراطية، التي ترزح تحت الكبت، وتتطور بشكل بطيء لتصبح شيئًا أكثر إنسانية. ويرجع التطوران للتطور الطبيعي وللتدخل الإنساني. والتغييرات التي حدثت جعلت من الضروري إقصاء الأفكار القديمة عن الحكم، وتحديد نموذج جديد للقيادة.​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة