المقهى الإداري

​هل تدير ولاء موظفيك بفاعلية؟

يعتبر الموظفون شريان الحياة في أية شركة؛ وانطلاقًا من هذه الحقيقة، يُفترض أن يكون لدى كل شركة خطة تفصيلية وإجراءات واضحة لضمان تحقيق ولاء الموظفين. لكن لسوء الحظ ليس هذا هو الحال بشكل عام، فلا تزال الشركات تعتقد أنها إذا طورت منتجًا جيدًا أو قدمت خدمة جيدة، وإذا استمر العملاء في شراء تلك المنتجات والخدمات؛ فإن الموظفين سوف يكونون سعداء. ووفقاً لخبير إدارة الأداء هاني شاكر؛ فإن جهات العمل تقوم بما يكفي لضمان الاحتفاظ بغالبية الموظفين، حيث يدربونهم بما يكفي، ويقدمون لهم مزايا كافية، ويدعمونهم إيجابيًا على نحو كافٍ. فهل هذا هو الأسلوب الصحيح لتحقيق ولاء الموظفين؟ يجيب خبير إدارة الأداء: تدبَّر هاتين الواقعتين: الأولى هي أن شركة بين "آند كومباني" تفقد سنويًا ما نسبته %20-50 من قاعدة موظفيها، والثانية بلغت تكلفة استبدال الموظف المفقود 150% من الراتب السنوي لذلك الموظف بجامعة كولومبيا.

ونظرًا لارتفاع كلفة استبدال الموظفين، وحقيقة أن العديد من الموظفين يستمرون في ترك العمل؛ فإن الشركات التي تدير ولاء الموظفين لديها بفعالية تستطيع عكس تأثير هاتين الحقيقتين وتحويلهما من أعباء إلى نقطتي قوة. يمكنهم تحقيق إنتاجية أعلى وسعادة أكبر لدى الموظفين المستعدين لرفع مستوى أداء الشركة؛ مما يؤدي في النهاية إلى تحقيق أرباح أكبر ونتائج أعمال إيجابية أخرى.

​ 

6 طرق لتحفيز الموظفين

هناك العديد من الطرق التي يمكن اتباعها في المؤسسات الكبيرة، أو الصغيرة لمكافأة الموظفين وتحفيزهم، فضلاً عن زيادة أجورهم. فقد أثبتت الدراسات في مجال الأعمال أن إنتاجية الموظفين تتناسب طردياً مع مقدار الحوافز المقدمة إليهم في المؤسسات، فضلاً عن حجم الفوائد الأخرى التي يمكن جنيها عند توفير وسائل الراحة المختلفة في بيئات العمل؛ مما يحقق قيم الإخلاص والتفاني، ويخدم رؤية المؤسسة وأهدافها. وتستعرض مجلة "فوربس الشرق الأوسط" 6 أساليب يمكن من خلالها تحقيق ذلك، وهي:

1-امنح الموظفين سبباً للإيمان بأهداف الشركة: يحتاج الموظفون إلى فهم رؤية عمل المؤسسة، منذ إجراء مقابلتهم الأولى للحصول على العمل؛ ولذلك فإن توضيح هذه الرؤية سيحفزهم ويلهمهم بما في ذلك صغار الموظفين، مما سيعود بالنفع على نمو الشركة بشكل عام.

 2-أظهر اهتمامك: هنئ موظفيك بأعياد ميلادهم، وأرسل لهم الهدايا في مناسبات الزفاف أو نحو ذلك، وكذلك انخرط في حياتهم ليشعروا بحبك واحترامك لهم، ليس بوصفهم موظفين فقط، بل كأنهم جزء من عائلتك.

 3-ميّز الموظف الجيد: عندما ينجز أحد الموظفين عملاً رائعاً، أخبره بذلك واعترف بمجهوده أمام الجميع؛ فمن المهم أن يشعر الموظف أن جهوده لم تذهب سدى، مما سيجعله يرغب في رفع مستواه في العمل وتحسينه.

 4-تعلم قيمة “الحوافز البسيطة": قد لا تكون شركتك في موقع يسمح لك بعرض حزمة مزايا وظيفية متكاملة، لكنك قد تتفاجأ كيف أن المزايا القليلة وغير المكلفة قد تحفز فريق عملك إلى أبعد الحدود.

 5-املأ شواغر الترقيات من داخل الشركة: عندما يرى الموظفون فرصة للتقدم في مسيرتهم المهنية داخل المؤسسة؛ سيسارعون لاغتنامها.

 6-انشر مظاهر المتعة: هذا أسلوب متعارف عليه بين الشركات الأكثر نمواً. ومثال ذلك: قد تعقد الشركة حفلات صيفية للموظفين، تحتوي على الكثير من الفعاليات والمسابقات، ومنح الفائزين فيها مكافآت تتضمن إقامة في منتجع مثلاً.

 

الاحتراق الوظيفي

يعتبر "هربرت فردنيرجر"-المحلل النفسي الأمريكي-أول من أدخل مصطلح الاحتراق النفسي إلى حيز الاستخدام الأكاديمي، وذلك عام 1974م. وهو حالة من الإنهاك العاطفي والفكري والجسماني والتي تكون على شكل تعبيرات يستخدمها الفرد تجاه عمله كاستجابات للضغوط والعلاقات التنظيمية المزمنة. وتتمثل هذه الحالة-وفقاً لخبيرة إدارة الأعمال فاطمة محمد الأحمد-في إحساس الفرد بأن مصادره العاطفية مستنزفة، وبميله لتقويم ذاته سلبياً، وإحساسه بتدني كفاءته في العمل وفقدان التزامه الشخصي في علاقات العمل، وفقدان القدرة على الإبداع. ويحدث الاحتراق النفسي عندما لا يكون هناك توافق بين طبيعة العمل وطبيعة الإنسان الذي ينخرط في أداء هذا العمل. وكلما زاد التباين بين هاتين البيئتين زاد الاحتراق النفسي الذي يواجهه الموظف في مكان عمله؛ لذلك بادرت العديد من الشركات والبنوك في المجتمعات المتقدمة إلى تفادي هذه الحالة قبل حدوثها، وذلك بأن تعمل على ألا يمكث الموظف في عمله أكثر من 5 سنوات ومن ثم يتم نقله إلى قسم أو إدارة أخرى.​​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة