33% من قوة العمل وتواجه غياب الخبرة وقلة التحفيز وصعوبة التكيف السعوديات يتغلبن على تحديات الوظيفة بالإصرار وجودة العمل والتدريب

​​​

  • أريج الدهيم: الثقة بالنفس والاعتماد على الذات وإعلاء المصلحة العامة مفاتيح النجاح
  • ليلى الشمري: القراءة والاطلاع والتدريب الإلكتروني سلاح المرأة العاملة لمواجهة التحديات
  • نوف الحازمي: صعوبة التأقلم مع بيئة العمل ومحاولة إثبات الذات أمام المدير المباشر أبرز التحديات

 ​

​تمثل المرأة السعودية ما يقارب ثلث قوة العمل في المملكة، كما أنها استطاعت أن تقتحم العديد من المجالات الوظيفية والتخصصات، وحققت العديد من النجاحات على المستويين المحلي والعالمي؛ لكنها تواجه بعض التحديات-وخاصة في بداية حياتها الوظيفية-والتي عادة ما تحمل الكثير من المعوقات والصعوبات..في هذا التقرير نلتقي مجموعة من الموظفات؛ لنتعرف على أهم الصعوبات والتحديات التي تواجهها المرأة السعودية في بداية عملها، وسبل التغلب عليها.

خطط التنمية

حققت المرأة السعودية إنجازات محلية وعالمية؛ نتيجة الانفتاح الذي شهدته المملكة العربية السعودية في السنوات الأخيرة، وموقف القيادة الرشيدة لإعطاء المرأة السعودية حقوقها التي تمكنها من خدمة وطنها على الوجه الأمثل الذي ترتضيه الشريعة الإسلامية.

وقد أكدت خطط التنمية في المملكة العربية السعودية على زيادة مجالات فرص عمل المرأة السعودية، وزيادة إسهاماتها في سوق العمل بما لا يتعارض مع أطر الشريعة الإسلامية، حيث تتيح هذه الخطط أهمية قصوى لتنمية الموارد البشرية عبر التأكيد على مشاركة المرأة السعودية بقوة في سوق العمل، سواء كانت من حملة المؤهلات العلمية بشكل عام، أم من حملة المؤهلات العليا والفنية بشكل خاص.

ووفقاً لبيانات نشرة سوق العمل للربع الثالث من عام 2017؛ بلغ إجمالي المشتغلين السعوديين (3.063.744) فرداً، نسبة الذكور (66.4%) وبلغ عددهم (2.035.745)، وبلغت نسبة الإناث (33.6%) بعدد (1.027.999).

سوق العمل

وتواجه المرأة السعودية العاملة العديد من التحديات والصعوبات في عملها، ومن أهم هذه التحديات التي تواجهها-وفقاً للدراسة التي أجرتها هيفاء بنت حمود الشمري-بعنوان: "المعوقات التي تواجه المرأة السعودية وتحد من مشاركتها للعمل في القطاع السياحي: دراسة لتوجهات عينة من طالبات أقسام الجغرافيا بالرياض وحائل وأبها"-حداثة تعليم المرأة، وقلة مجالات العمل المتاحة، وعدم التوافق مع احتياجات سوق العمل، وصعوبة التنقل، ونقص خدمات رعاية الأطفال، والتفاوت في الأجور والرواتب، وساعات العمل.

وتوصي الدراسة بالعمل على تهيئة الكثير من الدورات التدريبية في جميع مناطق المملكة، وتوفير آليات لعمل المرأة بما يتوافق مع قيم المجتمع، ومنها تحديد فترة عمل واحدة خلال اليوم وفصل النساء عن الرجال.

خبرة وتحفيز

في البداية تؤكد أريج الدهيم التي تعمل كاتبة بإدارة التعليم بالرياض على أنها واجهت العديد من التحديات في بداية حياتها الوظيفية، أهمها عدم وجود الخبرة الكافية التي تسمح بإنجاز العمل بالطريقة المثلى، إلى جانب انعدام عنصر التدريب والتطوير، وقلة التحفيز والمتابعة من الرؤساء في العمل.

وتابعت الدهيم، فقالت، إنها استطاعت التغلب على هذه التحديات والصعوبات بوسائل عدة، أبرزها كثرة سؤال أصحاب الخبرة والاطلاع على الأعمال المنجزة مسبقاً، ومتابعة التدريب من مصادر خارجية، والاقتناع التام بأهمية وضرورة إتقان العمل.

وأوضحت أريج الدهيم أنها اعتمدت على نقاط قوة متنوعة لمواجهة هذه التحديات، أهمها الثقة بالنفس والاعتماد على الذات والتعاون لأجل المصلحة العامة، وتضيف: قلة الكادر الإداري في العمل أتاح لي الفرصة لأداء أكثر من عمل مما ساهم في زيادة خبراتي خلال وقت قصير. وتقترح أريج الدهيم على كل موظفة الالتحاق بالبرامج التدريبية في مجال الوظيفة وتطوير الذات.

قراءة واطلاع

من جانبها، تقول ليلى عذبي الشمري التي تعمل بإحدى المدارس: إنها واجهت في بداية عملها، كمسجلة بيانات ومعلومات، نقد الرؤساء في العمل للتقنية ونقص أجهزة الحاسب وعدم توفرها، وضعف الإنترنت وبعض المشكلات التقنية الأخرى. وتشير الشمري إلى أنها واجهت هذه التحديات، وتغلبت عليها من خلال الممارسة، والإصرار، وتقديم الأفكار الإبداعية ووضع جدول أعمال للمهام. وتضيف: بالإصرار وحب العمل والبحث عن المعلومات بشكل مستمر استطعت التغلب على هذه الصعوبات.

وتقترح ليلى الشمري العديد من الأنشطة التي تساعد كل امرأة عاملة على التغلب على ما يواجهها من صعوبات، من أهمها القراءة والاطلاع، ومتابعة الدورات التدريبية على الإنترنت، وحب العمل مهما واجه المرأة من تحديات، والإصرار على مواجهتها.

                 إثبات الذات           ​

على جانب آخر، تقول نوف على الحازمي-منسقة العلاقات العامة بجامعة جازان-إن أكثر ما واجهته من صعوبات في بداية حياتها الوظيفية صعوبة التأقلم مع الموظفات والتكيف معهم ومعرفة شخصيات العاملات، إلى جانب المحاولات العديدة لإثبات الذات أمام المدير المباشر. وتضيف الحازمي: استطعت التغلب على هذه التحديات بسعة الصدر والتأني، وتعلم كيفية إثبات الذات من خلال العمل الدقيق، وسرعة الإنجاز، والجودة، والدقة في تسليم الأعمال، وعدم تأجيل عمل اليوم للغد.

وتقترح نوف الحازمي العديد من التوجيهات؛ لكي تتغلب المرأة السعودية على تحديات الوظيفة، أبرزها الحزم في التعامل مع الزملاء في مجتمع العمل، وعدم النظر لأي أحد نظرة دونية، والتعامل مع المراجعين بحكمة، واثبات الذات من خلال العمل الجاد والمجهود الكبير والشخصية القوية.


 

15/07/1439
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة