دخل مرحلة أكثر تقدماً ضمن تطوره المؤسسي فـي التدريب الإداري وتميز شراكاته الاستراتيجية ومبادراته وبرامجه
معهد الإدارة العامة.. استراتيجية تحولية وخطوات تطويرية تتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتدعم رأس المال البشري
منذ
تأسيسه في عام 1961م ظلّ معهد الإدارة العامة ركيزة أساسية في تطوير كفاءة
موظفي الدولة من خلال خدماته في مجالات التدريب، والاستشارات، والبحوث،
ومع انطلاق رؤية المملكة 2030، دخل المعهد مرحلة جديدة من التحول والتطوير،
مستجيباً لمتطلبات المرحلة، ومواكِباً لأهداف الرؤية الطموحة، وعلى رأسها
رفع كفاءة الأداء الحكومي.
تحولات استراتيجية وجوهرية
ومن
أبرز ملامح هذا التحول تطوير نطاق عمل المعهد ليكون منسجماً مع متطلبات
الرؤية، خاصة فيما يتصل بتحسين أداء الجهاز الحكومي، حيث أطلق المعهد عدداً
من المبادرات النوعية، من بينها منصة “إثرائي” للتدريب عن بُعد، والتي
أثبتت فاعليتها كأحد البرامج التقنية المتقدمة التي وفرت حلاً تدريبياً
عصرياً على مستوى المملكة، كما أنشأ المعهد “أكاديمية تطوير القيادات
الإدارية” لتأهيل وتمكين القيادات الحكومية، بالإضافة إلى إنشاء “مركز
تحقيق التوازن بين الجنسين” لدعم مشاركة المرأة في التنمية الإدارية، ومع
موافقة مجلس الوزراء على استراتيجية المعهد التحولية الجديدة، دخل المعهد
مرحلة أكثر تقدماً، تعكس تطوراً مؤسسياً في الدور الذي يؤديه، حيث يسعى
المعهد إلى أن يكون ممكنًا لقطاع التدريب الإداري عبر شراكات استراتيجية مع
بيوت خبرة محلية وعالمية، والوصول إلى أوسع شريحة من موظفي القطاع العام
بجودة عالية.
مواكبة المهارات الرقمية وسوق العمل
وتحرص
قيادة المعهد على تطوير برامجه التدريبية بما يتوافق مع متطلبات سوق العمل
والاتجاهات العالمية، مع التركيز على المهارات الرقمية والجدارات المرتبطة
بوظائف المستقبل، ففي العام التدريبي 1445-1446هـ، تم استحداث وتطوير أكثر
من 250 برنامجاً تدريبياً، تطبق قاعدة 70/30، بحيث يُخصص 70% من المحتوى
للتطبيق العملي، و30% للجانب النظري، وفي مجال التحول الرقمي، أطلق المعهد
أكثر من 65 برنامجاً تقنياً، منها 14 برنامجاً يركّز على المهارات الرقمية
التي يحتاجها الموظف الحكومي، مثل الذكاء الاصطناعي، وذكاء الأعمال، وصناعة
القرار، وتحليل البيانات.
تمكين الشباب ورفع تنافسية رأس المال البشري
وفي
إطار دور المعهد في تمكين الشباب السعودي وتأهيلهم لسوق العمل، قدم برامج
متقدمة تهدف إلى رفع كفاءة الكوادر الوطنية، وتزويدهم بمهارات عصرية تتماشى
مع متطلبات الاقتصاد الرقمي، وتُعد هذه الجهود جزءاً من مسؤولية وطنية
يشترك فيها المعهد مع وزارة الموارد البشرية التنمية الاجتماعية لتعزيز
جاهزية الجيل الشاب للعمل وفق أعلى المعايير العالمية، من خلال برامج تُعنى
بالبرمجة التقنية، وحل المشكلات، والتفكير الإبداعي، وتطوير المهارات
الناعمة.
تحسين الأداء الوظيفي وتكامل التدريب مع الترقية
ويلعب المعهد دوراً محورياً في تحسين جودة الأداء الحكومي عبر منظومة تدريبية شاملة تستند إلى المعايير
الدولية، وتُقدَّم بمستويات متعددة تشمل الموظفين الجدد، والقيادات العليا
على حد سواء، ويعتمد على أحدث منهجيات التدريب، مثل الواقع الافتراضي
والمعزز، لتعزيز التجربة التعليمية والتدريبية بشكل متطور.