ليست مجرد حديث جانبي أو همسة عابرة بل ظاهرة سامة "النميمة".. خـــطـــر صـــامــت يـــهـــدد العــــلاقــات الإنسانيـــة ويـــضر بســمعــة المنــظمـات

قد تكون النميمة مجرّد حديث جانبي في الممر أو همسة عابرة في غرفة الاستراحة، لكنها في الحقيقة ظاهرة سامة قد تُحدث تصدّعات عميقة في جدران بيئة العمل، ورغم أن البعض يراها سلوكًا عاديًا أو وسيلة للتسلية، إلا أن آثارها النفسية والمهنية قد تكون مدمّرة للموظف والمنظمة على حد سواء. فما المقصود بالنميمة في العمل؟

أسلوب سلبي

النميمة هي الحديث عن الزملاء أو المدراء أو السياسات الداخلية بأسلوب سلبي أو بهدف الإضرار بالسمعة، غالبًا دون وجود الشخص المعني، وتشمل نشر الشائعات أو المعلومات غير الدقيقة، أو التهويل من الأخطاء.

الأسباب

ويرى خبراء الإدارة والعلاقات الإنسانية أن أسباب انتشار النميمة في بيئات العمل هو ضعف التواصل الرسمي داخل المنظمة، وغياب الشفافية مما يدفع بعض الموظفين للبحث عن الأجوبة من مصادر غير موثوقة، كذلك الفراغ والروتين يجعلان الموظفين والموظفات يشعرون بالملل، وقد يلجؤون إلى النميمة كنوع من التسلية، إضافة إلى المنافسة السلبية، ومحاولة البعض التقليل من زملائهم لإبراز أنفسهم أمام الإدارة، وتعد بيئة العمل غير صحية، وغياب ثقافة الاحترام والاحتواء من الأمور التي تشجع هذه السلوكيات السلبية.

أضرار النميمة

ومن أبرز أضرار النميمة في بيئة العمل ما يلي:

1.تدمير الثقة بين الموظفين: بمجرد شيوع النميمة، يتقلص الشعور بالأمان وتضعف العلاقات المهنية.

2.انخفاض المعنويات: يؤدي الشعور بأن الحديث يتم خلف الظهر إلى التوتر والقلق والإحباط.

3. تأثير سلبي على الإنتاجية: تنشغل فرق العمل بالقيل والقال بدل التركيز على المهام والأهداف.

4.زيادة معدل دوران الموظفين: الموظفون الجيدون قد يختارون المغادرة بحثًا عن بيئة عمل أكثر إيجابية.

5.تشويه سمعة المنظمة: في حال انتقلت النميمة أو الشائعات لخارج بيئة العمل، فقد تتأثر سمعة المنظمة أمام العملاء أو المتقدمين الجدد.

كيفية التعامل

لكن السؤال المهم: كيف تتعامل المنظمات مع النميمة؟ الجواب كما يراه المتخصصون هو في وضع سياسة واضحة للسلوك المهني مع التأكيد على أن النميمة سلوك غير مقبول، وتعزيز قنوات التواصل الرسمي، مثل عقد الاجتماعات الدورية، وتفعيل المنصات الداخلية لنقل الأخبار الصحيحة، وتشجيع ثقافة الاحترام والشفافية عبر القدوة من القيادات، ودعم الحوار المباشر بين الأفراد، والتدريب على الذكاء العاطفي والتواصل لتمكين الموظفين من التعبير عن آرائهم بشكل بناء دون اللجوء للنميمة، والتدخل المبكر من خلال مراقبة الأجواء العامة ومعالجة أي سلوك غير صحي قبل تفاقمه، وبظل دور الموظف في الحد من النميمة بالامتناع عن المشاركة في أي حديث غير مهني، وتغيير الموضوع بلطف عند ملاحظة وجود نميمة مع تشجيع زملائه على التعامل المباشر مع المشكلات والإبلاغ عن السلوكيات المؤذية لإدارة الموارد البشرية.

ليست سلوكاً عابراً

وتعد النميمة في العمل ليست مجرد سلوك عابر، بل قد تكون بداية انهيار ثقافي داخل المنظمة، لكن يظل بناء بيئة عمل قائمة على الاحترام والشفافية والثقة هو الضمان الحقيقي لنجاح أي منظمة؛ فحين يشعر الموظف أن مكانه آمن، وأن صوته مسموع، لن يجد حاجة للتحدث خلف ظهر الآخرين.




​​

 
 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة