السمات واختيار القيادات

​تعد الكفاءة من أبرز السمات اللازمة عند اختيار القيادات الإدارية، فلا يهم ما إذا كان الشخص المسؤول ذكراً كان أم أنثى. إذ ينبغي للأشخاص الأكفاء أن يسعدوا بالانتقال إلى نظام الجدارات، حيث يتمكن الناس من تحقيق أدوار قيادية استناداً إلى مهاراتهم وإمكاناتهم؛ لأن هناك العديد من الأفراد المؤهلين الذين يتم تجاهلهم في الأدوار القيادية. ويرجع ذلك على وجه التحديد إلى أنهم يتمتعون ببعض الصفات، كالتعاطف والوعي الذاتي والنزاهة والتواضع وغيرها من الصفات التي تجعلهم مديرين جيدين، ولكنها لا تجعلهم قادة أفضل من البداية. فإذا نجحت في اللعب ضمن القواعد الحالية للعبة، فسوف تتقدم إلى مناصب قيادية، ولكن ستجعل الأمور أسوأ بعد ذلك. وإذا لم تقم بذلك، فقد لا يتم اختيارك أبدًا. هذا هو اللغز المثير للاهتمام الذي يجب أن نتناوله عندما نتحدث عن أشياء، مثل التنوع والتوازن بين الجنسين. وبصفة عامة، هناك ثلاث خطوات أساسية ينصح باتباعها، وهي كالتالي: أولًا: حث القادة على أن يوضحوا كيف يعرفون أن القيادة الحالية تضيف في الواقع أكبر قدر من القيمة: في معظم المنظمات، هناك تناقض بين النجاح الوظيفي الفردي أو الشخصي من ناحية، والقيمة المضافة للمنظمة من ناحية أخرى؛ لذا يجب على المنظمات أن تبدأ في التقليل من ذلك. ثانيًا: التركيز على حالة الأعمال: يجب أن يلتزم القادة برفع جودة القيادة؛ فهو الأمر المفيد للإيرادات والربحية والابتكار والأداء المؤسسي. ثالثًا: محاولة جعل اختيار القادة بحياد بين الجنسين: نقول دائمًا إن أفضل تدخل للتنوع بين الجنسين يتم من خلال التركيز على الموهبة، بدلاً من الجنس. فإذا ركزت على النوع الاجتماعي، فقد تقيد أو لا تزيد من جودة قادتك، ولكن إذا ركزت على المواهب، فمن الأرجح أن تزيد من كفاءة وجودة القيادات، فضلاً عن زيادة التوازن بين الجنسين. وفي عصرنا الرقمي، فإن الذكاء الاصطناعي يقلل من الأهمية النسبية للمهارات الفنية. لذلك تصبح مهارات التعامل مع الآخرين أكثر أهمية، حتى لو كنا متشككين في كل هذه الضجة حول الذكاء الاصطناعي، فمن الصحيح أنه يحوّل المعرفة إلى سلعة للوصول إليها. وبالتالي، هناك حجة أضعف بكثير لاختيار الأشخاص لأدوار قيادية بناء على ما يعرفونه. لقد كانت المسألة تتعلق بالحصول على إجابات لكثير من الأسئلة. أما الآن، فإن الأمر يتعلق أكثر بطرح الأسئلة الصحيحة.  كذلك سيتم اختيار القادة، وخاصة قادة المستقبل، على أساس قدرتهم على الإلهام والتحفيز والتواصل مع الآخرين على المستوى العاطفي، وفهم الناس على المستوى الإنساني والاجتماعي. ومع توفر الفرصة لاستخدام الذكاء الاصطناعي والبيانات على نطاق أوسع وإزالة بعض التحيزات واندفاع التفكير البشري البديهي الذي قادنا إلى ما نحن عليه اليوم. فهذا لا يعني أننا نثق كثيرًا في الذكاء الاصطناعي، بل على دراية تامة بالقصور البشري؛ مما يمنحنا بعض الثقة في الذكاء الاصطناعي. وإذا نظرنا إلى الذكاء العاطفي على أنه مهارات شخصية ومهارات التعامل مع الآخرين والتأثير عليهم، فلو كنت تدير الأشخاص، فمن المهم أن تدير نفسك أيضًا، وأن تتحكم في أعصابك. ومن المهم أن تثير المشاعر الصحيحة وتعرضها، وأن تتمكن من التعاطف مع الآخرين والتواصل معهم على المستوى الإنساني، وفهم الاخرين كبشر. وأن تمتلك القدرة على أن تقرأ ما بين السطور، وأن تحصل على الإشارات، وتكون متاحًا لمقابلة الأشخاص في المكان الذي يريدون مقابلتهم فيه، سواءً كان ذلك شخصيًا أو افتراضياً، أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة