الهوية المؤسسية للمنظمات و التغيير الاستراتيجي

يعد إطلاق الهوية المؤسسية الجديدة للمنظمات بمثابة خطوة استراتيجية مهمة تهدف إلى التعريف بالمنظمة وقيمها، ورسالتها، ورؤيتها، وتحولاتها الحديثة، وهذا التغيير يصاحبه عادة إطلاق الشعار الجديد، وتنفيذ العناصر البصرية التي تعبر عن شخصية المنظمة العصرية، وعوامل تميزها عن غيرها.

إن تغيير الهوية المؤسسية يحمل في طياته أبعاداً متعددة تهدف في مجملها لتمكين المنظمات من التكيف، والتأقلم مع المتغيرات العصرية، وتساعدها في توظيف مكانتها العريقة في تحقيق أهدافها التي تتغير مع تغير المراحل، والمبادرات، والتطلعات، ومعها تتغير بالتأكيد التوجهات والاحتياجات العامة.

وبالتالي يمكن القول أن تغيير الهوية يساعد على استلهام الأهداف الجديدة بما يمكن من تقديم صورة أكثر حداثة تماشيًا مع متطلبات العصر، وإبراز جوانب التطور والابتكار، وتقديم انطباعًا عاماً بأن المنظمة راسخة وتتقدم، وتستثمر في مستقبلها، مما يسهم في أن يخلق لها سمعة مميزة، ويمنح منسوبيها إحساساً بالفخر والانتماء، ويعزز الأداء والإنتاجية بشكل عام.

ولذا فإن تغيير هوية المنظمات ليس مجرد تحديث بصري في التصميم، والشعارات، والألوان وغيرها بل هو في تجديد الأفكار، وتطوير الأهداف، وطرح المبادرات، وبناء الخطوات الاستراتيجية التي تهدف إلى تعزيز صورة المنظمة، وترسيخ تنافسيتها، وضمان ارتباطها بطموحاتها، وأهدافها المستقبلية، مما يعكس قدرتها على مواكبة الجديد في عالم يتطور باستمرار.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة