تعد العلاقة بين الربحية، والإنتاجية، والاستدامة أو العلاقة الثلاثية التي يرمز لها بـ PPS، ركيزة تنافسية يمكن في ضوئها التركيز على المشكلات المؤثرة على فرص نجاح المشروعات الريادية الناشئة، من حيث تعزيزها وتوسيع آفاقها؛ فهي علاقة تسير وفق أسلوب الحلقات المتصلة أو المتواترة وذلك من خلال 3 ركائز تتعلق بدراسة حجم التفاعل بين الحمض النووي التنظيمي، والمواءمات الاستراتيجية للقيمة، وقياس مدى تأثيرها على الاستدامة.
وهي العناصر والركائز التي يتناولها الكتاب المترجم الصادر في نسخته العربية عن معهد الإدارة العامة بعنوان: "تعزيز الربحية والإنتاجية والاستدامة" لمؤلفه "دينيس إن. أونياما"، والذي قام بترجمته د.محمد شحاته وهبي وراجع الترجمة د.راجي بن مسايل الشراري. وذلك على مدار 6 فصول متتالية، ونستعرضه معكم في هذا العدد من مجلة التنمية الإدارية.
3 تعريفات مهمة
يستهل المؤلف كتابه بفصله الأول الذي يمثل مقدمة هذا الكتاب، والذي يستهدف تحديد ومناقشة العوامل والعمليات الأساسية التي تحول دون وجود تصور شامل لطبيعة العلاقة بين العناصر الثلاثة (الربحية والإنتاجية والاستدامة)، وتفاعلاتها المسؤولة عن تعزيز السلوك التنظيمي وتحقيق المواءمة الاستراتيجية والارتقاء بهما. فهذه العلاقة المعقدة لم تُفهم بالقدر الكافي خاصة في مجال الأعمال وما يتعلق به من أنشطة.
الحمض النووي التنظيمي
ويتطرق الفصل الثاني من الكتاب إلى الحمض النووي التنظيمي، أو منظور الاستدامة. فيوضح هذا الفصل طبيعة هذا الحمض، وينظر في مسألة تكامل الأنظمة، ومنطق المواءمة الاستراتيجية الفعالة بهدف الحفاظ على استدامة المنظمات. ولا شك في أن هذا الأمر يحظى بأهمية خاصة؛ نظرًا لأن المنظمات بمختلف أحجامها تميل إلى تحقيق التوازن بين متطلبات الربحية والإنتاجية والاستدامة على الرغم من تعارضها أحيانًا.
ريادة الأعمال ومنظور الربحية
ويناقش الفصل الثالث مسألة ريادة الأعمال والإدارة، ومقتضيات خلق القيمة الاستراتيجية التنظيمية، أو منظور الربحية. فمما لا شك فيه أن الشروع في إقامة مشروع تجاري جديد تمامًا هو تجربة مجهولة العواقب لكثير من الأشخاص. فعلى الرغم من تعدد مميزات هذه التجربة، إلا أنها في الوقت نفسه لا تخلو من مخاطر جسيمة، فهناك ما يقرب من 80% من الشركات التجارية الجديدة التي لم تتمكن من تحقيق النجاح خلال السنوات الخمس الأولى من نشأتها.
منظور الإنتاجية
يتناول المؤلف في الفصل الرابع من الكتاب منظور الإنتاجية، من خلال التركيز على الديناميكيات التنظيمية للتصنيع والابتكار على المستوى العالمي والخطة الجديدة لتصميم المنتج. إذ يهدف هذا الفصل إلى دراسة الوسائل المبتكرة التي يمكن للشركات أن تتبناها لتحسين مستوى إنتاجيتها بشكل ملحوظ.
المنظور الثلاثي
ويسعى الكتاب في الفصل الخامس منه إلى بحث منظور العلاقة الثلاثية بين الربحية والإنتاجية والاستدامة، من خلال التركيز على فن المنافسة والربط بين العلاقات السببية لعوامل هذه العلاقة التي تتبع-دائمًا-دورة محددة داخل المنظمات المرنة على وجه الخصوص.
استنتاجات ومقترحات
ويختتم المؤلف كتابه بالفصل السادس الذي يجمل من خلاله استنتاجات ومقترحات، حيث يبين سبل التخطيط الاستراتيجي المتبصر، إذ خلص إلى أن أفضل مناهج التخطيط تتطلب الوصول لأفضل مزيج تنظيمي محدد من التخطيط التدرجي ومواءمتها مع المناهج التي تتطابق مع التخطيط المتبصر. ويلفت هذا الفصل-أيضًا-إلى بعض أوجه الاختلاف بين مقتضيات خلق القيمة ومقتضيات خلق القيمة الاستراتيجية التي يفضلها الكتاب. كما يبرز الفصل نوعين من مشكلات القيادة التي تعوق عملية خلق القيمة، أولاهما تتمثل في أن معظم مديري المنظمات يعتمدون على قيادة لا تتوفر لديها رؤية استراتيجية.