غالبًا‭ "‬مشكلة‭" ‬وأحيانًا‭ "‬سيء‭" ‬وربما‭ ‬يكون‭ "‬ضحية‭" ‬‭"‬الخروف‭ ‬الأسود‭ ‬في‭ ‬العمل‭ "‬منبوذ‭ ‬من‭ ‬الزملاء‭ ‬والزميلات‭ ‬والمديرين

​إعداد‭/ ‬د‭.‬أحمد‭ ‬زكريا‭ ‬أحمد

‭"‬الخروف‭ ‬الأسود‭"‬؛‭ ‬دائمًا‭ ‬منبوذ‭ ..‬ثنائية‭ ‬واقعية‭ ‬منتشرة‭. ‬ترتبط‭ ‬وتتجسد‭ ‬بشكل‭ ‬عجيب‭ ‬بين‭ ‬الزملاء‭ ‬والزميلات‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬بيئات‭ ‬العمل،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يؤكده‭ ‬الخبراء‭ ‬والمتخصصون،‭ ‬والواقع،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬هذا‭ ‬الخروف‭ "‬جانيًا‭" ‬يتصرف‭ ‬بسلبية‭ ‬وتصبح‭ ‬سلوكياته‭ ‬وآرائه‭ ‬وأفكاره‭ ‬مرفوضة؛‭ ‬لأنها‭ ‬قد‭ ‬تهدد‭ ‬هويتهم‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ "‬ضحية‭" ‬بسبب‭ ‬بعض‭ ‬سماته‭ ‬الإيجابية‭ ‬التي‭ ‬تنم‭-‬أحيانًا‭-‬عن‭ ‬تميزه‭. ‬إلا‭ ‬أنه‭ ‬في‭ ‬الحالتين‭ ‬يستفز‭ ‬زملائه‭ ‬وزميلاته‭ ‬ومرؤوسيه،‭ ‬والذين‭ ‬يرونه‭ ‬تهديدًا‭ ‬لهم‭. ‬لذلك‭ ‬فإنهم‭ ‬يواجهونه‭ ‬بالإقصاء‭ ‬أو‭ ‬الاستبعاد،‭ ‬فيصبح‭ ‬منبوذًا‭ ‬منهم،‭ ‬وقد‭ ‬يشعر‭ ‬بألم‭ ‬الموت‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬عمله‭. ‬والخطير‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬هو‭ ‬تأثيراتها‭ ‬السلبية‭ ‬في‭ ‬أداء‭ ‬هؤلاء‭ ‬الموظفين،‭ ‬ورؤسائهم،‭ ‬ومؤسساتهم‭ ‬بصفة‭ ‬عامة‭. ‬نصحبكم‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬التقرير،‭ ‬عبر‭ ‬صفحات‭ "‬مجلة‭ ‬التنمية‭ ‬الإدارية‭" ‬كي‭ ‬نتعرف‭ ‬على‭ ‬ظاهرة‭ ‬وتأثير‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭" ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬العمل،‭ ‬وجانبيه‭ "‬الجاني‭" ‬و‭ "‬الضحية‭"‬،‭ ‬وتأثيراته،‭ ‬والاستراتيجيات‭ ‬والحلول‭ ‬المقترحة‭. ‬وإليكم‭ ‬التفاصيل‭.‬

علامة‭ ‬الشيطان

نستهل‭ ‬الحديث‭ ‬بتوضيح‭ ‬المقصود‭ ‬بتأثير‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭"-‬بصفة‭ ‬عامة‭-‬من‭ ‬خلال‭ ‬موقع‭ ‬جمعية‭ ‬علم‭ ‬النفس‭ ‬الأمريكية‭(‬APA‭)‬،‭ ‬وهو‭ ‬التأثير‭ ‬الذي‭ ‬يُقصد‭ ‬به‭ ‬الميل‭ ‬إلى‭ ‬تقييم‭ ‬شخص‭ ‬سيئ‭ ‬السمعة‭ ‬أو‭ ‬مكروه‭ ‬بشكل‭ ‬أكثر‭ ‬سلبية‭ ‬في‭ ‬مجموعته‭ ‬الخاصة‭ ‬وليس‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬أخرى‭. ‬ويمكن‭ ‬تفسير‭ ‬تأثير‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭" ‬من‭ ‬خلال‭ ‬نظرية‭ ‬الهوية‭ ‬الاجتماعية؛‭ ‬حيث‭ ‬يستجيب‭ ‬الناس‭ ‬بشكل‭ ‬سلبي‭ ‬لأولئك‭ ‬الذين‭ ‬يتصرفون‭ ‬بطرق‭ ‬تهدد‭ ‬هوية‭ ‬مجموعتهم‭ ‬التي‭ ‬ينتمون‭ ‬إليها‭ ‬بقوة‭.‬وبصفة‭ ‬عامة،‭ ‬يرجع‭ ‬إطلاق‭ ‬مصطلح‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭" ‬إلى‭ ‬وجود‭ ‬خروف‭ ‬أسود‭ ‬داخل‭ ‬قطيع‭ ‬أبيض‭ ‬من‭ ‬الأغنام،‭ ‬فيصبح‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الخروف‭ ‬غير‭ ‬مألوف‭. ‬ووفقًا‭ ‬لموسوعة‭ "‬ويكيبديا‭" ‬فإنه‭ ‬في‭ ‬إنجلترا‭ ‬في‭ ‬القرنين‭ ‬الثامن‭ ‬عشر‭ ‬والتاسع‭ ‬عشر،‭ ‬كان‭ ‬يُنظر‭ ‬إلى‭ ‬اللون‭ ‬الأسود‭ ‬للأغنام‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬علامة‭ ‬الشيطان؛‭ ‬حيث‭ ‬يُعتبر‭ ‬الصوف‭ ‬الأسود‭ ‬الذي‭ ‬ينتجه‭ ‬هذا‭ ‬الخروف‭ ‬غير‭ ‬مرغوب‭ ‬فيه‭ ‬تجاريًا‭ ‬لأنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬صبغه‭.‬وخلاصة‭ ‬الأمر‭ ‬تتحدد‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬الزملاء‭ ‬والزميلات‭ ‬في‭ ‬أماكن‭ ‬وبيئات‭ ‬العمل‭ ‬المختلفة‭ ‬ربما‭ ‬يقومون‭ ‬بتصرفات‭ ‬وسلوكيات‭ ‬إقصائية؛‭ ‬بناء‭ ‬على‭ ‬تقييمات‭ ‬سلبية‭ ‬لبعض‭ ‬منهم‭ ‬ممن‭ ‬تصرفوا‭ ‬على‭ ‬نحو‭ ‬غير‭ ‬مرغوب،‭ ‬وبشكل‭ ‬يرونه‭ ‬ضارًا‭ ‬بهويتهم‭ ‬الاجتماعية‭ ‬كمجموعة‭ ‬تسعى‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬الهوية‭ ‬ويتحيزون‭ ‬لها‭.‬

السيئ‭ ‬والمشكلة

وحتى‭ ‬يتضح‭ ‬المعنى‭ ‬أكثر،‭ ‬فإن‭ ‬د‭.‬توم‭ ‬مورين،‭ ‬الأكاديمي‭ ‬الكندي‭-‬عبر‭ ‬منصة‭ "‬لينكد‭ ‬إن‭"-‬يبيِّن‭ ‬المقصود‭ ‬بظاهرة‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭"‬،‭ ‬بقوله‭: ‬نحن‭ ‬جميعًا‭ ‬نلتزم‭ ‬بمعايير‭ ‬السلوك‭ ‬المقبولة‭ ‬لمجموعة‭ ‬واحدة‭ ‬أو‭ ‬أكثر،‭ ‬ولكننا‭ ‬جميعًا‭-‬تقريبًا‭-‬نلتزم‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬العمل‭. ‬إنها‭ ‬الطريقة‭ ‬التي‭ ‬نحافظ‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬وظائفنا‭ ‬ونصعد‭ ‬السلم‭ ‬الوظيفي‭ ‬والاجتماعي‭. ‬فإذا‭ ‬لم‭ ‬تمتثل‭ ‬بما‭ ‬فيه‭ ‬الكفاية‭ ‬فإنك‭ ‬ربما‭ ‬تخاطر‭ ‬بفقد‭ ‬وظيفتك،‭ ‬أو‭ ‬بالنبذ‭ ‬​​مثل‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭". ‬وتجدر‭ ‬الإشارة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬النبذ‭-‬كعقوبة‭-‬تم‭ ‬تسجيله‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬في‭ ‬اليونان‭ ‬القديمة‭ ‬عندما‭ ‬كان‭ ‬الناس‭ ‬يصوتون‭ ‬لنبذ‭ ‬الآخرين‭ ‬كشكل‭ ‬من‭ ‬أشكال‭ ‬العقاب‭. ‬فإذا‭ ‬كان‭ ‬الشخص‭ ‬يشعر‭ ‬بعدم‭ ‬الأمان‭ ‬وكأنه‭ ‬يعاني‭ ‬من‭ ‬الموت‭ ‬الاجتماعي‭ ‬في‭ ‬العمل،‭ ‬فهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬أصبح‭ ‬منبوذًا‭.‬وترى‭ ‬‭"‬كريسي‭ ‬زافيكار‭"-‬إحدى‭ ‬المتخصصات‭ ‬والمؤثرات‭ ‬بمواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعي‭ ‬عبر‭ "‬لينكد‭ ‬إن‭"-‬أن‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭" ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يتم‭ ‬تعريفه‭ ‬على‭ ‬أنه‭ "‬السيئ‭" ‬داخل‭ ‬أسرة‭ ‬أو‭ ‬مجموعة‭ ‬ما،‭ ‬بحيث‭ ‬يصبح‭ ‬هو‭ ‬المسؤول‭ ‬عما‭ ‬يحدث‭ ‬من‭ ‬المشكلات،‭ ‬سواء‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬الأسرة‭ ‬أو‭ ‬المجموعة‭ ‬أو‭ ‬داخل‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬وبحيث‭ ‬يصبح‭ ‬هو‭ ‬الشخص‭ ‬السيء‭. ‬ويحدث‭ ‬هذا‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الأعمال،‭ ‬حينما‭ ‬يتم‭ ‬تحديد‭ ‬شخص‭ ‬واحد‭ ‬على‭ ‬أنه‭ "‬المشكلة‭"‬،‭ ‬ويترتب‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تتضمن‭ ‬سيناريوهات‭ ‬علاقاته‭ ‬أنماطًا‭ ‬سلبية‭ ‬وأحيانًا‭ ‬عقابية‭ ‬وربما‭ ‬مرفوضة،‭ ‬كالتنمر،‭ ‬حيث‭ ‬يتكتل‭ ‬المديرون‭ ‬أو‭ ‬الموظفون‭ ‬ضد‭ ‬هذا‭ ‬الشخص،‭ ‬ويقصونه‭ ‬ويعزلونه‭ ‬ويتهامسون‭ ‬عليه‭ ‬بالأحاديث،‭ ‬أو‭ ‬يتناقلون‭ ‬صورة‭ ‬سلبية‭ ‬له‭ ‬ولعلاقاته‭ ‬مع‭ ‬أقرانه‭ ‬ورؤسائه‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ ‬لتضخيم‭ ‬تصنيفه،‭ ‬بحيث‭ ‬يصبح‭ ‬منبوذًا‭ ‬ومستبعدًا؛‭ ‬باعتباره‭ ‬الـ‭"‬مشكلة‭"‬،‭ ‬مما‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤثر‭ ‬بدرجة‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬الفرص‭ ‬المهنية‭ ‬الحالية‭ ‬والمستقبلية‭ ‬المتاحة‭ ‬أمامه‭.‬كما‭ ‬أثبتت‭ ‬دراسات‭ ‬متخصصة‭ ‬لبعض‭ ‬الباحثين،‭ ‬مثل‭ "‬مركيز‭ ‬وآخرين‭" ‬أن‭ "‬تأثير‭ ‬الخروف‭ ‬الأسود‭" ‬يحدث‭ ‬عندما‭ ‬يقوم‭ ‬الأفراد‭ ‬داخل‭ ‬مجموعة‭ ‬ما‭ ‬أو‭ ‬داخل‭ ‬بيئة‭ ‬عمل‭ ‬معينة‭ ‬بتقييم‭ ‬أداء‭ ‬أحدهم‭ ‬باعتباره‭ ‬ضعيفًا‭ ‬أو‭ ‬متدنيًا،‭ ‬مقارنة‭ ‬بالآخرين‭.‬

4‭ ‬احتياجات‭ ‬أساسية

ويشير‭ ‬د‭.‬مورين‭ ‬إلى‭ ‬أنه‭ ‬تمت‭ ‬دراسة‭ ‬النبذ،‭ ‬والتي‭ ‬استهلها‭ ‬الباحثون‭ ‬عبر‭ ‬مجموعة‭ ‬متنوعة‭ ‬من‭ ‬السياقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬خارج‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬ولكن‭ ‬فيما‭ ‬بعد‭ ‬توالت‭ ‬الدراسات‭ ‬المعنية‭ ‬بتسليط‭ ‬الضوء‭ ‬عليه‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬العمل‭. ‬وتُبرز‭ ‬إحدى‭ ‬هذه‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬13‭% ‬من‭ ‬المشاركين‭ ‬فيها،‭ ‬والبالغ‭ ‬عددهم‭ ‬5000،‭ ‬ذكروا‭ ‬أنهم‭ ‬تم‭ ‬استبعادهم‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬الستة‭ ‬الماضية‭. ‬وفي‭ ‬دراسة‭ ‬أخرى،‭ ‬قال‭ ‬66‭% ‬من‭ ‬الموظفين‭ ‬إنهم‭ ‬تعرضوا‭ ‬لحالات‭ ‬من‭ ‬القطيعة‭ ‬و‭"‬المعاملة‭ ‬الصامتة‭"‬،‭ ‬وأشار‭ ‬29‭% ‬منهم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الآخرين‭ ‬غادروا‭ ‬الغرفة‭ ‬بمجرد‭ ‬دخولهم،‭ ‬وأفاد‭ ‬18‭% ‬أنهم‭ ‬تم‭ ‬نقلهم‭ ‬إلى‭ ‬مكان‭ ‬معزول‭.‬لقد‭ ‬وجد‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬النبذ‭ ‬​​لا‭ ‬يسبب‭ ‬الألم‭ ‬الاجتماعي‭ ‬فحسب،‭ ‬بل‭ ‬إنه‭ ‬يهدد‭ ‬4‭ ‬احتياجات‭ ‬إنسانية‭ ‬أساسية،‭ ‬وهي‭: ‬حاجتنا‭ ‬إلى‭ ‬احترام‭ ‬الذات،‭ ‬والانتماء،‭ ‬والسيطرة،‭ ‬والوجود‭ ‬ذي‭ ‬المعنى‭. ‬إن‭ ‬التهديد‭ ‬المحتمل‭ ‬لهذه‭ ‬الاحتياجات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأساسية‭ ‬يتضمن‭ ‬عامل‭ ‬الردع،‭ ‬بحيث‭ ‬يجعل‭ ‬أي‭ ‬موظف‭ ‬يراجع‭ ‬نفسه‭ ‬عندما‭ ‬يصبح‭ ‬على‭ ‬وشك‭ ‬تجاهل‭ ‬شخص‭ ‬ما‭.‬

تنمر‭ ‬صامت‭ ‬و3‭ ‬مراحل

ويعد‭ ‬النبذ‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل‭-‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬ذكرته‭ ‬د‭.‬مرفت‭ ‬محمد‭ ‬في‭ ‬مقالها‭ ‬بصحيفة‭ "‬الأيام‭"-‬أحد‭ ‬التكتيكات‭ ‬الشائعة‭ ‬والمفضلة‭ ‬لدى‭ ‬المتنمِّرين‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل؛‭ ‬وذلك‭ ‬لكونه‭ ‬مُضمَرًا‭ ‬أو‭ ‬خفيًّا،‭ ‬فبعض‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬يعتبرونه‭ ‬تنمُّرًا‭ ‬صامتًا،‭ ‬يشبه‭ ‬الرصاصة‭ ‬التي‭ ‬تنطلق‭ ‬من‭ ‬سلاح‭ ‬صامت‭ ‬فتصيب‭ ‬ضحيتها‭ ‬بلا‭ ‬رحمة‭ ‬ولا‭ ‬هوادة‭. ‬لا‭ ‬تترك‭ ‬جرحًا‭ ‬ولا‭ ‬كدمة‭ ‬على‭ ‬جسد‭ ‬الضحية،‭ ‬ولكنها‭ ‬تفتك‭ ‬بحالته‭ ‬النفسية،‭ ‬وتقتل‭ ‬شعوره‭ ‬بالانتماء‭ ‬للمؤسسة،‭ ‬وتهدم‭ ‬العلاقات‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بين‭ ‬أفرادها،‭ ‬فتحول‭ ‬دون‭ ‬تدفق‭ ‬المعلومات‭ ‬وانتقالها‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يقلل‭ ‬من‭ ‬مستوى‭ ‬أدائهم‭ ‬الوظيفي،‭ ‬وينعكس‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬المؤسسة‭ ‬بوجه‭ ‬عام‭. ‬وتبرز‭ ‬الكاتبة‭ ‬بعض‭ ‬ممارسات‭ ‬النبذ‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬وتتساءل‭:‬‭ ‬هل‭ ‬تمت‭ ‬دعوتك‭ ‬يومًا‭ ‬إلى‭ ‬اجتماع،‭ ‬وبادر‭ ‬رئيس‭ ‬الجلسة‭ ‬بسؤال‭ ‬جميع‭ ‬الحضور‭ ‬عن‭ ‬رأيه‭ ‬في‭ ‬الموضوع‭ ‬المطروح،‭ ‬واستثناك‭ ‬أنت؟‭ ‬وعندما‭ ‬حاولت‭ ‬التغلب‭ ‬على‭ ‬الحرج‭ ‬الذي‭ ‬تتعرض‭ ‬له،‭ ‬واستأذنته‭ ‬للإدلاء‭ ‬برأيك،‭ ‬تجاهل‭ ‬الحضور‭ ‬بما‭ ‬فيهم‭ ‬رئيس‭ ‬الجلسة‭ ‬ما‭ ‬تقول،‭ ‬وانشغلوا‭ ‬بالهمهمة‭ ‬والأحاديث‭ ‬الجانبية‭ ‬فيما‭ ‬بينهم،‭ ‬أو‭ ‬لربما‭ ‬سخروا‭ ‬من‭ ‬رأيك‭ ‬كي‭ ‬يجبروك‭ ‬على‭ ‬التوقف‭ ‬عن‭ ‬الحديث،‭ ‬هل‭ ‬وجدت‭ ‬يومًا‭ ‬زملاءك‭ ‬يتسامرون،‭ ‬ولكن‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬رأوك‭ ‬توقفوا‭ ‬حتى‭ ‬لا‭ ‬تشاركهم‭ ‬الحديث؟‭ ‬هل‭ ‬هممتَ‭ ‬يوما‭ ‬بتحية‭ ‬أحد‭ ‬زملائك‭ ‬بكل‭ ‬ود‭ ‬حين‭ ‬رأيته،‭ ‬ولكنه‭ ‬ما‭ ‬إن‭ ‬رآك،‭ ‬إلا‭ ‬وأومأ‭ ‬بعينه‭ ‬إلى‭ ‬الجهة‭ ‬الأخرى‭ ‬هربًا‭ ‬من‭ ‬رد‭ ‬التحية‭ ‬عليك،‭ ‬ولربما‭ ‬يصل‭ ‬الأمر‭ ‬بك‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬أقسى‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬وأصعب،‭ ‬حين‭ ‬تتم‭ ‬الإساءة‭ ‬إلى‭ ‬شخصك‭ ‬وتشويه‭ ‬سمعتك‭ ‬كذبًا؛‭ ‬بهدف‭ ‬عزلك‭ ‬وإقصائك‭ ‬اجتماعيا‭ ‬من‭ ‬قِبَل‭ ‬الآخرين‭. ‬وتشير‭ ‬كاتبة‭ ‬المقال‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬علماء‭ ‬النفس‭ ‬يرون‭ ‬أنه‭ ‬عندما‭ ‬يتعرض‭ ‬الفرد‭ ‬للنبذ،‭ ‬فإنه‭ ‬يمر‭ ‬بثلاث‭ ‬مراحل‭ ‬أساسية‭: ‬تبدأ‭ ‬أولاها‭ ‬بشعوره‭ ‬بأن‭ ‬احترامه‭ ‬لذاته‭ ‬وانتماءه‭ ‬لمؤسسته‭ ‬باتا‭ ‬مهدَّدَين،‭ ‬فيبدأ‭ ‬في‭ ‬المرحلة‭ ‬الثانية‭ ‬منها‭ ‬بتقييم‭ ‬مستوى‭ ‬الضرر‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬له،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬قد‭ ‬يدفعه‭ ‬إما‭ ‬إلى‭ ‬مسايرة‭ ‬نابذيه،‭ ‬أو‭ ‬الغضب‭ ‬من‭ ‬سوء‭ ‬ما‭ ‬يلقاه‭ ‬من‭ ‬معاملة،‭ ‬وإذا‭ ‬ما‭ ‬طال‭ ‬أمد‭ ‬ما‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬الفرد‭ ‬من‭ ‬نبذ‭ ‬أو‭ ‬إقصاء،‭ ‬فإن‭ ‬ذلك‭ ‬يُشعره‭ ‬باليأس‭ ‬والإحباط‭ ‬والاكتئاب‭ ‬خلال‭ ‬المرحلة‭ ‬الثالثة‭ ‬منها،‭ ‬ويدفعه‭ ‬إلى‭ ‬الاستقالة،‭ ‬وترك‭ ‬العمل‭ ‬بتلك‭ ‬المؤسسة‭.‬

جانب‭ ‬الضحية

والآن‭ ‬دعونا‭ ‬نسلط‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬الوجه‭ ‬الآخر‭ ‬والجانب‭ ‬الثاني‭ ‬للخروف‭ ‬الأسود‭ ‬والذي‭ ‬يبدو‭ ‬من‭ ‬خلاله‭ ‬إيجابيًا؛‭ ‬بسبب‭ ‬تميزه‭ ‬وسماته‭ ‬الإيجابية‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الأحيان،‭ ‬ويختلف‭-‬تمامًا‭-‬عن‭ ‬سابقه،‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تعرضه‭ ‬لعقوبة‭ ‬النبذ‭-‬أيضًا‭-‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬لكنه‭ ‬هذه‭ ‬المرة‭ ‬ليس‭ ‬بسبب‭ ‬تصرفاته‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬يصبح‭ ‬بموجبها‭ ‬جانيًا،‭ ‬بل‭ ‬بسبب‭ ‬سماته‭ ‬الإيجابية‭ ‬وهذا‭ ‬التميز‭ ‬الذي‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬يتحول‭ ‬إلى‭ ‬ضحية‭ ‬لهذا‭ ‬النبذ‭-‬وهو‭ ‬ما‭ ‬توضحه‭ ‬د‭.‬مرفت‭ ‬محمد‭-‬والذي‭ ‬من‭ ‬أبرز‭ ‬أسبابه‭ ‬ارتفاع‭ ‬مستوى‭ ‬كفاءته‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يمتلكه‭ ‬من‭ ‬صفات‭ ‬وقدرات‭ ‬فائقة‭ ‬تميِّزه‭ ‬عن‭ ‬أقرانه،‭ ‬أو‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬بسبب‭ ‬قربه‭ ‬من‭ ‬رؤسائه،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يثير‭ ‬الغيرة‭ ‬والحقد‭ ‬في‭ ‬نفوس‭ ‬أقرانه،‭ ‬ويدفعهم‭ ‬إلى‭ ‬نبذه؛‭ ‬بهدف‭ ‬مضايقته‭ ‬وإزعاجه‭ ‬نفسيًّا‭ ‬للحد‭ ‬من‭ ‬كفاءته‭ ‬في‭ ‬عمله‭. ‬فليس‭ ‬كل‭ ‬مَن‭ ‬يتعرض‭ ‬للنبذ‭ ‬يكون‭ ‬بسبب‭ ‬جُرم‭ ‬ارتكبه،‭ ‬أو‭ ‬خطأ‭ ‬صدر‭ ‬عنه،‭ ‬أو‭ ‬لعيبٍ‭ ‬في‭ ‬شخصه‭. ‬وحينها‭ ‬يعتريه‭ ‬الشعور‭ ‬بالإحباط،‭ ‬ويسيطر‭ ‬عليه‭ ‬اليأس،‭ ‬ويتملكه‭ ‬الشعور‭ ‬بأنه‭ ‬غير‭ ‬مرحَّبٍ‭ ‬به‭ ‬في‭ ‬مؤسسته،‭ ‬ويصبح‭ ‬أسيرًا‭ ‬لسؤال‭ ‬يدور‭ ‬في‭ ‬ذهنه‭ ‬ويعصف‭ ‬بعقله،‭ ‬يطرح‭ ‬نفسه‭ ‬عليه‭ ‬دائمًا،‭ ‬لعله‭ ‬يجد‭ ‬له‭ ‬إجابة‭: "‬هل‭ ‬ارتكبت‭ ‬خطًأً‭ ‬أو‭ ‬إثمًا‭ ‬كي‭ ‬ينبذني‭ ‬الآخرون‭ ‬بهذه‭ ‬الطريقة؟‭". ‬وفي‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬فإن‭ ‬العواقب‭ ‬التي‭ ‬يتعرض‭ ‬لها‭ ‬المنبوذ‭ (‬الخروف‭ ‬الأسود‭)‬‭ ‬تصبح‭ ‬وخيمة‭ ‬وعميقة‭ ‬الأثر؛‭ ‬لأنه‭ ‬ببساطة‭ ‬ضحية‭ ‬لأعراض‭ ‬من‭ ‬النبذ‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬العمل،‭ ‬لا‭ ‬ذنب‭ ‬له‭ ‬فيه‭. ‬إذ‭ ‬يقلل‭ ‬هذا‭ ‬النبذ‭ ‬من‭ ‬شعوره‭ ‬بالانتماء‭ ‬لمؤسسته،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يدفعه‭ ‬إلى‭ ‬الانسحاب‭ ‬النفسي‭ ‬منها‭ ‬إما‭ ‬بالغياب‭ ‬المتكرر‭ ‬أو‭ ‬التأخير‭ ‬عن‭ ‬العمل،‭ ‬أو‭ ‬عدم‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬الآخرين‭. ‬لذا‭ ‬يكون‭ ‬من‭ ‬الأفضل‭ ‬بالنسبة‭ ‬للمنبوذ‭ ‬ترك‭ ‬العمل‭ ‬بتلك‭ ‬المؤسسة‭ ‬والبحث‭ ‬عن‭ ‬أخرى‭ ‬يجد‭ ‬فيها‭ ‬الراحة‭ ‬من‭ ‬المتاعب‭ ‬أو‭ ‬المضايقات‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬سلبًا‭ ‬على‭ ‬صحته‭ ‬البدنية‭ ‬والنفسية‭. ‬وبصفة‭ ‬عامة،‭ ‬تؤكد‭ ‬بعض‭ ‬الدراسات‭ ‬أن‭ ‬النبذ‭ ‬كعقوبة‭ ‬وسلوك‭ ‬مضاد‭ ‬يسلكه‭ ‬الموظفون‭ ‬تجاه‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭" ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬عملهم‭ ‬وبصرف‭ ‬النظر‭ ‬عما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬سلبيًا‭ ‬أم‭ ‬إيجابيًا‭ ‬فإنه‭ ‬أكثر‭ ‬قسوة‭ ‬وتأثيرًا‭ ‬من‭ ‬التنمر‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬بثه‭ ‬موقع‭ ‬PsycgCentral،‭ ‬حينما‭ ‬تناول‭ ‬د‭.‬جونيس‭ ‬ويب‭ ‬ظاهرة‭ "‬الخروف‭ ‬الأسود‭" ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬العمل،‭ ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬نتائج‭ ‬دراسة‭ "‬أورايلي‭" ‬و‭"‬روبنسون‭" ‬و‭"‬بيردال‭" ‬أوضحت‭ ‬أن‭ ‬العمال‭ ‬المنبوذين‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬الواقع‭ ‬أكثر‭ ‬عرضة‭ ‬لترك‭ ‬وظائفهم‭ ‬من‭ ‬زملائهم‭ ‬الذين‭ ‬يتعرضون‭ ‬للتنمر‭.‬

18‭ ‬نصيحة

ولمواجهة‭ ‬هذا‭ ‬النبذ‭ ‬السلبي‭ ‬الذي‭ ‬يتعرض‭ ‬له‭ ‬بعض‭ ‬المتميزين‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬أعمالهم‭ ‬من‭ ‬أعداء‭ ‬النجاح،‭ ‬تنصح‭ ‬صحيفة‭ "‬المدينة‭" ‬هؤلاء‭ ‬بمواجهة‭ ‬الإحباط،‭ ‬وتجنب‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬من‭ ‬شأنه‭ ‬أن‭ ‬يُشعر‭ ‬الإنسان‭ ‬بالإحباط،‭ ‬وممارسة‭ ‬الهوايات،‭ ‬وتفريغ‭ ‬المشاكل‭ ‬بالفضفضة،‭ ‬وعدم‭ ‬الكبت،‭ ‬وتدريب‭ ‬النفس‭ ‬على‭ ‬مواجهة‭ ‬المشاكل‭ ‬اليومية،‭ ‬وتبسيط‭ ‬الضغوط‭ ‬النفسية،‭ ‬واتباع‭ ‬طرق‭ ‬التنفيس‭ ‬وتهدئة‭ ‬الذات،‭ ‬والاهتمام‭ ‬بالتغذية‭ ‬الجيدة،‭ ‬والمرونة‭ ‬في‭ ‬مواجهة‭ ‬تحديات‭ ‬الحياة،‭ ‬والثقة‭ ‬بالله‭ ‬سبحانه‭ ‬وتعالى‭ ‬ثم‭ ‬بالنفس،‭ ‬والانخراط‭ ‬في‭ ‬جماعة‭ ‬محفزة‭ ‬إيجابية،‭ ‬وتعلم‭ ‬التحفيز‭ ‬الذاتي‭ ‬والمعارف‭ ‬اللازمة‭ ‬لطموحات‭ ‬الشخص،‭ ‬والتكيف‭ ‬مع‭ ‬المشكلات‭ ‬والأزمات‭ ‬التي‭ ‬يمر‭ ‬بها‭ ‬الفرد،‭ ‬وتعليم‭ ‬الفرد‭ ‬وضع‭ ‬أهداف‭ ‬لحياته،‭ ‬وتحديد‭ ‬المشكلات‭ ‬وإيجاد‭ ‬أفضل‭ ‬الطرق‭ ‬لحلها،‭ ‬وتطوير‭ ‬العلاقات‭ ‬الإيجابية‭ ‬مع‭ ‬الآخرين،‭ ‬وتحديد‭ ‬السلوكيات‭ ‬والأفكار‭ ‬السلبية‭ ‬واستبدالها‭ ‬بأخرى‭ ‬إيجابية،‭ ‬وخفض‭ ‬سقف‭ ‬التوقعات‭ ‬تجاه‭ ‬الآخرين

10‭ ‬استراتيجيات

ويبدي‭ ‬أحد‭ ‬المتخصصين‭ ‬المتفاعلين‭ ‬مع‭ ‬الإجابة‭ ‬عن‭ ‬تساؤل‭ ‬طرحه‭ ‬موقع‭ ‬Quora‭ ‬حول‭ ‬كيفية‭ ‬تجنب‭ ‬أن‭ ‬تصبح‭ ‬خروفًا‭ ‬أسودًا‭ ‬في‭ ‬مكان‭ ‬عملك،‭ ‬تصوره‭ ‬المتميز‭ ‬والخاص‭ ‬بهذا‭ ‬الأمر،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬بناء‭ ‬علاقات‭ ‬إيجابية،‭ ‬والتوافق‭ ‬مع‭ ‬ثقافة‭ ‬مكان‭ ‬العمل،‭ ‬وإظهار‭ ‬الاحترافية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬10‭ ‬استراتيجيات،‭ ‬وهي‭: ‬فهم‭ ‬ثقافة‭ ‬مكان‭ ‬العمل‭ (‬الشركة‭)‬،‭ ‬وبناء‭ ‬علاقات‭ ‬متفاعلة‭ ‬إيجابية‭ ‬كالدخول‭ ‬في‭ ‬نقاشات‭ ‬والمشاركة‭ ‬في‭ ‬أنشطة‭ ‬فرق‭ ‬العمل،‭ ‬والتواصل‭ ‬بفاعلية‭ ‬وبوضوح‭ ‬وباحترام،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬الاحترافية،‭ ‬وأن‭ ‬يقوم‭ ‬الموظف‭ ‬بدوره‭ ‬كعضو‭ ‬فاعل‭ ‬في‭ ‬فريق‭ ‬العمل‭ ‬بتقديم‭ ‬الدعم‭ ‬والمساعدة‭ ‬لزملائه،‭ ‬والبحث‭ ‬دائمًا‭ ‬عن‭ ‬أرضية‭ ‬مشتركة‭ ‬لتقوية‭ ‬الروابط‭ ‬مع‭ ‬الزملاء‭ ‬والزميلات‭ ‬والمديرين‭ ‬كالاهتمامات‭ ‬والأهداف‭ ‬المشتركة،‭ ‬وأن‭ ‬يحافظ‭ ‬الموظف‭ ‬على‭ ‬الاتصاف‭ ‬بالإيجابية،‭ ‬وبالأصالة‭ ‬في‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬القيم‭ ‬والشخصية‭ ‬والصدق،‭ ‬والتعاطي‭ ‬مع‭ ‬الصراعات‭ ‬والخلافات‭ ‬بطريقة‭ ‬بنَّاءة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬البحث‭ ‬عن‭ ‬حلول‭ ‬إيجابية‭ ‬هادفة‭ ‬لها‭ ‬بدلًا‭ ‬من‭ ‬توجيه‭ ‬اللوم،‭ ‬وتحري‭ ‬ردود‭ ‬أفعال‭ ‬الآخرين‭ ‬والتغذية‭ ‬الراجعة‭ ‬منهم‭ ‬وتعليقاتهم‭.‬

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة