دراسة حديثة تؤكد: عاملين مدمرين لصحة الموظفين الاحتراق الوظيفي والـغضـب

حذرت عدة دراسات طبية مما يسمى بالاحتراق الوظيفي لدى بعض الموظفين والموظفات؛ واصفة إياه بأنه متلازمة تحدث نتيجة الغضب الشديد، والضغوط المزمنة في مكان العمل، لم تتم إدارتها أو التعامل معها بشكلٍ صحيح، وذكرت أن الاحتراق الوظيفي يظهر على شكل إرهاق، وشعور بالسلبية تجاه العمل، وانخفاض الكفاءة المهنية، ومن أبرز عوامل الخطر فيه هو الغضب، والتعرُّض للضغط الشديد، وعدم القدرة على الموازنة بين العمل والحياة الشخصية، والعمل لساعات طويلة.
أمراض القلب
وربطت دراسة حديثة بين الاحتراق الوظيفي والشعور بالغضب وزيادة مخاطر الإصابة بأمراض الأوعية الدموية والقلب، والتي قد تؤدي إلى الوفاة أحيانًا، حسب ما ذكره موقع “ساينس أليرت”، وأظهرت الدراسة الجديدة التي أجراها فريق من الباحثين بجامعة كولومبيا في الولايات المتحدة الأمريكية كيف تصبح بطانة الأوعية الدموية “متوترة” حتى مع مرور الإنسان بنوبات قصيرة من الغضب.

حالة الغضب
ويعد توتر بطانة الأوعية الدموية مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية لدى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب التاجية، وتشير الدراسة أيضاً إلى أنه “عندما نبقى مسترخين، تظل الأوعية الدموية لدينا مسترخية أيضًا”. وفي ذات الإطار يقول “دايتشي شيمبو”، أستاذ الطب في جامعة كولومبيا: “لقد رأينا أن إثارة حالة الغضب أدى إلى خلل في الأوعية الدموية؛ على الرغم من أننا لا نفهم بعدُ ما الذي قد يسبب هذه التغييرات”.

المشاعر مستمرة
وكشفت دراسات سابقة عن وجود صلة محتملة بين الغضب وصحة القلب والأوعية الدموية؛ لكن أسباب تلك العلاقة لم تكن واضحة، ولذا قد يكون الشعور بالغضب والتعبير عنه مفيدًا أحيانًا؛ لكن الدراسة الجديدة توضّح أنه يمكن أيضًا أن يزيد من خطر الإصابة بمشاكل في القلب عن طريق تقييد تدفق الدم، وتزيد تلك المخاطر عندما تكون المشاعر مستمرة أو مزمنة لدى أولئك الذين لديهم بالفعل عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية؛ لذلك فإن نوبات الغضب يمكن أن تعرّض حياة بعض الأشخاص للخطر وقد تؤدي للوفاة.
نـصائح
ويحتاج الموظف إلى نصائح للسيطرة والتحكم فى الغضب أثناء العمل، وفقاً لما ذكره موقع betterup، حتى يحافظ على صحته وعلاقته بزملائه، ويحسن إنتاجه في العمل، وذلك من خلال اتباع الآتي:
تحديد سبب الشعور بالغضب:
يجب على الموظف أن أن يكتشف سبب شعوره بالغضب، ويعترف بأن هذه المشكلة يجب عليه تحديد سببها لإيجاد حل لها، حتى لا تفسد علاقته بزملائه.
التنفس بعمق:
 عند الشعور بالغضب، يجب على الموظف أخذ نفس عميق حتى يشعر بالهدوء والاسترخاء أو قراءة عبارة مهدئة للأعصاب أو حتى العد من 1 إلى 10 أو الاستماع للموسيقى المفضلة له.
التحدث إلى شخص موثوق فيه:
عندما يشعر الموظف بالغضب يفضل أن يبحث عن شخص يثق فيه، ويتحدث معه عن أسباب غضبه ويعبر له عن مشاعره حتى يقدم له النصيحة التي يتبعها.
البحث عن بعض المساحة:
يفضل أيضاً أن يغادر الموظف مكتبه والقيام بنزهة قصيرة حتى يهدأ ويعود مرة أخرى، ويستغل هذا الوقت أيضاَ في التفكير بحلول مرنة تساعده على حل مشكلته.
مناقشة أسباب الغضب مع الأطراف المعنية:
وعند الشعور بالهدوء يجب على الموظف أن يعقد اجتماعا مع الأطراف المعنية بالمشكلة، ويناقش معهم الأسباب التي جعلته يغضب بصراحة ويعبر عن مشاعره ويبحث معهم عن حلول مرنة تساعدهم على تجاوز الموقف.
تطوير خطة عمل :
إذا كان سبب غضب الموظف شيء يمكن تغييره، فعليه القيام بذلك حتى يتجنب تكرار ما شعر به ويضمن شعوره بالهدوء وتخلصه من العوامل المسببة لغضبه وتوتره.
إسعاد الذات :
يجب على الموظف أن يكون أكثر إيجابية وإنتاجية، ويحسن علاقته بزملائه حتى يعمل في بيئة عمل إيجابية.
مسامحة الآخرين: 
يجب على الموظف يركز على مشاعره السلبية التي شعر بها من الموقف الذى أغضبه، ويسامح من أغصبه ويحافظ على علاقته بزملائه.​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة