''الموظفون يختلفون في رمضان بعضهم يذهب للدوام مرهقاً من السهر وآخرون يتوقفون للتفرغ للعبادة
''تخفيض ساعات العمل الرسمية له دور كبير في الشعور بالأريحية في رمضان ويزيد الإنتاجية
ذكرت عدة تقارير متخصصة أنه ليس ثمة تعارض بين فريضة الصوم في شهر رمضان الكريم، ومستوى الإنتاج والعمل، فالعبادة والعمل في الإسلام قيمتان متلازمتان، فالعمل عبادة يسعى بها المسلم إلى إرضاء ربه، وبينت أن تخفيض ساعات العمل في رمضان إلى 5 ساعات في اليوم، أمر يناسب جميع الموظفين والموظفات، ويجب أن يكون دافعا للجد والاجتهاد خلال تلك الساعات، وليس الصوم عن العمل.
تأثير إيجابي
وأكدت التقارير أن الصيام له تأثير إيجابي على الموظف من حيث مضاعفة الأجر والثواب للعمل من الناحية الدينية وأيضا من الناحية الاجتماعية. فالعمل يخدم مصالح الناس والدولة ويبني المجتمع كله، وساعات العمل في نهار رمضان التي حددتها الدولة متناسبة مع الموظفين، خاصة في الدوائر الحكومية، والإشكالية ليست في الصيام بقدر ما هي في سوء تنظيم أوقات النوم والدوام ، فحسن إدارة الوقت تمكن الموظف من أداء عمله على نحو جيد في نهار رمضان. والانضباط في مواعيد النوم تنعكس أيضا على التزامه في العمل، وأن شهر رمضان هو إعادة برمجة للعادات الإنسانية بشكل صحيح والتوقف عن العادات السيئة والضارة ، فالمدخن في نهار رمضان يتوقف عن تلك العادة الضارة، وحين تكون لديه القدرة على ذلك في نهار رمضان فمعناها أنه يستطيع أن يقلع عن هذه العادة نهائيا فرمضان يساعد على التهيئة لذلك، فرمضان يكشف الطاقات الدفينة في النفس.
الصيام فسيولوجيًّا
وأضافت أن الصيام يعد له تأثير إيجابي فسيولوجياً، وذلك ينعكس على الصفاء والنقاء الذهني ونلاحظ ذلك عند الطلاب في المدارس من ناحية التركيز والاستيعاب، كما أن معظم الموظفين يصلون إلى قمة نشاطهم وحيويتهم أثناء العمل في رمضان ويؤثر ذلك على إنتاجيتهم، لكن في حالات استثنائية يجد الموظف إرهاقا وجهدا خلال العمل وذلك بسبب سوء تنظيم الوقت والسهر وعدم الالتزام بالتغذية الصحية في رمضان، وتخفيض ساعات العمل الرسمية كان له دور كبير جدا في شعور الموظفين بالأريحية في رمضان، وأثر ذلك على زيادة الإنتاجية في العمل حيث إن ساعات العمل تتناسب مع طبيعة رمضان فيشعر الجميع بأن رمضان شهر عبادة وعمل.
الإرهاق والسهر
وكشفت التقارير أن الموظفين والموظفات يختلفون حسب نشاطهم في رمضان فبعضهم يذهب للدوام مرهقا من السهر، وليس لديه طاقة أو قدرة على العمل كما تكثر الإجازات في رمضان فالبعض يفضل التوقف عن العمل في رمضان للتفرغ للعبادة، والدوام المسائي يكون مفضلاً أحياناً للموظفين والموظفات الذين يعانون من قلة النشاط والتركيز في نهار رمضان، ولذلك تفتح عدد من الشركات والمؤسسات الخاصة أبوابها للعمل مساءً للتسهيل على المراجعين لإنهاء متطلباتهم بسبب ضيق الوقت في الدوام الصباحي.
تنظيم الوقت والوجبات
والصيام في حقيقته ينظم الوقت وينظم وجبات الطعام فالذهن يصفو وحين تخلو المعدة، ويزيد التركيز وتزيد الفاعلية في العمل، والصيام إذا تم على حقيقته فإنه يدفع صاحبه إلى الإخلاص والإتقان في العمل، والتخلي عن تضييع الأوقات، وتعطيل بعض المعاملات عند الموظفين أو التكاسل في أدائها دون مبرر، وبالتالي فالصوم في رمضان ليس فيه ما يؤثر سلباً على مستوى الإنتاج، بل العكس، مع حسن استغلال الأوقات وتنظيمها في شهر رمضان والحرص على تناول السحور ليحتفظ الإنسان بنشاطه خلال ساعات العمل وجعل شهر رمضان فرصة لإتقان العمل.
صيام بعض الموظفين عن العمل
وأشارت التقارير إلى جانب سلبي، وهو صيام بعض الموظفين عن العمل في قطاعات معينة مع غياب قطاع واسع منهم عن الحضور في أول ايام رمضان، وفي المقابل فإن إنتاجية الموظفين في القطاع الخاص تحافظ على مستوياتها في شهر رمضان، بل هناك زخم كبير نراه حتى في البنوك وفي الفترة المسائية متواجدين حتى أوقات متأخرة من الليل وهم يعملون، وانه خلال شهر رمضان الكريم هناك جهد كبير، وحركة مميزة في الشراء والبيع وقضاء المعاملات المختلفة. بالإضافة إلى الكثير من المجمعات التجارية تشهد زحاماً، وهذا إن دل فيدل على وجود واستمرار الحركة الاقتصادية النشطة؛ كما أن هنالك بعض الموظفين يفكرون بطريقة انهم ما داموا في شهر رمضان، فيقومون باستغلال ساعات العمل لأداء السنن من صلاة وقراءة القرآن الكريم، وهذا لا يجوز في شهر رمضان أو غيره من الشهور، لكونه يقوم بتعطيل مصالح وأعمال الناس في أوقات عمله المخصص لخدمة الجمهور، وهناك عاملاً نفسياً يؤثر على الموظفين، في شعورهم بأنهم أقل إنتاجية في شهر رمضان الكريم، ولكن يجب ان يتحلوا بالتركيز الجيد والارادة القوية لمغالبة هذا الشعور، وان يعتبر الموظف نفسه غير صائم في وقت أدائه لعمله، ويمارس عمله بشكل طبيعي.
تأثير الصيام
وهناك قطاع من الموظفين يعملون بصورة أفضل في هذا الشهر، وترتفع لديهم الإنتاجية، ولكن الذي يحدث ان عدد ساعات العمل في الأوقات العادية هي أطول من ساعات العمل في شهر رمضان، وتظل متطلبات العمل في الغالب كما هي، ولذلك يلزم على الموظف ان يقوم بأداء العمل أو الإنتاج كما كان في السابق في ساعات عمل أقل، بالإضافة إلى الصوم ولهذا يشعر البعض بالإجهاد أو تقل الإنتاجية لديه، وتأثير «الصيام» على الإنتاجية وأداء العمل يختلف باختلاف نوعية العمل، فالذي يعمل خارج المكاتب وتحت الشمس فهنا تقل إنتاجيته لقلة المجهود لدى العامل بسبب الصيام، وعدم توفر طاقة للجسم لكن يبدأ هذا العطاء في الازدياد تدريجيا خلال أيام شهر رمضان المبارك، وحركة العمل تتراجع في رمضان مقارنة بباقي الشهور وكمية الأعمال المنجزة فيه أقل من باقي العام بنسبة تصل إلى 25% في العديد القطاعات وهي تعتبر كنسبة مرجحة لتراجع إنتاجية البعض خلال شهر رمضان، وخاصة الذين يعملون في الخارج، ولكن من يعمل في المكاتب، لا يجب عليه ان يشعر بقلة الإنتاجية، وان حدثت فهي تحدث للموظفين في الايام الأولى فقط ويقل معه الإنتاج أما بعد ذلك يرجع إلى المعدل الطبيعي مع التعود يوما بعد يوم، وفي أحيان كثيرة لا يوجد فرق كبير في قضاء المعاملات، أو تخفيض لإنتاجية الموظف بسبب شهر رمضان، بل على العكس وجد انهم بنفس الأداء، وهذا يعطى انطباعا ان الحديث عن تأثير الصيام على الإنتاجية والعمل يختلف بحسب طبيعة العمل نفسه والشخص ذاته.