كتاب/ قياس وإدارة الأداء المؤسسي: المملكة العربية السعودية أنموذجاً

​​​تشهد بيئة المنظمات المعاصرة المزيد من التطورات والتحديات المتلاحقة المؤثرة عليها، في ظل التحول الذي شهدته إدارة الأداء المؤسسي بحيث أضحت نظامًا شاملًا ومتكاملًا، ولم يعد هذا النظام قاصرًا على الجوانب المالية كما كان في السابق. وفي ضوء ذلك؛ يعد قياس الأداء المؤسسي مدخلًا علميًا حديثًا يهدف إلى تشخيص واقع الأداء في مختلف الجهات، ولا سيما الحكومية منها، إضافة إلى كونه مفيدًا في توفير البيانات حول جوانب ضعف أو نقاط قوة ذلك الأداء من خلال المقارنات المرجعية مع أجهزة ومنظمات مشابهة في الدول المتقدمة وذات التجارب الناجحة. فكل هذه المرتكزات العلمية والواقعية وضعها د.رفعت محمد ربيع أمام عينيه؛ لذلك قام بتأليف كتابه بعنوان: «قياس وإدارة الأداء المؤسسي: المملكة العربية السعودية أنموذجًا»، الصادر عن معهد الإدارة العامة، والذي نصحبكم من خلاله نحو قراءة مركزة لموضوعاته، واستعراض فصوله في هذا العدد من مجلتكم «التنمية الإدارية»، وإليكم التفاصيل.

القياس وفوائده
يستهل المؤلف كتابه بالمقدمة التي يقرر فيها أن قياس الأداء المؤسسي يعد مدخلًا علميًا حديثًا؛ يهدف إلى تشخيص واقع الأداء في الأجهزة العامة والمؤسسات، والمساعدة في تصميم مؤشرات أداء موضوعية للقياس تدعم القرارات الإدارية المتعلقة بجهود الدول في مجالات التطوير الإداري، حيث تحدد مخرجات قياس الأداء المؤسسي أسباب انخفاض جودة الخدمات، وتحديد مواضع الإسراف والهدر التي تنعكس في زيادة التكاليف، وانخفاض مستوى رضا العملاء والمستفيدين. كما يفيد القياس وفق نماذج محددة ومؤشرات موضوعية في تبني برامج تدريبية متخصصة لرفع الإنتاجية. وتفيد بعض مخرجات القياس في نشاط الاستشارات لمراكز القياس المتخصصة، بتوفير بيانات حول جوانب ضعف أو نقاط قوة الأداء، وأسبابه واقتراحات أو بدائل العلاج والتحسين.
كذلك يفتح آفاقًا لتطلعات الجهود الوطنية للمنافسات العالمية من خلال المقارنات المرجعية لأداء الأجهزة العامة. يضاف إلى ذلك أن قياس الأداء يسهم في تحديد مستوى التحسين في جودة تقديم الخدمات كمًا وكيفًا، ومن ثَمَّ الكشف عن أوجه القصور والعمل على معالجتها في الحاضر، وتجنب تكرارها في المستقبل، والوقوف على العناصر الإيجابية في الأداء وتعظيم الاستفادة منها بما يؤدي إلى استمرار تطوير وتحسين أداء الأجهزة العامة أيضًا.
رؤية بانورامية
ويطرح هذا الكتاب موضوعاته من خلال 8 فصول موزعة على قسمين، يهتم أولهما بتنمية المعارف والمهارات وتوضيح المفاهيم والأهمية، من خلال 4 فصول متنوعة تناقش قياس وإدارة الأداء المؤسسي، والتخطيط الاستراتيجي، ومؤشرات الأداء المؤسسي وخصائصها وأنواعها، وإدارة الاستراتيجيات. بينما يحتوي القسم الثاني من الكتاب على 4 فصول تستعرض تجربة المملكة العربية السعودية في تأسيس نظام لقياس أداء الأجهزة العامة، وطريقة اختيار منهجية لتطبيقها في مشروعها الحيوي لقياس أداء الأجهزة العامة، ومراحل تطبيقها، ورصد مخرجات التجربة للاستفادة منها ومن مشاريعها، والتركيز على بطاقة الأداء المتوازن، وتوضيح أهمية وفوائد أتمتة أنظمة قياس وإدارة الأداء في الأجهزة العامة، وتبني هذه الأجهزة مفهوم نشر ثقافة الأداء المؤسسي في المجتمع الحكومي.
المفاهيم والتخطيط والاستراتيجيات والمؤشرات
يقدم المؤلف في الفصل الأول جزأين رئيسيين، فيطرح أولهما مفاهيم عامة حول قياس وإدارة الأداء المؤسسي، والتي يصنفها ضمن 3 مجموعات من المفاهيم، تتعلق أولاها بقياس الأداء، وتتعلق الثانية بقياس الأداء المؤسسي، بينما تختص المجموعة الثالثة منها بإدارة الأداء. ويتطرق الجزء الثاني إلى أدوات ومنهجيات قياس الأداء المؤسسي. ويتناول الفصل الثاني التخطيط الاستراتيجي، من خلال 3 جزئيات رئيسية، فيناقش في الأولى مفاهيم أساسية حول التخطيط الاستراتيجي، ويسلط في الثانية الضوء على التخطيط الاستراتيجي في الأجهزة العامة، ويبرز في ثالثتها الأهداف الاستراتيجية. وينتقل الكتاب في فصله الثالث إلى مؤشرات الأداء المؤسسي، فيميز خصائصها، ويحدد أنواعها، ويبين بناء مؤشرات قياس الأداء المؤسسي. ويولي الفصل الرابع أهميته بإدارة الاستراتيجيات، عبر جزئيتين أساسيتين، تدور أولاهما حول الإدارة الاستراتيجية في الأجهزة العامة، وتوضح الثانية مقومات إدارة عمليات استراتيجية ناجحة.
تجربة المملكة ورؤيتها 2030
يستعرض الفصل الخامس تجربة المملكة العربية السعودية في قياس وإدارة الأداء المؤسسي، عبر 4 جزئيات رئيسية، يستهلها في الأولى بمقدمة عامة تبرز الأجهزة العامة في المملكة، وقياس الأداء المؤسسي كمدخل استراتيجي للتحسين والتطوير، والمستويات الإدارية القابلة لقياس الأداء المؤسسي. كما يوضح المؤلف في الجزئية الثانية تجربة المملكة في قياس وإدارة الأداء المؤسسي، من خلال مرحلتين تتمثل الأولى في بناء وتصميم نظام ومنهجية لقياس الأداء، وتختص الثانية بالمركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة، إضافة إلى مخرجات تجربة المملكة. ويلفت الكتاب في الجزئية الثالثة إلى الجوانب التشريعية في تجربة المملكة فيما يتعلق بقياس وإدارة الأداء المؤسسي. ويخلص المؤلف في الجزئية الرابعة إلى الدروس المستفادة من هذه التجربة.
ويتناول الفصل السادس من الكتاب رؤية المملكة 2030 وبطاقة الأداء المتوازن، من خلال 3 جزئيات رئيسية، يخصص الأولى منها لرؤية المملكة، فيقدم نبذة عنها، وعن برامج هذه الرؤية والقطاع الحكومي، موضحًا التميز في الأداء الحكومي وتعزيزه، إضافة إلى قياس وإدارة الأداء المؤسسي في رؤية المملكة. وتسلط الجزئية الثانية الضوء على منهجية بطاقة الأداء المتوازن، من حيث: مراحل تطورها، ومجالات القياس فيها، وأبعادها، وتصميمها، والأنشطة، والمخرجات فيها، وإعداد تقاريرها، والمقارنات المرجعية فيها، والتغذية العكسية ومراجعات الأداء المؤسسي. وتطرح الجزئية الثالثة متطلبات تطبيق بطاقة الأداء المتوازن في الأجهزة العامة.
الأتمتة ونشر الثقافة
يتركز الفصل السابع من الكتاب على أتمتة أنظمة قياس وإدارة الأداء المؤسسي، من خلال 6 جزئيات مهمة، يستشرف في أولاها المستقبل التقني في المملكة. ويشرح في الثانية منها أتمتة هذه الأنظمة من حيث مفهوم الأتمتة، وأهمية ذلك، ودور التقنيات الحديثة والبرمجيات المساعدة في قياس وإدارة الأداء، والأنظمة الكودية في عملية أتمتتها، وربط المؤشرات على مستويات القياس، ومهام لوحات المؤشرات الاستراتيجية. ويحدد في الجزئية الثالثة متطلبات أتمتة نظام قياس الأداء المؤسسي. ويبرز في الجزئية الرابعة الدعم الفني والاستشاري لنظام قياس وإدارة الأداء المؤسسي. ويقدم في الجزئية الخامسة نماذج ناجحة في أتمتة أنظمة قياس الأداء المؤسسي. مشيرًا في الجزئية السادسة إلى تعظيم الاستفادة من أتمتة هذا النظام.
وينتقل الفصل الثامن إلى موضوع نشر ثقافة قياس الأداء ودوره في تحسين الأداء المؤسسي بالمملكة، بالتركيز على جزئيتين، يخصص أولاهما لثقافة قياس الأداء المؤسسي، ويناقش في الثانية متطلبات وتحديات نشر ثقافة قياس الأداء المؤسسي. ويختتم المؤلف كتابه بتقديم ملاحظات ختامية.


 
 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة