إدارة «الدخل السلبي»

​​

​​إعداد/ د. أحمد زكريا أحمد
انتشرت-مؤخرًا-العديد من الأفكار الاقتصادية المبتكرة التي تحقق مزيدًا من الدخل، سواء لأفراد يعملون كموظفين، أو شباب وشابات يرغبون في الاعتماد على أنفسهم، ومساعدة ذويهم في الإنفاق على أنفسهم أو المشاركة في هذا الإنفاق، وربما تحقيق نوع من الاستقلال المالي، أو الطموح إلى تنويع مصادر الدخل، كأن يعلن أحدهم عبر سيارته لحساب معلن أو جهة ما، أو الحصول على عوائد إيجارات عقارات معينة، أو إنشاء قناة على اليوتيوب أو حساب/حسابات على أحد أو بعض أو جل أو كل مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تحقق جميعها دخلًا يسمى بالدخل السلبي، وهو المفهوم الذي انتشر خلال العقدين الماضي والحالي بقوة، والذي يعد دخلًا منتظمًا، ولا يعني الجلوس دون عمل في انتظار كسب المال، ويمكن للإنسان ممارسته والحصول عليه في أي عمر وفي أي حالة صحية. فتعالوا معًا نتعرف على ما يعنيه هذا الدخل، ومصادره، والأفكار الخاصة به، وإليكم التفاصيل.

23 مثالًا
الدخل السلبي (Passive Income) هو المال الذي يحصل عليه أي فرد من مصدر ما دون الحاجة إلى مشاركة مادية من جانبه في كسبه ودون تواجده الفعلي لبذل جهد معين، كالذي يبذله أي إنسان في عمله المتعارف عليه للحصول على مال (دخل مكتسب أو إيجابي)، سواء كان ذلك من وظيفة أو مهنة ما أو مشروع ما أو غيرها من مصادر الحصول على هذا المال أو الدخل.
ويوضح موقع smartasset أن هذه المشاركة (المشاركة المادية) تتحدد بالعمل 500 ساعة على الأقل سنويًا أو أكثر من 100 ساعة على مشروع، حين لا يعمل شخص آخر عدد ساعات أكثر من ذلك، بالإضافة إلى أن تنفيذ معظم مهام العمل يتطلب الوجود الفعلي. وتجدر الإشارة إلى أنه كلما كان دخلك السلبي ينمو أكثر، كلما جعلك أقل اعتمادًا على دخل عملك الأساسي ويمنحك المزيد من الحرية في حياتك واختياراتك.
ويحدد موقع bankrate 23 مثالًا للأفكار والمشروعات والمجالات التي يمكن أن تدر دخلًا سلبيًا، والتي من بينها: تنظيم برامج تدريبية معينة، وابتكار تطبيق إلكتروني معين، وإنشاء قناة على اليوتيوب أو مدونة إلكترونية، وتأليف وكتابة كتاب إلكتروني ما، والمشاركة في الحملات الدعائية والرعايات والترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعوائد الإيجارات، والتسويق بالتبعية لشركة/لشركات أخرى مقابل عمولة/عمولات محددة، وبيع الصور الفوتوغرافية عبر الإنترنت، وتوزيعات أرباح الأسهم والسندات، وتأجير مساحات لانتظار السيارات، والإعلان من خلال سياراتنا لحساب معلنين مقابل أجر ما.
3 مشاركات
ويذكر موقع smartasset  أن هناك العديد من المصادر والطرق للحصول على هذا الدخل السلبي، فربما تتحصل عليه من شيء تملكه، كالعقارات، وغيرها من الممتلكات، أو أموال، أو خبرة تشاركها. الإيرادات التي تجمعها من الإيجار أو توزيعات الأرباح أو مبيعات الإعلانات؛ فجميعها تعد من بين أشكال ومصادر وطرق الحصول على الدخل السلبي. وبالرغم مما ذكرناه عن عدم الحاجة إلى المشاركة المادية للحصول على هذا الدخل، إلا أن ذلك لا يعني عدم المشاركة مطلقًا؛ إذ يحدد الموقع 3 أشكال لدرجات ومدى المشاركة في الحصول على هذا النوع من الدخل، وهي: المشاركة الأقل، والمشاركة المتوسطة، ومزيد من المشاركة. وهي المشاركات التي يبينها بالتفصيل موقع “أرقام»، نقلًا عن موقع smartasset، والتي نستعرضها معكم في السطور التالية.
مشاركة أقل
وتبدو مناسبة في حالة ما إذا كان الشخص مشغولاً جدًا، ويحتاج إلى كسب مزيد من الدخل. ويتم ذلك من خلال عدة طرق من بينها شراء ماكينة لبيع المنتجات آليًا دون حاجة لوجود أي بائع، أو بيع الصور التي تم التقاطها على مواقع متخصصة في بيع الصور. كذلك إذا كان الشخص يمتلك سيارة يمكنه استخدامها كوسيلة للإعلان، والسماح بوضع ملصق إعلاني عليها، مما يدر عليه بعض الأموال شهريًا. وهناك صورة أخرى من صور الدخل السلبي تتمثل في الاستفادة من الدفع ببطاقات الائتمان في محلات البقالة والمطاعم والسفر، مما يسمح باسترجاع نسبة من الأموال التي تم دفعها. كما يمكن استرجاع 1% من المبلغ المدفوع من خلال بعض البطاقات، بينما تقدم بطاقات أخرى 5% على فئات خاصة.
المشاركة المتوسطة
وتتحقق من خلال عدة طرق، مثل شراء شركة وجعل شخص آخر يديرها. بيد أن ذلك الأمر يتطلب القيام بأبحاث وإنفاق الأموال والقيام بعمل في البداية، قبل الحصول على أرباح وعائدات دون وجود مباشر. ويمكن الحصول على دخل سلبي عبر مشاركة متوسطة، من خلال تأجير منزل أو سيارة لا يتم استخدامها، لكن قد يحتاج المنزل إلى بعض الوقت والأموال في البداية للقيام بتجديده، وبعد ذلك يبدأ الدخل السلبي. كذلك ينطبق الأمر نفسه على الكسب من مواقع الإنترنت، فإذا كان الشخص لديه مهارة في شيء ما، يمكنه إنشاء دورة تدريبية على الإنترنت لتعليم الآخرين. كما يعد الاستثمار في العقارات من بين الطرق الشائعة الأخرى للحصول على دخل سلبي بمشاركة متوسطة، إلا أن ذلك يتطلب استثمار مبلغ ضخم في البداية لشراء عقار، ثم تأجيره لتعويض ما تم دفعه والحصول على أرباح منه أيضًا. ويبدو-أيضًا-أن شراء أسهم في البورصة، للحصول على حصة من الأرباح، من الأمور التي تتطلب البحث عن أفضل الأسهم.
المزيد من المشاركة
ومن بين الأمثلة على هذا النوع من الدخل بهذه الدرجة أو المدى من المشاركة، كتابة ونشر كتاب إلكتروني وبيعه عبر الإنترنت. كما يمكن إنشاء مدونة أو موقع أو قناة يوتيوب على الإنترنت ونشر مقاطع فيديو. ويجب الأخذ في الاعتبار أن هذا الأمر يتطلب أن يبذل الشخص مجهودًا ويقضي وقتًا طويلاً لكسب قراء ومتابعين، ثم يتلقى بعدها أموالا من المعلنين. ويمكن أيضًا بيع المنتجات والأفكار والخدمات عبر الإنترنت، فيمكن البحث عن الشركات التي تحتاج إلى مصممين. كما يمكن التفكير في إنشاء تطبيق للهواتف الذكية، والذي سوف يدر أموالاً كثيرة لعدة سنوات إذا كان ناجحًا.
3 اعتبارات مهمة
وختامًا، يلفت موقع bankrate إلى 3 اعتبارات مهمة يجب مراعاتها عند الحديث عن الدخل السلبي، وهي كما يلي:
- ليس عملك: حيث إنه بشكل عام، الدخل السلبي ليس دخلاً يأتي من شيء كنت منخرطًا فيه ماديًا مثل الأجور التي تكسبها من الوظيفة.
- ليس وظيفة ثانية: فالحصول على وظيفة ثانية لا تعد مصدر دخل سلبي؛ لأنك ستظل بحاجة إلى الظهور والقيام بالعمل للحصول على المال، وهذا على النقيض-إلى حد ما-مما يتعلق بالدخل السلبي المتعلق بوجود تدفق ثابت للدخل دون الحاجة إلى القيام بالكثير من العمل للحصول عليه.
- ليس من الأصول غير المنتجة للدخل: يمكن أن يكون الاستثمار طريقة رائعة لتوليد الدخل السلبي، ولكن فقط إذا كانت الأصول التي تمتلكها تدفع أرباحًا أو فوائد. قد تكون الأسهم أو الأصول التي لا تدفع أرباحًا، مثل العملات المشفرة مجالًا للجذب، لكنها لن تكسبك دخلاً سلبياً.



 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة