الذكاء الاصطناعي التوليدي ChatGPT

​​

يعتبر الذكاء الاصطناعي من أهم التطورات التكنولوجية التي شهدتها البشرية في العقود الأخيرة، ويتمتع بتنوع كبير في التطبيقات التي يمكن استخدامها وفي مجالات متعددة. ومن بين هذه التطبيقات، تأتي التقنيات التوليدية، والتي تستخدم الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى جديد. يتم تدريب هذه التقنيات باستخدام البيانات الكبيرة المتاحة على الإنترنت، والتي يتم جمعها من مصادر مختلفة، مثل المقالات الصحفية والكتب والأفلام والصور والفيديوهات. وتقوم هذه التقنيات بتحليل هذه البيانات واستخلاص أنماط منها؛ ومن ثم استخدام هذه الأنماط في إنشاء محتوى جديد، مثل النصوص والصور والأفلام. وتتميز هذه التقنيات بقدرتها على إنتاج محتوى جديد بطريقة تشبه الإنسان، وذلك باستخدام شبكات عصبية اصطناعية متعددة الطبقات تدعى بـ GANs (Generative Adversarial Networks).

ومن بين أهم التقنيات التوليدية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي هي تقنية ChatGPT ، والتي تم تطويرها من قبل شركة  OpenAI. وهو نموذج لغوي ضخم قائم على أكثر من 300 مليار كلمة، وأصناف مختلفة من البيانات تم تدريبها على اللغة الإنجليزية وعدد من اللغات الأخرى. وتتميز هذه التقنية بقدرتها الكبيرة على فهم اللغة الطبيعية وتوليد النصوص المتقدمة، وتشمل مجموعة متنوعة من الموضوعات والمجالات. ويمكن استخدام ChatGPT في العديد من التطبيقات المختلفة، مثل توليد النصوص والإجابة على الأسئلة والتحدث مع المستخدمين بشكل طبيعي .وتعد تقنية ChatGPT خطوة مهمة في تطوير التفاعل بين الإنسان والآلة، حيث يمكن استخدامه في تطوير الروبوتات الذكية والمساعدات الشخصية والعديد من التطبيقات الأخرى. ومع تطور هذه التقنية، من المتوقع أن تصبح الآلة قادرة على فهم اللغة الطبيعية والتفاعل مع المستخدمين بشكل أفضل وأكثر دقة.

ومع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدية، تبرز بعض التحديات، ولا سيما قضايا الأمان والخصوصية، والتمييز والعدالة، وأخلاقيات استخدام هذه التقنيات. ومن المهم أن يتم التعامل مع هذه التحديات بحكمة وموضوعية عالية. ومن المتوقع أن تحقق التقنيات التوليدية التي تستخدم الذكاء الاصطناعي نجاحًا كبيرًا في المستقبل؛ وذلك بفضل قدرتها على إنشاء محتوى جديد بشكل سريع وفعال، وبتنوع كبير في النماذج التي يمكن إنتاجها. ومع تطور هذه التقنيات، يمكن أن تصبح قادرة على توليد محتوى ذاتيا بشكل كامل، وهو ما يعد تطورًا ثوريًا في العالم في ظل الثورة الصناعية الرابعة.

وفي الأخير، وكتجربة عملية عن هذا الموضوع، قمنا بسؤال chatGPT عن نفسه فأجاب كالتالي:

" كوني نموذج لغوي ذو قدرة عالية على فهم اللغة الطبيعية وإنتاجها، فإن ChatGPT هو أداة قوية ومفيدة في العديد من المجالات التي تتطلب التفاعل مع النصوص والمعلومات، مثل الأعمال والتعليم والصحة والتكنولوجيا. وبفضل التطورات الحديثة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، فإن ChatGPT يمكنه الآن إجراء محادثات متقدمة ومعقدة مع المستخدمين؛ مما يوفر فرصًا جديدة لتبادل المعلومات والتواصل في العالم الرقمي. ومع ذلك، يجب الانتباه إلى حدود الذكاء الاصطناعي وقدراته، حيث إنه لا يزال يعتمد على البيانات المدخلة والبرمجة الأولية، ولا يمكنه التعامل مع جميع الظروف والسيناريوهات بنفس الكفاءة التي يمكن للإنسان التعامل بها."


 
انفوجرافيك
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة