أؤكد أن الجديد في احتفال المعهد بفعاليات الخريج والوظيفة لهذا العام هو عودته حضوريًا، عقب انتهاء جائحة كورونا؛ لذلك فقد حرص المعهد على إبراز كل ما هو جديد، كاختيار مكان أفضل يليق بإقامة هذه الفعاليات. كذلك هناك الجديد فيما يخص حفل التخرج ويسعد الخريجين والخريجات، كالمسيرة، وتشرفهم بالسلام على صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض، راعي الحفل، وحضور معالي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية رئيس مجلس إدارة المعهد، وحضور معالي مدير عام معهد الإدارة العامة.

كما سيتم تسليم جائزة لأكثر جهة وظفت خريجي المعهد، والتي فازت بها رئاسة الحرس الملكي الذي يعد من أحد أهم الجهات في الدولة، وهي الجائزة التي جاء فوز الحرس الملكي بها نظير قيامه بتوظيف أكثر من 160 من هؤلاء الخريجين، عقب اجتيازهم برامجهم التدريبية، والتي توزعت على تخصصات متنوعة، كالبرمجة، والشبكات، وإدارة المواد، والموارد البشرية، والسكرتير التنفيذي.

كما يتضمن الاحتفال مجموعة من الفعاليات المهمة الأخرى، كمعرض التوظيف المصاحب الذي سيمتد إلى 3 أيام يتخللها الكثير من الفعاليات الجديدة والمصاحبة، بعضها يستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي بالذكاء الاصطناعي والتقنية في بعض الخدمات المقدمة للخريجين والخريجات، كوجود باركود يستطيعون من خلاله الدخول للشركات المشاركة في معرض التوظيف، حيث يخضعون لتجارب محاكاة المقابلات الشخصية للتوظيف، وباستخدام الذكاء الاصطناعي يتم تحليل هذه المقابلات، وتحديد نقاط القوة والضعف لدى المتقدمين. يضاف إلى ذلك أيضًا، وجود خدمة السيرة الذاتية، حيث يتم الاستعانة بشركة لمراجعة كل السير الذاتية للمتقدمين للتوظيف، ويعقب ذلك تقييم طرق تصميم وكتابة محتويات هذه السير، ومساعدتهم على تجويدها وتقديم سير ذاتية متميزة.

كذلك يُعقد لقاء مصاحب يشارك فيه 6 شخصيات من القيادات الإدارية بمختلف الجهات الممثلة للقطاعين العام والخاص. وهذا اللقاء ينقسم إلى جلستين، تستضيف كل منهما 3 شخصيات أو قيادات، حيث يقومون بنقل خبراتهم وتجاربهم لهؤلاء الخريجين والخريجات، سواء من ناحية اقتناصهم الفرص الوظيفية المطلوبة، أو الفرص المتاحة وطرق التعامل معها في مرحلة ما بعد التخرج.

وتشتمل الفعاليات-أيضًا-على عقد 6 ورش عمل مختلفة، بواقع ورشتي عمل بكل فرع من فروع المعهد بكل من: الرياض، وجدة، والمنطقة الشرقية، وجميعها ستتناول موضوعات متعلقة بتوظيف الخريجين والخريجات، مثل كيفية كتابة السير الذاتية، وكيفية اجتياز المقابلات الشخصية للتوظيف، وكيف يهيئ الخريجون والخريجات أنفسهم لبيئات عملهم القادمة، والتعرف على أهم المنصات المعنية بالتوظيف وطرق التعامل معها، إضافة إلى موضوعات أخرى مهمة ومفيدة لهم.

التطوير وسوق العمل

أود الإشارة في هذا الصدد إلى أن التطوير هو دور أصيل من بين أدوار معهد الإدارة العامة، بكافة برامجه المقدمة للمتدربين والخريجين، فكل برامجه تُبنى وفق متطلبات سوق العمل؛ وهو الأمر الذي أسفر عن إتاحة مالا يقل عن فرصتين وظيفيتين لخريجي وخريجات المعهد. وهو دليل عملي على مواكبة المعهد ومتابعته كل المستجدات التي تطرأ على سوق العمل.

كذلك يواكب المعهد التطورات الموجودة في الجهات الحكومية ومتطلباتها، وخير مثال على ذلك استحداث برنامج للحرس الملكي، حيث توجهنا إليه وتعرفنا على احتياجاته التوظيفية؛ وبناء على ذلك قام المعهد بتصميم وتقديم برامجه المطلوبة. فمثل هذه البرامج يتم استحداثها وتقديمها بناء على طلب الجهات نفسها، حيث يتم توظيف الخريجين على هذه البرامج المطلوبة، وبمجرد تخرجهم وإتمامهم العملية التدريبية بالمعهد؛ يباشرون مهام أعمالهم بالجهات التي قامت بتوظيفهم مسبقًا، وهذا هو المشروع الذي يعمل عليه المعهد، وهو التوظيف المبتدئ بالتدريب.

وذلك يتواكب مع رؤية المملكة 2030، فمثلًا هناك تطورات حالية بالجهات الحكومية ومتطلبات سوق العمل، ناهيك عن المشروعات التنموية الضخمة التي تنفذها الدولة-يرعاها الله-مثل مشروع "نيوم"، ومشروع الملك سلمان، ومشروع البحر الأحمر؛ فمثل هذه المشروعات وغيرها تتطلب خريجين وخريجات يتدربون وفق برامج تدريبية معينة. لذلك يسعى المعهد إلى أن تتوافق كل برامجه مع سوق العمل الذي بدوره لابد أن يتوافق مع البعد الاستراتيجي لرؤية المملكة 2030، فأغلب هؤلاء الخريجين والخريجات يتم توظيفهم بهذه المشروعات التنموية الجديدة التي تدعم الرؤية، وتوظيفهم بالجهات المختلفة؛ لتلبية احتياجات التوظيف لرؤية المملكة 2030.

يقوم معهد الإدارة العامة بتوظيف الجوانب التقنية، ولا سيما الذكاء الاصطناعي في تدريب خريجيه وخريجاته لمواكبة متطلبات نوعية بسوق العمل، سواء المتدربين أو الدارسين في الدبلومات، بالإضافة إلى أن المعهد يستخدم منصة "إثرائي" الإلكترونية والتدريب عن بُعد؛ بهدف تدريب وتنمية مهارات المتدربين والدارسين.