الاختلاف بين الأجيال في الحياة والعمل.. الاحتياجات والهوية الفكرية

​أدت التحولات الاجتماعية في المجتمع السعودي خلال الآونة الاخيرة لكثرة الحديث عن الاختلافات بين الأجيال في العمل، وطريقة التفكير، والتعامل مع المعطيات وتنوعاتها المختلفة، على اعتبار أن الحياة المعاصرة هي من تحدد الهوية الفكرية الخاصة لكل جيل، وحدود المسافة الزمنية التي تفصل بين جيل وآخر.

وزارة الثقافة
وفي ذات الإطار أصدرت وزارة الثقافة تقريرًا بحثيًا حديثاً شاملًا يتضمن نتائج دراسة تحليلية أجرتها على عدة أجيال؛ للكشف عن توجهاته وتفضيلاته، وذلك بهدف معرفة وفهم احتياجاته ومتطلباته. 
ونشرت الوزارة التقرير عبر موقعها الرسمي؛ لتمكين المهتمين من الاطلاع عليه، وليكون مرجعاً علمياً لمنظمات القطاعات الثلاثة: الحكومية، والخاصة، وغير الربحية، للاستفادة من مخرجات الدراسة في تصميم وتنفيذ الفعاليات والأنشطة الموجهة لجيل ما بعد الألفية في المملكة كأحد المنتجات المعرفية من أجل الحصول على فهم أعلى للحالة الثقافية السعودية، ولكيفية تفاعل الشرائح المستهدفة مع الحِراك الثقافي، ولمعرفة الطرق المُثلى لاستقطاب هذه الشرائح وجذبها، بما يخدم مُجمل المنظومة في المملكة، ويُساعدها على اتخاذ القرارات الصحيحة بشأن برامجها وأنشطتها.
رموز الأجيال
وفي السياق ذاته، ذكرت دراسة حديثة للباحثة الأمريكية "يوتّا" في كتابها "فك رموز الأجيال" أن هناك اختلافاً في أسلوب تعامل الأجيال مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية ومعطيات الحياة بشكل عام في كل مجتمع، فأبناء جيل "التقليديين" المولود بين عامي 1927م-1945م، يرون أن الاستقرار في الحياة والعمل مهم، ويدل على أن الأمور تسير على ما يرام، أما أبناء جيل "الطفرة السكانية" المولود بين عامي 1946م-1964م فيهتمون بالتغيير في الحياة والعمل حتى وإن كان بطيئاً، أما جيل اكس"X" المولود بين عامي 1965م -1983م، فيعتبر التغيير في مسارات الحياة والعمل لمرة واحدة غير كافٍ، بل يجب أن يكون هناك أكثر من تغيير، وعلى فترات مختلفة، في حين أن جيل الألفية "Y" المولود بين عامي 1983م-2001م يحتاج إلى التغيير المستمر للأحسن؛ لأنهم نشأوا واعتادوا على تعزيز أنفسهم بشكل إيجابي، ويعرف جيل ما بعد الألفية "Z" وهو الجيل الذي المولود بعد عام 2001م بالرغبة في التغيير والتطوير، ويملك الحماس اللازم لذلك. 
متطلبات العصر 
وتضيف الباحثة الأمريكية: يمكن القول إن الجيل الأصغر دائماً ما ينظر إلى الجيل الأكبر منه باعتباره غير مواكب لمتطلبات العصر، ولا يتناسب مع التطور الحالي، ويصفونهم بالتقليدين، بينما ينظر الجيل الأكبر إلى الجيل الاصغر على أنهم مستعجلون ولا يملكون الخبرة الكافية، ولا يلتزمون بالقيم والمبادئ؛ وغير مستقرين، ويرغبون في التغيير السريع.


 ​​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة