احذر من «فليبر زيــرو» في مؤسستك وعمــلك وحياتك

​​​​إعداد/ د.أحمد زكريا أحمد​

جهاز Flipper Zero يصنفه العديد من الخبراء والمتخصصون ومشاهير مواقع التواصل الاجتماعي باعتباره من أخطر الأجهزة في العالم؛ هو قادر على التسلل أو "تهكير" واختراق كافة بياناتك بالجوالات المختلفة، سواء كانت أندرويد، أو آي أو إس)، إضافة إلى بيانات بطاقاتك البنكية المختلفة المستخدمة في عمليات الشراء والسحب والإيداع، والبيانات الموجودة على أي حاسب آلي، ويستطيع اختراق نظام الحماية والأمان الخاص بأي سيارة-مهما كانت قوة حمايتها وتأمينها-بما فيها سيارة "تسلا" الأكثر حماية. ويمكن من خلاله سرقة البيانات الوظيفية، وحسابات المؤسسات المختلفة، إضافة إلى منسوبيها بكافة المواقع الإلكترونية، واختراق البريد الإلكتروني الرسمي لهم ولجهات عملهم. لذلك نقدم هذا التقرير للتوعية والتحذير من جهاز "فليبر زيرو" الخطير، وتداعيات ذلك في عالم الإدارة والمال والأعمال، حيث يخضع لتطوير إمكاناته، وأنه أصبح متاحًا للبيع والشراء على منصات التسوق الإلكتروني، مثل "أمازون"، و"Aliexpress"، و"LAB 401" وغيرها، إضافة إلى وجود تطبيقات خاصة به.​

بدايات 2019 صعبة
نستهل هذا التقرير بما أشارت إليه صحيفة The-Sun عبر موقعها الإلكتروني، إلى أنه تم الإعلان عن جهاز Flipper Zero لأول مرة عام 2020م. يضاف إلى ذلك أن موقع WIRED يذكر أن كلًا من "كولاجين" وشريكه التجاري "بافل زوفنر"، توصلا إلى فكرة Flipper Zero لأول مرة في عام 2019، وأعقب ذلك قيام شركتهما ببيع 150 ألف جهاز، وقد قاما-لاحقًا-بتنمية فريق عملها الذي بلغ فيما بعد ما يقرب من 50 شخصًا. ورغم ذلك، فقد واجهوا جميعًا بعض الصعوبات، فقد تم تعليق مدفوعات PayPal تزيد عن 1,3 مليون دولار بحلول عام 2020م، وفي سبتمبر من العام نفسه، صادرت الجمارك الأمريكية ودوريات الحدود شحنة منه. ووفقا لـ"كولاجين"، فقد أفرج مكتب الجمارك وحماية الحدود عن الشحنة بعد شهر، لكنه لم يخبر الشركة بعد عن سبب احتجازها. كما تؤكد المنصة الإلكترونية لأحد فرق العمل المسؤولة عن جهاز Flipper Zero أنه تم التخطيط لابتكار هذا الجهاز وتسويقه على نطاق كبير للدخول إلى والتحكم في الأنظمة المختلفة. ففي عام 2020م تم تدشين حملة تمويل هذا الجهاز المبتكر، وتم جمع 4,8 مليون دولار لهذا الغرض. ويشير موقع hitechglitz-المتخصص في مجال التقنية-إلى أن هذا الجهاز ربما يبدو مناسبًا في حالات "القرصنة الأخلاقية" أو ما يعرف بـ (الهاكرز الأخلاقيين)، لكنه خطير بالنسبة لغيرهم، بخاصة أن سعره عند إطلاقه بلغ حوالي 200 دولار أمريكي. ويبرز موقع hackad.io أن الفكرة الرئيسية للجهاز تتمثل في الجمع بين جميع أدوات الأجهزة التي قد تحتاجها للتسلل والاختراق، ولا سيما أثناء التنقل.
المواصفات الفنية
ويوضح موقع ZDNET-المعنِي بأخبار التقنية والابتكار-المواصفات الفنية والتقنية لجهاز "فليبر زيرو"، والتي يمكن أن تتطور وتختلف من جهاز لآخر ومن شركة تصنيع لأخرى، أن مواصفات أحد إصدارات هذا الجهاز كانت كالتالي:
• معالج التطبيقات ARM Cortex-M4 32 64 bit ميجاهرتز.
• معالج شبكة ARM Cortex-M0+ 32 ميجاهرتز. 
• فلاش 1024 كيلوبايت.
• SRAM 256 كيلوبايت.
• شاشة LCD أحادية اللون مقاس 1,4 بوصة بدقة 128 × 64.
• عصا تحكم ب 5 أزرار مع زر رجوع.
• بطارية قابلة للشحن 2000 مللي أمبير.
• الترددات الفرعية: 1 جيجاهرتز: 315 ميجاهرتز و433 ميجاهرتز و868 ميجاهرتز و915 ميجاهرتز (حسب المناطق).
• NFC 13,56 ميجاهيرتز.
• RFID  125 كيلو هرتز.
• موصل 18  GPIO.
• يعمل بالأشعة تحت الحمراء (نطاق TX / RX: 800-950 نانومتر، طاقة TX: 300 ميجاوات).
• دعم iButton 1-Wire (متوافق مع دالاس DS1990A / CYFRAL).
• منفذ USB 2.0، من النوع C.
خطورته
إن هذا الجهاز يعد-طبقًا لما يورده موقع C33tech-أحدث أداة قراصنة يتم طرحها في الأسواق. وبالرغم من ذلك، فلا يزال هناك الكثير لتطويره، فهو يحتوي بالفعل على مجموعة متنوعة من الوظائف التي يمكن أن تسمح بالوصول غير المصرح به (الاختراق) وتنفيذ التعليمات البرمجية الضارة.
وبحسب منصة التسوق الإلكتروني LAB 401-الموزع الحصري لجهاز "فليبر زيرو" في أوروبا-فإن الجهاز لا يتطلب وجود أي جهاز كمبيوتر أو جهاز خارجي؛ فهو يعمل بشكل مستقل تمامًا؛ فكل شيء يتم تشغيله بواسطة زر التنقل خماسي الاتجاهات وشاشة LCD. وعند الاتصال بجهاز كمبيوتر أو تطبيقات Android / iOS، يمكن تحديث برمجته وتعديله وترقيته وإعادة تحميله وفقًا لاحتياجات مستخدمه.
ويرى "بل تولاس"-عبر موقع PleepingComputer-أن "فليبر زيرو" يعد أداة محمولة متعددة الوظائف يمكن أن يسبب تهديدًا للأمن السيبراني؛ فهو يتيح العبث بمجموعة واسعة من الأجهزة من خلال دعم مضاهاة RFID، واستنساخ مفتاح الوصول الرقمي، والاتصالات اللاسلكية، وNFC، والأشعة تحت الحمراء، والبلوتوث، وغيرها.
100 متر
ويلفت موقع البوابة العربية للأخبار التقنية (aitnews) إلى أن الفريق المسؤول عن ابتكار جهاز "فليبر زيرو" قام بتصميمه وابتكاره باستخدام جميع الأدوات التي قد تحتاجها للقرصنة أثناء التنقل. ويمثل النطاق الفرعي بترددات تحت 1 جيجاهرتز النطاق التشغيلي لفئة واسعة من الأجهزة وأنظمة التحكم في الوصول، مثل: أجهزة التحكم عن بُعد في أبواب المنزل والكراج، وأجهزة استشعار إنترنت الأشياء، وأنظمة التحكم عن بعد دون مفتاح. ويحتوي الجهاز على شريحة CC1101 مدمجة يمكنها الإرسال والاستقبال، وهوائي مدمج بترددات 433 ميجاهرتز؛ مما يجعله جهاز إرسال واستقبال قويًا قادرًا على نطاق يصل إلى 100 متر. ويمكن استخدامه في التحكم في أجهزة التلفزيون ومكيفات الهواء والأنظمة الأخرى. كذلك باستخدام وحدة NFCستتمكن من الاتصال بمجموعة كبيرة من الأجهزة التي تدعم تقنية هذه الوحدة. كما يصنف هذا الجهاز بأنه مفتوح المصدر وقابل للتخصيص، ويمكن من خلاله توصيل أجهزة أخرى للاستفادة منها بشكل أكبر. ويمكن توصيله بالجوال أو بأجهزة أخرى عبر البلوتوث، أو توصيل بطاقة MicroSD لتوسيع التخزين وإضافة المكونات الإضافية الخاصة بمستخدمه. ويضيف "كولاجين"-الذي أشرنا إليه سابقًا وأحد مبتكري الجهاز-أن من بين أهداف ابتكار "فليبر زيرو" أننا أردنا أن نظهر أن القرصنة الإلكترونية هي شيء قد تستخدمه بشكل يومي، وهي ليست شيئًا شريرًا، بل مجرد مجموعة من المهارات مثل أي شيء آخر.
التجربة خير دليل
ويبدي "أدريان كينجسلي-هوجز"-عبر منصة ZDNET الإلكترونية-انطباعاته ورأيه في استخدامات جهاز "فليبر زيرو" بعد أن قام بشرائه وتجربته؛ للتأكد مما تبثه المواقع الإلكترونية ووسائل الإعلام المختلفة عن إمكاناته وخطورته، موضحًا أنه باستخدام هذا الجهاز تمكَّن من اختراق بعض الأنظمة وإيقافها عن العمل، فقد قام بتعطيل Wi-Fi على جهاز التوجيه الخاص به، وأوقف مؤقتًا سلسلة مفاتيح السيارة عن العمل بشكل صحيح، وسيطر على فتح وإغلاق باب الكراج، ووحدة تيار متردد. ويطرح "كينجسلي هوجز" التساؤل: هل "فليبر زيرو" هو أفضل أداة لتعلم القرصنة الإلكترونية والسيطرة على العديد من الأشياء؟ وهو ما يجيب عليه بأنه أرخص وأسهل أداة لتحقيق هذا الهدف، وهو ما أكدته تجربة استخدامه بضعة أسابيع، وجعلته يبدي إعجابه الشديد بما يمكن أن يفعله هذا الجهاز، حيث يسمح له بقراءة، ونسخ، ومحاكاة أجهزة التحكم عن بعد NFC / RFID / IR والإشارات اللاسلكية دون جيجاهرتز بسهولة، وهو ما يراه أنه يمثل مواطن كثيرة لقوته في اختراق مثل هذه المجالات والسيطرة عليها. 
منصات تسويقه وحسابات
وبسبب إمكانات "فليبر زيرو"؛ فقد ازداد انتشاره والإقبال عليه، واقتنائه، وهو ما أسهم فيه الإعلام الجديد، متمثلًا في مواقع التواصل الاجتماعي، إضافة إلى مشاهيرها. فالجهاز يمكن شرائه عبر منصات التسوق الإلكتروني العالمية، مثل Amazon، وAliExpress، وebay، ومتجر Joom وغيرها. كما تنافست العديد من هذه المنصات للحصول-حصريًا-على تسويقه، مثل منصة LAB 401 التي احتكرت حق تسويق الجهاز وبيعه حصريًا لدول أوروبا. وللجهاز حسابات خاصة به على هذه المواقع، والتي من بينها حسابه على "تويتر" @flipper_zero الذي تم إنشائه في مايو 2020م، حيث يقدم معلومات إثرائية عنه، مثل هل تعلم عن قائمة فليبر زيرو المخفية؟ والتي تعرض إصدار الجهاز، واسمه، ورمز المنطقة، وإصدار البرنامج الثابت. كما يوجد للجهاز قناة خاصة به على "اليوتيوب" باسم flipper zero videos، إضافة لحسابه على "الفيسبوك".
تهديدات للإدارة والمال والأعمال
إن هذه الإمكانات لجهاز "فليبر زيرو" تعد بمثابة تحذيرات جادة وضرورية، ويجب الانتباه إليها؛ إذ يمكن لها أن تسبب تهديدات للجهات والمؤسسات المختلفة، ومنسوبيها، سواء كانوا موظفين عاديين أو قيادات إدارية، وللشركات ولا سيما العاملة في مجال البورصات والتداول، والعاملة في مجال بيع وشراء العملات الرقمية المشفرة، كالبتكوين وغيرها، وعمليات تعدينها. كذلك يمكن القول إن هذا الجهاز أصبح يمثل تهديدًا لنواحٍ أخرى في عالم المال والأعمال والإدارة، خاصة في ظل تطوير إمكاناته، والتي من بينها-على سبيل المثال-ما يلي: 
•اختراق، والاستيلاء على بيانات ومعلومات أجهزة الكمبيوتر في عدد من الجهات والمؤسسات المختلفة.
•اختراق وسرقة البيانات الخاصة بالبريد الإلكتروني الرسمي لهذه الجهات والمؤسسات، ومنسوبيها، والاستفادة منها من خلال التعرف على ما تتضمنه من أسرار عمل.
•اختراق وسرقة بيانات ومعلومات البطاقات الائتمانية والحسابات البنكية لكل من المؤسسات ومنسوبيها.
•اختراق قواعد البيانات الخاصة بالشركات والجهات المختلفة، والإضرار بها.
•اختراق أنظمة حماية السيارات لكل من تلك المؤسسات ومنسوبيها، ولا سيما سيارات نقل الأموال، والمعدات والآلات التي تنقلها.
•اختراق أنظمة حماية شبكات "واي فاي" للجهات والمؤسسات والشركات، ومنسوبيها وقياداتها، والقرصنة على ما يُتداول عبرها من بيانات واتصالات مهمة.
•يمكن للقراصنة الإلكترونيين السيطرة على أنظمة المكتبات والتوثيق الإلكتروني والمحفوظات، وبيانات الأرشفة بالجهات والمؤسسات المتخصصة في هذا المجال.
•يمكن أن تسبب تهديدات جادة لأنظمة الحماية في البنوك المختلفة.



 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة