أصحاب المصلحة في المشروعات


إدارة أصحاب المصلحة في المشروعات أمر استراتيجي؛ لأن النجاح في إدارتهم ينعكس بشكل مباشر على نجاح المشروع وتحقيق أهدافه والتقليل من المخاطر المحتملة. ويُعرف أصحاب المصلحة بأنهم الأفراد أو المجموعات أو المنظمات الذين يمكن أن يؤثروا أو يتأثروا إما بالمشروع وإما بنتائجه، وقد يكونوا داخليين أو خارجيين، وقد يكونوا داعمين أو محايدين أو معارضين.
وينبغي لمدير المشروع مع بدايته الاطلاع على ميثاق المشروع (Project Charter)؛ لمعرفة أصحاب المصلحة الأساسيين، فهم الذين يُمكنهم التأثير على الالتزام بموارد المشروع، وهم الذين سيقبلون نتائج المشروع، وسيساعدون في تحديد أصحاب المصلحة المحتملين الذين يمكن تحديدهم باستخدام سجلات أصحاب المصلحة والدروس المستفادة من المشروعات السابقة، ووثائق المشتريات، والعوامل البيئية بالمشروع (EEF)، وأصول العملية التنظيمية (OPA)، عن طريق الاجتماعات وآراء الخبراء. وتحديدهم في وقت مبكر أمر بالغ الأهمية لكيلا نُفاجَأ بظهور صاحب مصلحة غير محدد مسبقًا في مرحلة حاسمة من المشروع.
وتُوثق معلومات أصحاب المصلحة في "سجل أصحاب المصلحة"، وتشمل–على سبيل المثال لا الحصر–أسماءهم، ومواقفهم الرسمية، ومواقعهم، وأدوارهم في المشروع، ومعلومات الاتصال بهم، بالإضافة إلى الطريقة المفضلة للتواصل معهم، وتصنيفهم، وتأثيرهم على المشروع، ومدى اهتمامهم به.
4 فئات
ويمكن تصنيف أصحاب المصلحة بعدة نماذج، وفقًا لمستويات صلاحياتهم واهتمامهم بالمشروع إلى 4 فئات: أولاها: فئة ذات "صلاحية منخفضة واهتمام منخفض"، فهؤلاء احرص على مراقبتهم، فربما تتغير حالتهم أثناء تنفيذ المشروع. وثانيتها: فئة ذات "صلاحية منخفضة واهتمام قوي"، وهؤلاء احرص على إبقائهم على اطلاع. وثالثتها: فئة ذات "صلاحية قوية واهتمام منخفض"، فهؤلاء احرص على إرضائهم. أما الفئة الرابعة: فهي الأهم؛ لأنها فئة ذات "صلاحية قوية واهتمام قوي"، وهؤلاء احرص على إدارتهم بعناية.
5 مستويات
وتُستخدم أداة "أساليب التحليل" في إعداد خطة إدارة أصحاب المصلحة؛ لأنها تتطلب مقارنة مستوى المشاركة الحالية لهم بمستوى مشاركتهم المخططة، بحيث يرمز حرف "ح" لمشاركتهم الحالية، وحرف "م" يرمز لمشاركتهم المستقبلية. وعلى هذا الأساس يُصنف مستوى مشاركة أصحاب المصلحة إلى 5 مستويات: إما قيادي يقود إلى إنجاح المشروع (Leading)، أو داعم للتغيير (Supportive)، أو محايد (Neutral)، أو معارض للتغيير (Resistant)، مع إدراكهم لأهمية المشروع ونتائجه المحتملة، وإما غير مدركين لها ونتائجه المحتملة (Unaware). وقد تكون حالة مشاركة أحد أصحاب المصلحة الحالية "غير مدرك"، ثم تتغير حالة مشاركته المخططة إلى "داعم" في إحدى مراحل المشروع، وهكذا. ويُوثق ذلك باستخدام أساس التقييم الخاص بمشاركة أصحاب المصلحة (Stakeholders Engagement Assessment Matrix).
إدارة مشاركتهم
وإدارة مشاركة أصحاب المصلحة (Manage Stakeholder Engagement) من العمليات المهمة، فهي عبارة عن عملية التواصل مع أصحاب المصلحة وإشراكهم لتلبية احتياجاتهم وتوقعاتهم ومعالجة المشكلات عند حدوثها، وتعزيز مشاركتهم في أنشطة المشروع أثناء تنفيذه. وتتمثل الفائدة الرئيسة من هذه العملية في السماح لمدير المشروع بزيادة دعم أصحاب المصلحة وتقليل معارضتهم وزيادة فرص تحقيق النجاح للمشروع بصورة كبيرة. ويتحمل مدير المشروع مسئولية إشراك وإدارة أصحاب المصلحة في جميع مراحل المشروع، وله الحق في الاستعانة براعي المشروع إذا استلزم الأمر، وعادةً تكون قدرة أصحاب المصلحة على التأثير على المشروع كبيرة وعالية جدًّا أثناء المراحل الأولى، وتقل باستمرار أثناء التقدم في العمل بالمشروع.​
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة