التغيير التنظيمي وقيادة التغيير ضمن إصدارات معهد الإدارة العامة

​​​​​انطلاقًا من دوره كمؤسسة رائدة في دعم التنمية الإدارية، ورفدها بأحدث التوجهات في عالم الإدارة والأعمال ممثلة في الكتب المؤلفة والمترجمة والبحوث الميدانية والدراسات التطبيقية الصادرة عنه، وفي ضوء نشاطه البحثي والعلمي ضمن نشاطاته الرئيسة واستقطابه الأكاديميين والخبراء والمتخصصين؛ يحرص معهد الإدارة العامة بالمملكة العربية السعودية على إصدار ما يواكب هذه التوجهات، والتي من أبرزها "إدارة التغيير" التي برزت بقوة مع بدايات السنوات الأولى من القرن الحالي، كاتجاه حديث ومتطور يلبي احتياجات مسارات التنمية الإدارية، في المجتمع السعودي ومجتمعات دول الخليج العربية الشقيقة التي تشهد طفرات تنموية؛ نتيجة للمتغيرات والتحولات والتحديات على المديين الحالي والمستقبلي. لذلك نرصد معكم في السطور القادمة أبرز هذه الإصدارات، وإليكم التفاصيل.

قيادة التغيير
تمثل القيادات الإدارية مرتكزًا مهمًا ضمن أولويات معهد الإدارة العامة؛ نظرًا لأهمية مكانتها وأدوارها في تطوير المنظمات والشركات المختلفة، وقيادة عمليات التغيير فيها، وهو ما كان له انعكاساته بين إصدارات معهد الإدارة العامة، والتي يبرز منها في هذا المجال البحث الميداني الذي أعدته كل من: أ.هدى الحديثي، وأ.هيفاء المطيري بعنوان: "قيادة التغيير: مدى توافر قدرات قيادة التغيير لدى المديرين في المنظمات الحكومية السعودية"، ويتكون من 5 فصول متنوعة. يمثل أولها الإطار العام للبحث بما يشمله من تحديد مشكلته، وأسئلته، وأهميته، وأهدافه، ومحدداته، والمصطلحات الواردة فيه.  ويرصد فصله الثاني أدبيات الدراسة، والذي يتضمن: الإطار النظري للبحث متمثلًا في تعريف القيادة الإدارية والفرق بينها وبين الإدارة وأنواعها والتطور التاريخي لدراستها، إضافة إلى التغيير التنظيمي بمفهومه وأنواعه ونماذجه، وتسليط الضوء على قيادة التغيير وقدرات قادة التغيير، ورصد الدراسات السابقة. إذ تقرر الباحثتان أن مفهوم قيادة التغيير يشير إلى الدور الاستراتيجي للقائد لإحداث نقلة نوعية في منظمته، مستندًا على ما يمتلكه من قدرات إدراكية وعاطفية وأخلاقية تشحذ همم الأتباع للوصول إلى هذه النقلة. 
وفي الفصلين الثالث والرابع على التوالي تتناولان: الإطار المنهجي للدراسة، وتحليل البيانات. ويركز الفصل الخامس على تلخيص نتائج الدراسة وتوصياتها. فقد خلصت الباحثتان إلى أن القدرات السلوكية لقيادة التغيير لدى القادة الإداريين في الأجهزة الحكومية تتوفر بدرجة قليلة، وأنهم بالدرجة ذاتها يطبقون الخطوات المنهجية العلمية لإدارة التغيير، وأنه لا توجد اختلافات بين هؤلاء القادة فيما يتعلق بهذه القدرات بسبب كونهم ذكورًا أو إناثًا. وفيما يتعلق بالتوصيات، فقد تمثلت أبرزها في أهمية تدريب القادة الإداريين على مهارات قيادة التغيير، والاستفادة من قدرات القيادات النسائية في قيادة مشروعات ومبادرات التغيير على المستوى الكلي، واهتمام مراكز البحوث وجهاتها أكثر بموضوع إدارة التغيير وقيادته؛ لأنها مازالت قليلة.
التغيير والقيادة الرقمية
وضمن اهتمام إصدارات المعهد الخاصة بقيادة التغيير؛ نستعرض معكم كتابًا آخر يمثل أحدث هذه الإصدارات للعام الحالي (2022م) في هذا الشأن، وهو كتاب "القيادة الرقمية: تغيير النماذج تبعًا لتغير الأزمنة"، وهو كتاب مترجم لمؤلفه إريك سي شينينجر، وترجمه للعربية د.عجلان الشهري. يسلط شينينجر خلال الفصول الثلاثة الأولى من الكتاب على التغيير، والضرورة الملحة له، وقيادة التغيير المستدام، ثم ينتقل في فصله الرابع إلى تناول القيادة من خلال المنظور الرقمي. ويخصص المؤلف الفصول من الخامس وحتى السابع للحديث عن تطبيقات التغيير والقيادة الرقمية في مجال التعليم وإدارة المدارس، سواء من حيث تحسين مشاركة الطلاب والتعلم والنتائج، أو تحول فضاءات التعلم وبيئاته، أو التطور المهني والتعلم.
وابتداءً من الفصل الثامن، يتجه الكتاب إلى الإدارة والتسويق. وهي مواضيع غريبة جدًا لمدارس الأمس ولكنها ضرورية لمدارس اليوم؛ حيث تحتاج المدارس إلى التواصل مع المتعلمين، والمعلمين، وأولياء الأمور، والحكومات، والجمهور بشكل عام. وهو تحدٍ جديد في مجال القيادة الرقمية. فالقادة لديهم الوسائل للتواصل بشكل فوري مع جميع أرجاء العالم. وأخيرًا تحتاج المدارس وقادتها إلى مواكبة التطورات في عالم سريع التغير؛ وذلك لتجنب التهديدات الجديدة التي تواجه التعلم.
تطوير المنظمات والتغيير
وبصفة عامة، فقد جاء إصدار معهد الإدارة العامة كتابًا مترجمًا آخر بعنوان: "تطوير المنظمات: عملية إدارة التغيير التنظيمي"؛ كتجسيد للاهتمام بمجال إدارة التغيير، كاتجاه معاصر ومستقبلي لمواكبة التطورات التنموية الشاملة المحيطة بهذه المنظمات، ولا سيما في المجتمع السعودي الذي بات ينظر لهذه المنظمات كفرس الرهان للمساهمة في تحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030. وهذا الكتاب من تأليف دونالد أندرسون، وقام بترجمته للعربية د.منصور المعشوق، ويتكون من 15 فصلًا متنوعًا تتناول نماذج جديدة لتطوير المنظمات، كمجال موعود، تدفعه إمكانات المستقبل الإيجابي المتفائل وإمكانات تحقيق التغيير بفاعلية عن طريق التطبيق المناسب والاستفادة من نظرية علم الاجتماع للممارسة التنظيمية.
فيتطرق الكتاب في فصوله الثلاثة الأولى إلى تطوير المنظمات، وتاريخ بداياته، وقيمه وأخلاقياته. وفي فصول أخرى يتحدث عن أخصائي تطوير المنظمات، والقضايا العالمية المتعلقة بذلك، ومستقبل هذا التطوير.  كذلك يخصص أندرسون عدد من الفصول بالكتاب لمناقشة أسس التغيير التنظيمي، واستمرارية وثبات التغيير.


​​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة