لا يمكن لأي دولة أن تنفرد بنظام اقتصادي وتجاري مُنعزل؛ لذلك تسعى كثير من الدول للانخراط في سلاسل القيمة العالمية (Global Value Chain) من خلال سلاسل القيمة المحلية. وهي-بحسب تقرير البنك الدولي-مجموعة من المشاركات والمساهمات التجارية والصناعية لإنتاج سلعة معينة عبر مجموعة من الدول.
من خلال هذه الآلية في الإنتاج والتصنيع أرى أن هناك فرصة ذهبية لنا كمختصين في صناعة التدريب في استخدام نفس هذه الفكرة على صعيد التدريب، من خلال طرح منظومة تدريبية تكاملية.
في الواقع ترى المدرسة الكلاسيكية في التدريب أهمية التخصصية في عملية التدريب، بالتركيز على موضوع تدريبي معين من خلال دراسة الاحتياجات التدريبية للمتدربين. وبعد اتقان هذه المهارة ينتقل المتدرب إلى موضوع تدريبي آخر، وهكذا...في الواقع مشكلة هذه الطريقة تكمن في طول الوقت والجهد والتكلفة لعملية التدريب بهذه الطريقة، مع العلم أنها قد تكون مناسبة في بعض المجالات الدقيقة جداً. لذلك قد تُغفل الطريقة الكلاسيكية الترتيب المناسب لاحتياجات المتدربين؛ وذلك لسبب وجية هو كبر حجم منظمات. لذلك مع الأسف ترى المتدربين ينتقلون بين البرامج التدريبية؛ حسب توفر الفرصة لهم وليس حسب أولوية الاحتياج التدريبي.
في الواقع في عالمنا المعاصر ومع التسارع المتزايد في التقدم على جميع الأصعدة، أرى أن أمامنا الفرصة من خلال كيان (معهد الإدارة العامة) أن نكون الرواد في تطوير فكر تدريبي جديد، من خلال تقديم برامج تتقاطع فيها مجموعة من العلوم في آن واحد، بما يحفظ الوقت والجهد ويواكب سرعة التطور في باقي المجالات.
فعلى سبيل المثال، المراجع الداخلي اليوم-كي يتميز في عمله-فهو بحاجه ماسة إلى خلفية جيدة في مجموعة من العلوم والمهارات، مثل مهارات التواصل الفعال والمهارات السلوكية المختلفة وعلم تصميم نظم المعلومات وعلم البرمجة وآلية عمل النظم السحابية كي يشرف على هذه الأنظمة بشكل الملائم.
لذا فإن مستقبل التدريب بحاجة ماسة لتقديم كبسولة تدريبة مكثفة ومدروسة، تضم مجموعة المهارات والعلوم في آنٍ واحد، بحيث يُجمع فيها شتات هذه العلوم والمهارات في بوتقة واحدة؛ كي تُؤتي العملية التدريبية ثمارها بشكل أكثر فاعلية وتأثير على المنظمات.