نشأة مفهوم الاستراتيجية

​​​

الاستراتيجية لفظ اسُتخدم منذ عدة قرون في العمليات الحربية، وهي كلمة يونانية مشتقه من كلمة” إستراتيجوس" وتعني فن القيادة.
يُمكن تحديد المراحل الرئيسيّة التي أثرت في الإدارة الاستراتيجيّة ونفّذتها في بيئة العمل عن طريق التعرّف على مسار تطورها، ففي عام 1951م بدأ تنفيذ مُصطلح الاستراتيجيّة في بيئة الأعمال وتحديداً عندما أشار أحد المُفكّرين إلى طبيعة الاستراتيجيّة وأهميتها في عملية التخطيط للمشروعات، وفي ستينيات القرن العشرين للميلاد حرص مجموعة من المُفكّرين على صياغة وإعداد القواعد الرئيسيّة للتخطيط الاستراتيجيّ؛ عن طريق معرفة الحاجة إلى مزج الموارد مع فرص العمل..
في مرحلة الثمانينات أسس المُفكّر بورتر نموذجاً استراتيجيّاً جديداً، ونشره في كتابه الذي اعتمدت فكرته على هيكليّة الصناعة؛ حيث تسهم في تحديد المُنافسة وتضع أسلوباً لدراسةِ السلوك الخاص بمُنشآت الأعمال، وأطلق بورتر اسم القوى الخمسة على كافة العوامل المكوّنة لهذه الهيكليّة والتي تُساعد على تحديد نسبة الربحيّة الخاصة بالصناعة، وتدرس تأثيرها على الأرباح الناتجة عن استراتيجيّات العمل، أمّا في مطلع التسعينيّات من القرن العشرين الميلاديّ ظهرت مُصطلحات جديدة في هذا المجال، مثل مصفوفة القرارات.

التخطيط الاستراتيجي
 هو عبارة عن فن صياغة استراتيجيات الأعمال، وتنفيذها وتقييم أثرها على أساس الأهداف التنظيمية. ويركز المفهوم على تكامل أقسام الأعمال المختلفة (المحاسبة والمالية، البحث والتطوير، الإنتاج، التسويق، نظم المعلومات، الإدارة)، لتحقيق الأهداف التنظيمية.

صياغة الاستراتيجية
 في صياغة الاستراتيجيات، تقوم المنشأة، بتقييم وضعها الحالي من خلال إجراء مراجعة داخلية وخارجية. كما تتضمن صياغة الاستراتيجيات أيضًا تحديد نقاط القوة والضعف في المنظمة، بالإضافة إلى الفرص والتهديدات  (SWOT).  ونتيجة لذلك، يتعين على المدراء تحديد الأسواق الجديدة، التي يمكنهم المغامرة فيها أو التخلي عنها. وكيفية تخصيص الموارد المطلوبة، وما إذا كان سيتم توسيع عملياتها من خلال مشروع مشترك أو عمليات الاندماج.

مراحل إعداد وتنفيذ الخطة الاستراتيجية المتكاملة في المنشآت التعليمية :
 أ. عرض الإطار العام للخطة الاستراتيجية على مجلس العمداء، ومدراء الوحدات، والدوائر الإدارية.
ب. تشكيل لجنة عليا على مستوى الجامعة للإشراف على إعداد الخطة الاستراتيجية المتكاملة، وتنفيذها.
ج. تشكيل لجان فرعية على مستوى الكليات، والوحدات، والدوائر الإدارية تكون مهمتها:
1. تحديد الرؤية، والرسالة للكلية، أو الوحدة، أو الدائرة الإدارية.
2. تحديد الأهداف التفصيلية التي تتوافق مع الغايات الاستراتيجية للجامعة.
3. إعداد السياسات، والأنظمة، والتعليمات، والبرامج التي تحقق الأهداف التفصيلية.
4. وضع إطار زمني، لتنفيذ جميع المهام المترتبة على إنجاز الخطة الاستراتيجية الفرعية. 
د. تجميع الخطط الفرعية من قبل اللجنة العليا لكل مجال من مجالات العمل الرئيسة للجامعة، ومراجعتها، وتنظيمها، وتوحيدها في خطة استراتيجية متكاملة تتضمن تحديداً للموارد المالية، والبشرية اللازمة.
 ﻫ. إعداد سيناريوهات، وخطط بديلة لتطبيقها في الحالات الطارئة.
و. شرح الخطة، والتعريف بها لجميع المعنيين في مناسبة احتفالية قبل البدء بتنفيذها.
ز. متابعة التنفيذ، وتقييم مدى التقدم في الإنجاز، وتحليل معوقات الأداء، والحد من تأثيراتها السلبية، وتقديم تغذية راجعة للجهات المعنية لتمكنها من إجراء التعديلات، أو الإضافات الملائمة، وهذه المرحلة من مسؤولية اللجنة العليا، واللجان الفرعية.

أهمية التخطيط الاستراتيجي
• يدرس الواقع بكل أبعاده، ومظاهره، من قوة، وضعف وتحديات، وفرص.
• يبنى تصورات، وأهداف المستقبل بناءً على هذا الواقع 
• دراسات متعمقة، وشاملة. 
• يحقق الرسالة المطلوبة.
• وضع الخطط المستقبلية بعيداً عن الارتجالية، أو السطحية. 

ما الفرق بين التخطيط الاستراتيجي وخطة العمل؟ 
يبدو أن هذا السؤال يطرح دائمًا مناقشة الخطط الاستراتيجية. إن التخطيط الاستراتيجي هو وثيقة تحدد خطة طويلة المدى، وعادةً ما تغطي فترة التخطيط من 5 إلى 15 عامًا، وتوصل الخطة عالية المستوى، لتحقيق مجموعة شاملة من الأهداف بنهاية هذه الفترة. بينما خطة العمل هي وثيقة تخطيط تفصيلية تحدد، بعبارات محددة، كيفية تحقيق معلم أو هدف محدد خلال فترة التخطيط الاستراتيجي. كما تغطي خطة العمل تفاصيل حول تطوير المنتج / البرنامج، وتكتيكات التسويق، بالإضافة إلى أهداف الإيرادات، النمو وخطط تحقيق هذه الأهداف. 
يحتوي التخطيط الاستراتيجي على أرقام اتجاهية عالية المستوى، بالإضافة الى شرح عن كيفية تطور نموذج الأعمال مع تنفيذ الخطة الاستراتيجية. بينما تحتوي خطة العمل على توقعات مالية أكثر تفصيلاً وتوجيهًا توجه احتياجات الاستثمار، وتخصيص الموارد، إعادة التخصيص، والميزانية السنوية. بالإضافة إلى أن خطة العمل توثق ما يجب أن يحدث في المدى القريب، لمواءمة المنظمة مع أهداف التخطيط الاستراتيجي. باختصار، يحدد التخطيط الاستراتيجي المسار عالي المستوى للتطور المخطط له، بينما تحدد خطة العمل التفاصيل المتعلقة بكيفية المضي قدمًا بعد ذلك على هذا المسار.


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة