كيف تدير مديرك؟

​​​​

إعداد/ د.أحمد زكريا أحمد

تشغل علاقة الموظفين بمديريهم بال الكثيرين، سواء كانوا متخصصين، أو أكاديميين، أو موظفين، أو مديرين، أو قيادات؛ لأنها العلاقة الأهم لضمان فاعلية الأداء الوظيفي. دعونا نتحرر من التفكير التقليدي الذي يتبادر إلى مخيلة ذويه أن هذه العلاقة يديرها المديرون فقط من أعلى إلى أسفل وأن على الموظفين انتظار أوامر مديريهم وتوجيهاتهم. بل العكس صحيح فيمكن للموظفين القيام بإدارة مديريهم بشكل يحقق أهدافهم، من أسفل إلى أعلى، بشكل احترافي وفق أسس ومبادئ وطرق ومعايير مقننة، ولنقل إنها منهجية "السهل الممتنع"؛ لتحقيق الشراكة في إدارة هذه العلاقة المتبادلة، بشكل احترافي، وعلى أساس من الثقة والاحترام والدعم. وهذا ما سوف نوضحه عملياً في هذا التقرير.

فوائد

من المهم أن تدرك أهمية إدارة مديرك؛ إذا كنت ترغب في تمتين العلاقة بينكما. وتتحدد هذه الأهمية-بحسب موقع indeed المتخصص في الشأن الإداري-في الفوائد التالية:

  • الحصول على ثقة مديرك.
  • الحصول على دعمه إياك.
  • الاحترام المتبادل.
  • تتقدم في مسارك الوظيفي.
  • الشعور بمتعة رضاك الوظيفي.
  • تصبح أكثر فاعلية وإنتاجية في عملك.
  • الحد من سوء الفهم وحدوث الأخطاء.

ويلفت موقع "سطور" إلى أن معرفة مدير العمل من أبرز الطرق المميزة لكسب محبته؛ إذ لا بد في مستهل بدء العمل مع مدير جديد، من التعرف إليه جيدًا، ومعرفة ما يحب وما يكره، وما هي أولوياته في العمل؟ وما هي الطريقة المفضلة لديه للتواصل معه؟ سواء أكان عن طريق الهاتف أم البريد الإلكتروني أو المقابلة الشخصية، وكل هذه التفاصيل مع صغرها مهمة جدًا؛ لتحسين العلاقة بين المدير وموظفيه، وتسهيل طريقة التعامل فيما بينهم.

6 مبادئ أساسية

وتطرح "لورا ستاك" عبر موقع "The Business Journals" سؤالاً يشغل بال الكثير من الموظفين، وهو: كيف تساعد قيادتك على تحقيق أفضل استخدام ممكن لك؟ وهو ما تجيب عليه من خلال تحديدها 6 مبادئ أساسية، كالتالي:

  1. ادرس أسلوب الإدارة المطبق: كيف يعامل القادة مرؤوسيهم ورؤسائهم؟ وما هو نهجهم تجاه أهداف المنظمة، وأخلاقيات العمل الشخصية لديهم، وجداولهم الزمنية، ومعتقداتهم وقيمهم الأساسية كما تنطبق على مؤسستك؟ وما الذي يريدون تحقيقه أكثر؟ وكيف يمكنك مساعدتهم على تحقيق ذلك؟ ابق عينيك وأذنيك مفتوحتين. إذا لم تكن هذه العوامل واضحة على الفور من خلال الملاحظة، فلا تتردد في سؤال مديرك عنها.
  2. اعرف بدقة ما هو مطلوب منك: دائماً اسأل نفسك: ماذا توقع مديرك منك عندما تم تعيينك؟ وما الذي تطمح أن تنجزه وفي أي وقت؟ فالإجابات على مثل هذه الأسئلة ستساعدك على مراجعة أداء عملك، وبما يناسب مديرك بشكل أفضل، أي أنك تدعمه على نحو فعال، دون تملق أو تقليد لأحد.
  3. أتقن فن الاتصال الفعال: ضع في اعتبارك أن التواصل هو أهم جزء في أي علاقة، لكن ربما يصيبه التعثر في بعض الأحيان؛ ربما بسبب سوء الفهم الذي يجعل جهودنا في أداء أعمالنا تذهب سدى. لذلك عندما تتواصل مع مديرك؛ كن مباشراً في طرح الأسئلة التي تبدد الغموض، وتجعلك تفهم بشكل جيد ما هو مطلوب منك.
  4. كرر تفهمك: فبمجرد أن تعي ما يريده مديرك؛ اعرف توجهه، ولا تفترض ذلك من تلقاء نفسك.
  5. اختر الوسيط المناسب للتواصل مع مديرك: فمن الأفضل أن تستخدم الشكل الذي يفضله مديرك في التواصل بينكما، فبعض المديرين يفضلون التواصل المباشر وجهاً لوجه، وبعضهم يفضلون البريد الإلكتروني، وآخرون يميلون إلى الاتصال الهاتفي. لكن المهم أن تحافظ على التواصل بانتظام مع مديرك، مع الأخذ في الاعتبار والتأكيد على أن تطرح الأسئلة فيما يختص بالأمور التي قد تكون غير واضحة بالنسبة لك.
  6. حافظ على وجود رؤية واضحة لديك بخصوص أهداف مديرك وغاياته.

7 طرق ذكية

ويوضح موقع "Inc"-طبقا لـ Lolly Daskal-7 طرق ذكية يمكنك من خلالها أن تدير مديرك، إضافة إلى مرؤوسيك على نحو فعَّال، كالآتي:

  1. كن مساهماً في حل المشكلات ولا تكن مصدراً لها.
  2.  ابق هادئًا حتى عندما يكون كل شيء من حولك في حالة من الفوضى: فلا تفقد أعصابك؛ إذ أنه من السهل أن تكون كذلك عندما تكون الأمور هادئة، ولكن إن أردت التميز؛ فالشيء الذكي هو أن تصبح هادئاً عندما تكون الظروف على غير ما يُرام.
  3. لا تكن لواماً وحاسب نفسك دائماً: لا تلق باللوم على الآخرين إذا أخطأت أو فشلت. بدلاً من ذلك، أظهر مسؤوليتك عما ارتكبته من أخطاء، وما الذي يمكن فعله لتحسين الوضع؟ وكيف ستتجنب حدوث ذلك في المستقبل؟
  4. ضع حدوداً صحية: فلا تعتذر عن وضع هذه الحدود المعقولة التي تُظهر ذكائك، وأحياناً حزمك، وذلك بهدوء واحترام.
  5. لا تختلق الأعذار: إذ أن هذا الأمر يجعلك في وضع سيئ؛ لذلك قلل من الضرر الذي تتعرض له من خلال تحمل المسؤولية.
  6. اجعل رئيسك يبدو جيدًا: لم يسبق لأحد أن كان يبدو جيداً بالتقليل من شأن الآخرين، خاصة إذا كان مديرك سيئاً؛ فلا تشوهه وحافظ على أن يبدو جيداً.
  7. تمتع بقوة إيجابية على الدوام: ففكر وتحدث وتصرف دائماً بإيجابية، وابحث دائماً عن حلول، ولا سيما إن كنت عضواً متميزاً ضمن فريق عملك، وتذكر دائماً أن هذا هو ما يميزك عن غيرك.

إدارة التوقعات

ويضيف موقع "360 Training" التحلي بمهارتين أخريين، وهما:

  • إدارة التوقعات: إذ أنه عادة، لا يستمتع المديرون بكونهم آخر من يعرف المعلومات المهمة التي تؤثر عليهم، حتى لو كانت هذه المعلومات سلبية. فإذا كان العمل لا يسير على ما يرام؛ فلا تحاول إخفاء المعلومات عن مديرك. وكن صريحًا واعمل معه على تغيير المسار. وانتبه إلى أنه من الأفضل التحدث إليه عند أول إشارة إلى التوقعات غير الواقعية، بدلاً من أن تخيب ظنه لاحقًا.
  • احترام التسلسل القيادي: فلا تحرج مديرك بأن تكسر هذا التسلسل، وإن كنت لا توافق على قرار اتخذه مديرك؛ فعبر عن عدم موافقتك بالوسائل المناسبة. ولكن بمجرد أن يصبح القرار نهائيًا، ابذل قصارى جهدك لاحترامه. كذلك ناقش المشكلات بما لا يجعلك تبدو تصادمياً.

أداء متميز

ويلفت محمد اليوسف-في مقال له بصحيفة "الجزيرة"-إلى أن مفهوم إدارة المدير يتطلب أن يكون الموظف على درجة كبيرة من الجد والاجتهاد وحب العمل والتفاني فيه. كما يتطلب منه الإخلاص والمثابرة والعطاء حتى يكسب ثقة المدير ودعمه. إن الموظف الناجح هو الذي يستطيع أن يشارك مديره في أداء مهامه الوظيفية بطريقة مشروعة ومرغوبة من قبل المدير نفسه. بل أذهب أبعد من ذلك عندما أقول بأن الموظف يمكنه أن يجعل المدير ينتظر أفعال الموظف وليس ردود أفعاله عن طريق أدائه المتميز.

ويشير اليوسف إلى أن عدداً من الكُتَّاب، أمثال: جاكوز، وميشيل، وكيفن، وغيرهم، قد كتبوا عن طرق إدارة المدير في بيئة العمل، والتي من بينها ما يلي:

1- حافظ على أوقات الدوام الرسمي.

2- أصغ جيدا لأوامر وتوجيهات مديرك.

3- نفذ توجيهات مديرك قبل غيره من المديرين.

4- تجنب تأخير المهام المكلف بها.

5- كن حريصاً على أداء مهامك بالسرعة والجودة الممكنة.

6- أنظر إلى الأشياء من وجهة نظر مديرك.

7- احرص على الاحترام والتعاون مع الزملاء والمراجعين فيما يخدم مصلحة العمل.

8- بادر إلى طرح الأفكار الجيدة التي تهدف إلى تطوير أساليب وإجراءات العمل.

9- احرص على تطوير قدراتك ومهاراتك الشخصية.

10- لا تهاجم مديرك مهما كانت الأسباب والدوافع.


 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة