"الموظف النفسية".. ضغوط العمل المعاصرة تتطلب طبيب نفسي في مقرات العمل؟

​​​​

يقول المثل:"أسرع وسيلة لتكون سعيداً، هي أن تغرس السعادة في نفوس الناس". وعليه فقد قامت شركات عالمية كبرى مثل ابل ومايكروسوفت وغيرهما بالاهتمام بالصحة النفسية كأمر حيوي وضروري لبيئة عمل مناسبة ولمجتمع منتج وفعال، ولا غرو أن حققت نجاحات كبيرة بفضل وضع بيئة عمل سليمة لعامليها تراعي كافة جوانب حياتهم الصحية والاجتماعية والنفسية.

وضمن ما تسعى إليه منظمات العمل الدولية هو الصحة النفسية والراحة والسعادة ونشر الإيجابية بين الموظفين، وإذا كانت الصحة النفسية للموظف والضغوط، سواء داخل بيئة العمل أو خارجها، التي يمر بها، من أبرز الأولويات، فلا بد أن نفسية الموظف هي جزء من المنظومة المؤسسية، وفي هذه الحالة يتعين دراسة الحالة النفسية ومزاجية كل فرد في المؤسسة، ولكن هذا يصعب، إلا إذا كانت المؤسسة تستطيع تعيين الطبيب النفسي، الذي يشعر من خلاله الموظف أنه يقدر أن يظهر كل ما لديه في ساعة تأخذه وسط الأحلام، وتجعله مليئاً بالسعادة والإيجابية.

مزاجية

إن مزاجية الموظف التي تظهر من أعلى سلم الترتيب إلى آخر السلم الوظيفي، تنعكس في حياة الموظف على البيت والعمل، أو أي مكان يختلط فيه، قد تكون هذه المزاجية نتجت عن قرارات يتخذها الفرد في البيت، ثم تؤثر فيه في عمله، وهذا الشخص يحتاج إلى أن تعرض حالته على طبيب، لكي يباشر النظر في حالته، ولا يُترك هكذا.

إن الصحة النفسية للموظفين، بمثابة الوقود الذي يدفع الأشخاص للأمام، ويزيد من إنتاجيتهم، وكلما انتبه مدير العمل لذلك، كان القسم الخاص به أو المؤسسة التي يديرها، أفضل وأكثر نجاحاً عن غيرها، ولكن لكى يتحقق ذلك، يجب الالتزام ببعض الخطوات، وكذلك معرفة المواقف التي تؤثر في نفسية الموظفين وتجنبها.

الإيجابية

عندما يكون الموظف سعيداً في منزله، سوف تنعكس هذه الحالة على الزوجة والأولاد، ثم يأخذ نصيباً منها في عمله، ويحسن في إنتاجيته، لتنعكس هذه الأجواء على بيئة العمل، وتستمر دورة الحياة هكذا، على الموظف التحلي بالطاقة الإيجابية في بيئة العمل، وتوليد الأفكار الإبداعية، وتحويلها إلى منصات ابتكار، والتعامل مع التحديات اليومية، كفرص للتحسين والتطوير، ومتابعة أفضل الممارسات، وأخيراً، التطوير والتعلم المستمر في بيئة العمل، ولا مانع إن كانت إدارة العمل تريد أن ترسل الموظف للدراسة خارج البلاد، أو المشاركة في الدورات أو في الاحتفالات الوطنية، ثم يعود هذا الموظف وهو يشعر بالإيجابية، وممتن للمؤسسة التي أرسلته خارج الدولة، فيضاف هذا في سيرته الذاتية، ويعمل على نقل الأساليب والممارسات التي شاهدها في تلك الدولة.

الصحة النفسية

إن الصحة النفسية للموظف تشير إلى التوافق النفسي مع ذاته ومع بيئته أو مع المكان الذي يعمل فيه، بحيث يعيش حالة من الرضا مع نفسه ومع الآخرين، وهي لا تقل أهمية عن صحته البدنية، ذلك أن الموظف عندما يكون واقعاً في مشكلات نفسية كالاكتئاب أو القلق وغيرهما تكون حصيلته أداء وإنتاجاً أقل، وانطلاقاً من أهمية الصحة النفسية ليس للموظفين فحسب وإنما للجميع لما تضمه من سلامة عاطفية ونفسية واجتماعية تنعكس على كيفية التفكير والعمل والتواصل وغيرها، فقد حددت منظمة الصحة العالمية العاشر من أكتوبر من كل عام يوماً عالمياً للصحة النفسية.

كورونا

لقد أضحت مشكلات الصحة النفسية في صدارة أولويات بعض أصحاب العمل في الآونة الأخيرة لا سيما بعد تفشي جائحة كورونا وتداعياتها الصحية والنفسية. وهنالك عدة أساليب من أجل المحافظة على الصحة النفسية للموظفين من بينها تدريب فريق العمل في المنشأة على إدارة الأزمات وذلك لمعرفة الكيفية التي يتم التعامل بها مع الموظفين الذين يعانون من اضطرابات في صحتهم النفسية ووضع سياسة للصحة النفسية في المنشأة والتأكيد على أهمية هذه الصحة والاستماع والمعرفة التامة لمشكلات الموظفين وتشجيعهم على التمتع بإجازاتهم من أجل سلامتهم النفسية وبناء جسور الثقة معهم وغيرها، ولا بد من الإشارة إلى حرص العديد من المنشآت والمؤسسات على توفير بيئة عمل إيجابية لموظفيها من خلال العمل على دعم صحتهم النفسية والمعنوية وصولاً إلى تعزيز إنتاجيتهم والارتقاء بقدراتهم، وفي المقابل هنالك منشآت آخر أولوياتها البحث عن تداعيات صحة الموظف على عمله والبيئة النفسية المتوفرة له.

 

10 استراتيجيات لإدارة الصحة النفسية في مكان العمل

وفيما يلي 10 استراتيجيات يمكن لأصحاب العمل استخدامها لإدارة الصحة النفسية في العمل:

  • 1- تعزيز التوازن بين العمل والحياة: يمكن أن يكون تحقيق التوازن بين متطلبات المنزل والعمل أمراً صعباً. ويعد الاختلال في كلا الجانبين له تأثير سلبي، لذا توفير جدول العمل المرن طريقة مناسبة لتحقيق معدل من التوازن.
  • 2- إدارة أعباء عمل الموظفين: التأكد من تتبع توازن عبء العمل بأن لا يكون مرتفعاً أو منخفضاً، يمكن أن يساهم عبء العمل الكبير مع التحكم المنخفض في سير العمل في حدوث مشكلات صحية نفسية خطيرة.
  • 3-التأكد من أن مكان العمل آمن: أماكن العمل غير الآمنة هي عامل خطر آخر لمشاكل الصحة النفسية.
  • 4-تثقيف وإشراك الموظفين حول الصحة النفسية في مكان العمل وإنشاء قنوات رسمية كالخط الساخن وتقديم نصائح إدارة الإجهاد في اجتماعاتك المنتظمة.
  • 5-جمع وتقييم البيانات الخاصة بالرفاهية النفسية للموظفين والأداء: صياغة السياسات والتعرف على الحالة النفسية لمرؤوسيك والضغوط التي يواجهونها في العمل، وبالتالي يكون لديك صورة حقيقية عن فريق عملك.
  • 6-تشجيع الموظفين على أخذ إجازاتهم المدفوعة (PTO): اعمل على إعادة تعريف ماهية الإجازة للموظفين - فهي لا تعني بالضرورة السفر ولكنها تعني فرصة للعناية الذاتية أو قضاء وقت ممتع مع الأسرة، وكن أنت قدوة بإلهام موظفيك بشحن طاقتك عبر أخذ إجازة.
  • 7- تطوير القيادة والدعم الإداري: استثمر الوقت والمال من خلال تحسين مهارات المديرين التنفيذيين لمساعدتهم على إدارة تحديات الصحة النفسية في مكان العمل.
  • 8-ربط الموظفين بأخصائي الصحة النفسية: عقد ندوات توعية وتدريب الموظفين على القضايا النفسية كجزء من تطوير الدعم الإداري، احصل على دورات تدريبية حول التعامل مع الموظفين ذوي الاحتياجات النفسية أو العاطفية الفريدة، ما سيسهم في إيجاد التوازن بين رفاهية كل موظف والمؤسسة.
  • 9- تقديم نصائح صحية عملية: اعتد على تضمين نصائح تتعلق بالصحة النفسية أو السلامة في رسائل البريد الإلكتروني والإعلانات.
  • 10- تتبع حالة الموظفين: من خلال تسجيلات الوصول المتكررة استثمر الوقت في الحفاظ على مشاركة الموظفين الإيجابية. يمكن للاجتماع الأسبوعي أن يقطع شوطاً طويلاً في جعل فريقك يشعر بأن الإدارة تهتم بهم.




 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة