أخلاقيات العمل.. العدل والإنصاف يجعلان من الموظفين "متكاتفين" لتقديم الأفضل


تشملُ أخلاقيات العمل مجموعة السياسات والممارسات التجارية التي تعمل المنظمات الادارية على التصرُّف من خلالها في الأمور التي قد تكون مثيرة للجدل، وغالبًا ما يكونُ القانون هو الموجّهَ الأول لتلك الأخلاقيات.

وقد تكونُ الإرشادات الأساسية التي تعتمدها المنظمة للتعامل فيما بينها وبين الموظفين أو تعامل الموظفين فيما بينهم للحصول على أكبر قدر ممكن من قَبول جمهورها هي اللبِنة الأمّ لتلك الأخلاقيات.

الثقة

تحاول أخلاقيات العمل صنع مستوى معين من الثقة التي تضمن استمرارية العملية التجارية بين الشركة والمستهلك، وبين الشركة والشركات الأخرى المختلفة، وقد بدأ هذا المفهوم بالظهور في فترة الستينات، حيث أصبحت معظم الشركات أكثر حرصًا ودرايةً بمجتمع المستهلك، والذي كان المتأثر الأول بالبيئة التي تحيط به، وبالأسباب الاجتماعية التي تزداد تعقيدًا، ويمكن القول إنّ تلك الفترة كانت فيها القضايا الاجتماعية تأخذ مساحةً من الاهتمام أكثر من أي فترة أخرى، ثم أصبح أكثر تبلورًا أكاديميًا في السبيعنات، ويُلاحظ أن مفهوم أخلاقيات العمل منذ تلك الفترة قد تبلوَرَ بشكل أقرب إلى الاكتمال حيثُ كان من دعائمه وأساسيّاته أن يقوم بالتوفيق بين الشركة والشركات الأخرى، بالإضافة إلى الحفاظ على الفكرة التنافسية التي تجعل الشركة في تقدم مستمرّ.

سلوك

ولذا يمكن القول إنّ اخلاقيات العمل هي مجموعة عامة من المبادئ والمعتقدات التي تحكم سلوك فرد من الأفراد في بيئة معينة عند اتخاذ قرار معين، وتستفيد الشركات من منظومة أخلاقيات العمل على الصعيد القانوني بالنسبة لسير العمل، كما تستفيد منه على صعيد تعزيز صورتها الخارجية بالنسبة للمستهلك والشركات الأخرى، وبذلك يمكن الاستفادة على الصعيد التجاري وعلى الصعيد الخدمي، حتى أصبحتْ تلك المنظومة من الأخلاقيات أشبه بمجموعة قوانين عامة تجعلها المنظمات منتصبةً على اللوائح ليتم التقيّد بها والسير وفقها.

ما هي أخلاقيات العمل؟

تتشعّب أخلاقيات العمل لتشمل عدة جوانب تنطوي تحت الجانب الأخلاقي، ويمكن القول إنّ أخلاقيات العمل لا يمكن إحصاؤها، حيثُ يمكن أن تدخل في أي تفصيل من تفاصيل العمل نفسه، ولا سيما أنها أصبحت مجالًا للدراسة في كثير من الجامعات، ولكن يمكن أن تجتمع معظم مفاهيم أخلاقيات العمل تحت المفاهيم الأساسية التي تتكون منها النقاط الآتية:

1-الثقة المتبادلة: الثقة هي العنصر الأساسي الذي يجعل أي علاقة عمل بين طرفين جديرة بالاستمرار والنجاح، وأهم عنصر من عناصر أخلاقيات العمل أن يمنح المسؤول عن العمل الثقة لموظفيه من خلال التقيّد بالوعود التي يأخذها على نفسه، أو أن يلتزم بالاتفاقيات التي يعقدها مع غيره من الشركات دون مواربة أو لجوء إلى حيلة يقلب بها الموازين، سواء في الإجراءات أم في الاتصالات أم في الاتفاقيات، وينبغي ذلك على الصعيد الداخلي والخارجي، كما ينبغي بالنسبة للموظفين فيما بينهم، ولأي طرف من أطراف العمل، وذلك ينعكس على المستهلك من خلال نظرته الثاقبة، ويستطيع أن يثق بالشركة التي يتعامل معها.

2-الاحترام والإنصاف يجعل الاحترام الموظفين والعملاء أقدر على العطاء، وينعكس الاحترام في التعامل معهم من خلال تقديم التعويض المناسب في حال أي فشل، أو تقديم اعتذار صادق عن أي خطأ قد يرد في حقّهم، لأنّ عدم الاحترام يؤدي إلى ضرر كبير ممكن أن يلحق بمعنوياتهم مما ينعكس على العمل، كما يؤثر على سمعة الشركة التي قد تمنع العملاء عن الانخراط في أعمالها التجارية، ويجعل العدل والإنصاف السلوكيات الأخلاقية تسير بالشكل الأمثل، لأنها الدعائم التي تجعل من الموظفين يدًا واحدة متكاتفة في سبيل تقديم الأفضل.

​​

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة