رائدات الأعمال السعوديات بالمركز الثالث عالميًا وتتفوقن على الأمريكيات والأوروبيات

​حققت المملكة العربية السعودية إنجازًا جديدًا يُضاف إلى سجل إنجازاتها، حيث احتلت المركز الثالث عالميًا في مجال رائدات الأعمال؛ وفقًا للدراسة التي أجرتها "الرابطة العالمية لبحوث ريادة الأعمال" في 43 دولة وإقليمًا، من حيث رائدات الأعمال النساء فيها. وقد حلت المملكة بهذه المرتبة المتقدمة متفوقة على العديد من الدول المتقدمة، كالولايات المتحدة الأمريكية التي جاءت في المركز الرابع، والعديد من الدول الأوروبية. كذلك أشارت الدراسة إلى أنه على عكس الصورة الذهنية لدى البعض؛ فإن معظم البلدان المتقدمة كان معدل رواد الأعمال الذكور فيها أعلى بنسبة 50 إلى 100% من معدل رائدات الأعمال، وهو ما يتناقض مع ما عليه الوضع بدول أخرى، كالمملكة، وعمان، والكويت التي للنساء فيها حصة كبيرة من نشاط ريادة الأعمال.

وذكرت صحيفة "مكة المكرمة" أن الدراسة أشارت إلى تجاوز معدل رائدات الأعمال معدل الذكور في المملكة عام 2020م نحو 17,7% مقابل 17%. وقد جاء ترتيب أعلى 10 دول على مستوى العالم في معدلات رائدات الأعمال، كالتالي: أنجولا بنسبة 51%، وبنما بنسبة 29,1%، والسعودية بنسبة 17,7%، وأمريكا بنسبة 13,6%، وكوريا الجنوبية بنسبة 10,6%، وهولندا بنسبة 9,6%، ومصر 5,4%، وألمانيا بنسبة 4,4%، والهند بنسبة 2,6%، وإيطاليا بنسبة 0,9%.

دعم القيادة الرشيدة ورؤية 2030

ومن الجدير بالذكر أن هذا الإنجاز لرائدات الأعمال السعوديات لم يكن ليتحقق لولا دعم ورعاية قيادتنا الرشيدة-يحفظها الله-والمرتكزات العصرية التي أرستها رؤية المملكة 2030 واهتمامها الكبير بهذا المجال، والوعي بدوره على المستويين الاقتصادي والاجتماعي؛ فقد أورد تقرير إنجازات الرؤية الصادر في شهر أبريل الماضي عن الفترة بين عامي 2016-2020م، فيما يتعلق بريادة الأعمال والاستثمارات، أن رؤية المملكة العربية السعودية 2030 تعمل على خلق وظائف للمستقبل ودعم الابتكار وتعزيز الصادرات، من خلال تقديم الخدمات للمنشآت الصغيرة والمتوسطة التي تعدّ من أهم محركات النمو الاقتصادي، حيث تسعى إلى خلق فرص توظيف مناسبة للمواطنين في جميع أنحاء المملكة، عن طريق دعم ريادة الأعمال وبرامج الخصخصة وجذب الاستثمارات في الصناعات الجديدة.

إضافة إلى ذلك، تُبرز إنجازات رؤية 2030 عن هذه الفترة نمو مشاركة المرأة في المنشآت الصغيرة والمتوسطة؛ حيث أدى استكشاف مجالات جديدة للابتكار، وتمكين رائدات الأعمال من تأسيس وممارسة العمل التجاري دون الحصول على موافقة مسبقة، إلى نمو حصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة المملوكة من قبل النساء، بنسبة 16% (من 22% إلى 38%) وذلك بعد 5 سنوات من بداية رؤية المملكة 2030.

أبرز 6 إنجازات

وقد أوضح تقرير إنجازات الرؤية مبادرات مبتكرة لتعزيز دور المنشآت الصغيرة والمتوسطة، والتي تحققت بموجبها إنجازات عدة أبرزها:

  • ارتفاع أعداد المنشآت الصغيرة والمتوسطة من 447,749 منشأة في عام 2016م إلى 626,669 منشأة في عام 2020م.
  • نمو حصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة المملوكة للنساء بنسبة 16% (من 22% في عام 2016م إلى 38% في عام 2020م).
  • احتلت المملكة الترتيب السابع في مؤشر حالة ريادة الأعمال NECI حسب تقرير GEM.
  • ارتفاع إجمالي حصة المنشآت الصغيرة والمتوسطة من إجمالي القروض التمويلية بنسبة 6,3% (من نسبة 2% في عام 2016م إلى نسبة 8,3% في عام 2020م).
  • تمكين المنشآت الناشئة ومتناهية الصغر من العمل في التجارة الإلكترونية، وذلك من خلال تبسيط وتسريع عملية إنشاء المتاجر الإلكترونية المتكاملة، وقد جرى إنشاء 1,000 متجر إلكتروني، استفاد منها 1,000 من الأفراد وأصحاب المنشآت التجارية، وبلغ إجمالي مبيعاتها أكثر من 64 مليون ريال.
  • المساهمة في رفع المملكة للمرتبة الثالثة على المنطقة في الاستثمار الجريء، والمرتبة 12 على مستوى العالم، حيث لم يكن لها حضور يذكر بين دول العالم سابقًا، إذ أسهمت مبادرة الاستثمار الجريء التي أطلقتها الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة "منشآت" في تقدم المملكة ضمن أبرز المؤشرات الفرعية في تقرير الكتاب السنوي للتنافسية العالمية، خاصة أنها تهدف إلى تحفيز التمويل الرأسمالي للمنشآت الصغيرة والمتوسطة ورياديي الأعمال، وتحقيق عوائد استراتيجية تخدم نمو الاقتصاد في المملكة.

آراء رائدات الأعمال

وقد ربطت رائدات أعمال-بحسب صحيفة "المدينة"-ارتفاع نسبة مشاركة المرأة الاقتصادية في سوق العمل بنسبة 27,5% إلى حرص القيادة الرشيدة ممثلة بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان–يحفظهما الله-على تعظيم الدور التنموي الذي تلعبه المرأة في دعم الاقتصاد الوطني والخطط التنموية الشاملة، وما يحققه ذلك من مكاسب اجتماعية واقتصادية وتنموية للوطن، وهو ما دعا وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية إلى تعزيز مشاركة المرأة القيادية كصانعة قرار وتمكينها من تولي المناصب القيادية.

وكشفت الوزارة عن ارتفاع مؤشر حصة المرأة في سوق العمل (من القوى العاملة) "للربع الأول من عام 2020م"، حيث كان المستهدف هو (24%) فيما حقق المؤشر ارتفاعاً ليبلغ نسبة (27,5)؛ وهو ما يعكس مدى نجاح خطط التوطين والتمكين وارتفاع نسبة الوعي بأهمية مشاركة المرأة في سوق العمل، والدور الذي يحدثه التمكين في المؤشرات الاقتصادية، وأشرن إلى أن احتضان الكيانات الناشئة أتاح لهن فرصة النجاح والانطلاق في سوق العمل.

4 مؤشرات ريادية

وتجدر الإشارة إلى أن هذا المركز المتقدم الذي أحرزته المملكة لم يكن مفاجئًا، وذلك وفقًا لسجل التميز العالمي للمملكة في مجالات عديدة، ولا سيما مجال ريادة الأعمال وتبوء المرأة السعودية مكانة متميزة من خلاله؛ فقد أورد موقع صحيفة "الوطن" تقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال (GEM) عن ريادة الأعمال النسائية في المملكة للعام 2019/2020م، والذي ركز على أن نسبة النساء المشاركات في نشاط ريادة الأعمال في السعودية تخطت نسبة الرجال، وأن أنشطة ريادة الأعمال النسائية القائمة منذ 3 سنوات بلغت نحو 14,7% مقابل 13,4% للرجال، وبلغ متوسط المشاريع التجارية النسائية 70 ألف ريال مقارنة بـ 200 ألف لمشاريع ريادة الأعمال للرجال، فيما تشكل الأسرة المصدر الأول لتمويل مشاريع السيدات. وعلى جانب آخر فإن السعوديات أكثر عرضة للمشاركة في بعض أنشطة الأعمال الرقمية المدفوعة (8,4% مقابل 6,5% من الرجال)، كما أن غالبية النساء والرجال المشاركين يقضون بين 10-40 ساعة شهريًا في هذه الأنشطة.

وقد سلط التقرير الضوء على 4 مؤشرات لريادة الأعمال النسائية، كالتالي:

الأول: الاتجاهات الاجتماعية:

  • 71 % من النساء مقابل 65% من الرجال يعتقدن أن رواد الأعمال لهم مكانة عالية في المملكة.
  • 64% من النساء مقابل 56% من الرجال يعتقدن أن رواد الأعمال يتلقون بشكل متكرر اهتمامًا إعلاميًا إيجابيًا.
  • 42% من نصف النساء مقابل (37% من الرجال) يرين أنه من السهل بدء عمل تجاري.
  • 63% من النساء مقابل (58% من الرجال) يؤمنَّ بأن ريادة الأعمال تمثل اختيارًا مهنيًا جيدًا.
  • 70% من النساء مقابل (64% من الرجال) يدركن فرص تنظيم المشاريع والفرص الاستثمارية من حولهم.
  • 15% من النساء ممن في سن العمل مقابل (13% من الرجال) يبدأن أو يديرن نشاطًا تجاريًا منذ أقل من ثلاث سنوات ونصف.

الثاني: دوافع النساء لبدء أعمالهن التجارية:

  • 69% بدأن لأن الوظائف كانت قليلة.
  • 56% منهن كن متحمسات لكسب دخل مرتفع.
  • 44% من النساء بدأن أعمالهن التجارية لإحداث تغيير مجتمعي فارق في العالم.
  • 35% أرجعن سبب بدء العمل التجاري لظروف أسرية.

الثالث: مجالات الأنشطة النسائية التجارية:

  • 76% في قطاع المستهلكين.
  • 16% قطاع الصناعات التحويلية.
  • 7% خدمات الأعمال.
  • 1% القطاعات الاستخراجية.

الرابع: رائدات الأعمال والتقنية:

  • 88% من الأعمال التي بدأتها النساء لم تكن مبتكرة.
  • 87% من رائدات الأعمال لم يستخدمن مستجدات التقنية في بدء أعمالهن، ونفس النسبة للرجال أيضًا.
  • 26% من رائدات الأعمال قمن بأعمال تجارية دولية.

 

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة