طعامك سر نجاحك وتميزك في العمل

مَن منا لا يحب الطعام ولا يستمتع بتناوله؟ وهل فكرت يومًا أن هذا الطعام ربما يكون سر تميزك وإبداعك الوظيفي وزيادة دخلك مقارنة بزملائك في العمل؟ هذا الأمر قد يبدو غريبًا، لكننا إن أمعنا النظر فيه سنكتشف أنه حقيقي، بل وأصبح من التوجهات المهمة والحديثة في عالم الإدارة والأعمال؛ ذلك إذا أردنا أن نحقق الحسنيين وهما: متعة العمل، والنجاح التميز في أعمالنا ومهامنا الوظيفية بكل أريحية. فالطعام ربما يكون خير معين على أداء أعمالنا بنجاح إذا كان تناوله مع المشروبات يمنحنا الحيوية والنشاط ويبعدنا عن التوتر ويجعلنا في صحة جسمانية وعقلية ونفسية جيدة. كذلك ربما يكون خير معلم نتعلم من طرق إعداده الكثير من المهارات الوظيفية التي تحقق لنا النجاح والإبداع في أماكن عملنا. في هذا التقرير نصحبكم لعالم بعض الأطعمة والمشروبات التي يرى الخبراء والباحثون أنها تعد سر نجاحنا وتميزنا وربما إبداعنا في أعمالنا.

الطاقة والسريعة

نادرًا ما نربط بين طعامنا وبين الأداء في مكان العمل، لكن العلم يخبرنا الآن أن ما نأكله له تأثير كبير على أدائنا الوظيفي، وهو الأمر الذي يذكره لنا بالتفصيل "مات مايبيري" في مقاله المفصل بموقع "Entrepreneur Middle East"، موضحًا أن ما نتناوله من أطعمة في أماكن أعمالنا وغيرها؛ يمكن أن يكون فارقًا في أدائنا المعرفي ومستويات الطاقة وقدرتنا على اتخاذ القرارات الحاسمة. فاختياراتنا الغذائية في النهاية تؤثر على نجاحنا في أماكن أعمالنا. فتناولك الطعام بشكل صحيح يحقق أقصى استفادة من يومك والبقاء حاضرًا خلال الاجتماعات الطويلة والمواقف المجهِدة. كذلك فإن العروض التقديمية في قاعة الاجتماعات والمفاوضات التي نبذل فيها جهودًا كبيرة والتفاعلات مع العملاء، وغيرها تتطلب تركيزًا شديدًا وقوة ذهنية، حيث يساعد الطعام على تغذية مهارات التعلم والذاكرة والمهام المعرفية الأخرى. وعلى صعيد متصل تؤثر الأنظمة الغذائية المليئة بمشروبات الطاقة والوجبات السريعة والسكر سلبًا على أمزجة الموظفين وتعلُمهم وذاكرة كل منهم، في حين أن الأنظمة الغذائية المليئة بالفواكه والخضروات والمكسرات والبذور يمكن أن تعزز تركيزهم وتوقعاتهم.

القهوة والسعادة

هناك العديد من الأطعمة والمشروبات التي تساعدنا في أداء أعمالنا بنجاح وتحافظ على تركيزنا وتقينا من التوتر وتعمل على تحسين صحة الدماغ وصحتنا البدنية والنفسية، والتي ندعوكم لتناولها في مكان العمل؛ لكن بلا إفراط ووفق مقتضيات الحالة الصحية لكل منا.

نستهل حديثنا باحتساء القهوة التي تثير الجدل حول أضرارها وفوائدها بشكل عام، إلا أن هذا الجدل يتلاشى حال تناولنا إياها بلا إفراط-كما ذكرنا-في مكان العمل. هذا ما أورده موقع "ProofHub" أن الأشخاص الذين يحتسون القهوة يكونون أكثر سعادة ويحققون نجاحًا في العمل أكثر من الأشخاص الذين يفضلون الشاي، ووفقًا لما تذكره "كاترينا ويب"-مديرة فئة Nescafe Alegria-التي كلفت بإجراء هذه الدراسة، فإنه من المثير للاهتمام أن نرى الذين يفضلون شرب القهوة يكسبون 2000 جنيه إسترليني سنويًا أكثر من أولئك الذين يشربون الشاي. وتؤكد "كاترينا" أن من يحتسون القهوة يستمتعون في المكتب، بينما يعتبر شاربو الشاي أنفسهم أكثر متعة خارج بيئة المكتب. وتشير أيضًا إلى أن استهلاك القهوة يؤثر بشكل إيجابي في تحسين الإنتاجية، لذلك قد يكون هذا سببًا وراء المزيد من النجاح لشاربي القهوة.

الكولين

وغالبًا ما يشار إلى البيض أنه من بين قائمة "أفضل الأغذية"؛ فهو يحتوي على العناصر الغذائية القوية التي تعمل على تعزيز صحة الدماغ وتحسين الأداء. كذلك يحتوي البيض على كل ما تحتاجه أجسامنا، وهو مصدر غني للكولين ذلك العنصر الغذائي الأساسي لأجسامنا؛ وهو ما أكدته دراسة أجريت في كلية الطب بجامعة بوسطن الأمريكية، والتي كشفت عن ارتباط تناول نظام غذائي غني بالكولين بذاكرة أكثر حدة ويساعد في تطوير أدائنا أعمالنا بشكل أفضل؛ فالبيض مصدر كبير لمادة الكولين. ووفقًا لقاعدة بيانات تابعة لوزارة الزراعة الأمريكية، تحتوي بيضة واحدة مسلوقة جيدًا على ما يقرب من 1,11 ميكروغرام من فيتامين ب 12، وهي كمية تعادل 18,5% من احتياجات الجسم اليومية من هذا الفيتامين.

ويذكر موقع "WebTeb" أن الكولين هو عنصر غذائي يشبه إلى حد كبير فيتامينات المجموعة ب، وينتجه الكبد، لكن ربما بكميات غير كافية. ومن أبرز مصادر الكولين: بعض أنواع اللحوم والمأكولات البحرية، وبعض أنواع الخضروات، كالبروكلي، وبعض أنواع البقوليات، كالحمص، وبعض الأغذية والمشروبات الأخرى، كالمكسرات، والفطر، وحليب الماعز. وتجدر الإشارة إلى أنه من فوائد الكولين أيضًا تحسين صحة الكبد، وتحسين صحة الجهاز العصبي، وخفض فرص الإصابة بالزهايمر، والحفاظ على صحة القلب.

4 مهارات وظيفية

بعكس النظرة النمطية السائدة أن المطبخ وإعداد الطعام والمشروبات حكر على المرأة، ولا سيما في مجتمعاتنا العربية، فإن العديد من الخبراء والدراسات تؤكد أن طرق وإجراءات إعداد الطعام تؤثر بشكل إيجابي في تنمية المهارات الوظيفية وتحسين الأداء الوظيفي في بيئة العمل. هذا ما أشار إليه موقع "The Potentiality" الذي يرشد الموظفين إلى ضرورة تنمية مهاراتهم الوظيفية وتعلم دروس إدارية من طرق إعداد الطعام المختلفة، كالتالي:

  • التخطيط والدقة: إذا أراد أحد الموظفين إعداد أطعمة جيدة واصطحابها معه إلى مكان عمله؛ فمن المؤكد أنه سيقوم بالتخطيط لشراء مكوناتها، ويراعي الدقة في إعداد وخلط هذه المكونات حتى يحصل على أطعمة لذيذة. وهذا بالضبط ما يحتاجه كل منا خلال مسيرته الوظيفية وفي أدائه مهامه الوظيفية بنجاح؛ إذ لا بد من أن يتحلى بمهارة الإعداد الجيد والتخطيط.
  • امتلاك أدوات الإنجاز: يحرص كل منا على أن يعد أطعمة كثيرة، خاصة في المناسبات، والتي تتطلب مجهودًا كبيرًا، وأن يكون شكلها ومذاقها كأفضل ما يكون؛ وهو ما لن يتحقق دون وجود أدوات مناسبة تستطيع استخدامها بشكل متمكن. وهو الأمر الذي ينطبق على عالم الأعمال والإدارة؛ فكي تنجز مهامك الوظيفية بإتقان؛ يجب عليك أن تمتلك الأدوات التي تسهٍل عليك أداء هذه المهام، كالكمبيوتر.
  • طريقة التقديم: يهتم كل منا بطريقة تقديم الطعام التي تنعكس على استقبالنا واستقبال الناس له. فإن أتقنت طريقة وشكل تقديم الطعام؛ فربما يمكنك أن تصبح ماهرًا في طرح أفكارك على رؤسائك في العمل، أو على العملاء، وبحيث تستطيع توجيههم إلى أفضل ما تقدمه جهة عملك.
  • ابحث عن التميز والإبداع: لكل منا طريقته الخاصة أو الـ"ستايل" الخاص به في تحضير الطعام، والذي بمجرد تناوله يمكن معرفة من قام بطهوه، وهو ما يؤكد أنه بارع في إعداده وطهوه. وهذا ما يمكننا اكتسابه كمهارة مهمة في أداء أعمالنا؛ فيجب أن يتحدث عنك عملك، ويدرك من خلاله زملائك، وعملائك، ورؤسائك أنك أنت الإنسان المتميز والمبدع الذي قام بإنجازه، ولا أحد غيرك.

​ 

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة