دور المنظمات في إدارة ضغوطات العمل

تشكل الضغوط جزءًا لا يتجزأ من حياة كل فرد في المجتمع، وتأتي ضغوطات العمل مقترنةً بالضغوطات العائلية كأكبر مصدرين للضغوط في حياة الأشخاص. فيما يخص العمل، هناك عدة بواعث ومسببات للضغوط على الموظفين يمكن تصنيفها حسب الآتي: مصادر ضغوطات ذات علاقة بالموظف، مصادر ذات علاقة بالوظيفة، ومصادر ذات علاقة بالمنظمة.

يكاد يستحيل على الفرد منًا أن يخلق حاجزًا نفسيًا يفصل بين حياته خارج العمل وداخل العمل؛ ولذلك تترك الضغوطات الشخصية والعائلية، مثل وفاة قريب، أو صديق، أو الامراض التي تصيب الفرد أو أحد أفراد عائلته، أو غيرها، أثرها على نفسية الموظف وأدائه داخل العمل. فيما قد تشمل ضغوطات العمل ذات العلاقة بالموظف أمورًا ليس لها علاقة بالعمل لكنها تستجلب تأثيرها السلبي على حياة الفرد الوظيفية. تختص الضغوط ذات العلاقة بالوظيفية بأمور لها علاقة مباشرة بعمل الموظف، مثل مكان العمل، وعلاقته مع زملائه ومديره، وصعوبة أو تعقيد العمل. ولا تقتصر مصادر الضغوط على ذلك، بل تسبب غياب الشفافية، والتغييرات المفاجئة، والصراعات التنظيمية؛ ضغوطات لا يقل تأثيرها على الموظف عن أنواع الضغوطات الأخرى.

ولأن ضغوطات العمل تؤثر على أداء وانتاجية الموظف؛ تأخذ المنظمات والقيادات الناجحة في اعتبارها مسألة معالجة الضغوط التي تصيب الموظفين. وتعتبر إدارة الضغوط أو التعامل مع ضغوطات العمل التي تصيب الموظفين محط اهتمام إدارات الموارد البشرية التي تهدف إلى بناء وضمان بيئة عمل تحقق لموظفيها الرخاء وتمنحهم فرص النجاح والمنافسة. بدايةً من تحليل وتوصيف الوظائف، ومرورًا بخلق ثقافة تنظيمية فعّالة، ونهايةً بتوفير فرص الدعم المعنوي والنفسي للموظفين. ويمكن للمنظمات المساهمة الحقيقية في تخفيف الضغوط أو حتى الحول دون نشوئها. ويعتبر توفير برامج رعاية متخصصة تعرف بـ "Wellness Programs" التي تهدف لتحسين مستوى العافية والرفاه للموظفين أحد الممارسات التنظيمية الشائعة للتعامل مع ضغوط العمل.​​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة