الجدولة وإدارتها في المشروعات

​​

في إدارة المشروعات توجد عشرة جوانب معرفية يتم مراعاتها عند إدارة المشروع، لكل جانب منها عملياته التي تتوزع على مراحل المشروع، ولكل جانب خطة تُكوٍن جزءًا من خطة المشروع. ومن هذه الجوانب "إدارة وقت المشروع" أو "إدارة جدولة المشروع"، التي تتكون من عدة عمليات تتم أغلبها في مرحلة التخطيط. ونظراً لأهمية جدولة المشروع؛ فقد خصص معهد إدارة المشروعات الأمريكي شهادة احترافية مستقلة لها.

وتُمثًل الأنشطة في المشروع طبقًا للعلاقات الموجودة بينها على المخطط الشبكي، على شكل مستطيلات بينها أسهم تمثل العلاقة بين النشاط والذي يليه. والتبعية في هذه الأنشطة إما أن تكون إلزامية أو اختيارية، وفي كلتا الحالتين يقرر فريق إدارة المشروع أي التوابع تكون إلزامية وأيُّها تكون اختيارية أثناء عملية تسلسل الأنشطة.

ويتكون المخطط الشبكي للمشروع من عدة مسارات، أطولها زمنيًّا يُسمى "المسار الحرج"، وهو المسار الذي يربط بين الأنشطة الحرجة، وهو يبدأ من بداية المشروع وينتهي عند نهايته. فلو حدث به تأخير أثناء تنفيذ أحد أنشطته؛ فإنه يؤدي إلى تأخير المشروع كله بنفس المقدار. فلا يوجد أي هامش زمني للمناورة في تنفيذ أي نشاط؛ بسبب عدم وجود فائض زمني في أي نشاط. ومن هنا، يجب على مدير المشروع مراقبة "المسار الحرج" بشكل أكبر من المسارات الأخرى، ويحرص على تنفيذ أنشطته في مواعيدها. ويمكن أن يكون في المشروع أكثر من "مسار حرج". وكلما زاد عدد المسارات الحرجة؛ ارتفعت نسبة المخاطرة في المشروع.

وتُحسب المدة المتوقعة لأي نشاط باستخدام أسلوب تقييم ومراجعة المشروع (بيرت)، فهو يعتمد على ثلاث قيم تقديرية (متفائلة، وأكثر احتمالًا، ومتشائمة)، فنضيف قيمة الوقت المتفائل إلى أربعة أضعاف قيمة الوقت الأكثر احتمالًا، ونضيف عليهما قيمة الوقت المتشائم، ثم نقسم على ستة (وفقًا لعدد القيم في البسط)، فهو شبيه بحساب المتوسط الحسابي لستة أعداد.

ويمكن تقصير مدة المشروع (إما لكونه متأخرًا عن الخطة، أو لأن العميل طلب ذلك، أو لأن هناك فرصة يمكن استغلالها، أو لأي سبب آخر) بإحدى طريقتين، مع مراعاة التبعية بين الأنشطة. أولاهما تُسمى "ضغط زمن المشروع"، وهي زيادة موارد إضافية أو استخدام الموارد نفسها لساعات عمل إضافية لإنهاء النشاط في وقت أقل؛ ويُودي ذلك إلى زيادة في التكاليف، فيكون الوقت مقابل القيمة. والأخرى تُسمى "التتبع السريع"، وهي المخاطرة بتنفيذ أنشطة بشكلٍ متوازٍ، وهي في الأساس تعتمد بعضها على بعض، فيكون الوقت في مقابل زيادة المخاطر.

وتُعتبر إدارة الجدولة من الأمور المهمة التي يجب أن يراعيها مدير المشروع؛ لأن أغلب مشكلات المشروعات تكمن في التأخير في إنهائها لعدم تحري الدقة في تقدير الوقت الكافي لإنجاز الأنشطة، فمن أكبر أسباب تأخر المشروعات التقدير الضعيف للأنشطة في مرحلة التخطيط. وفي مسح قامت به شركة "برايس ووتر هاوس كوبرز"، شمل 10640 مشروعًا لـ 200 شركة من 30 دولة في مختلف الصناعات، اتضح أن ما نسبته 2.5٪ فقط من تلك الشركات أكملت مشروعاتها في الوقت المحدد. وأكدت دراسة لمجلة "هارفارد بزنس ريفيو" على أن واحدًا من كل ستة مشروعات لتكنولوجيا المعلومات تجاوز التكلفة بنسبة 200٪ وتجاوز الزمن بحوالي 70٪. ​


 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة