هل يفضل الموظفون العمل الجماعي أم الفردي؟


عبيد الهذال: العمل الجماعي يزيد خبرات الموظفين وجميع تجاربي ناجحة

عبدالرحمن الفايز: العمل ضمن فريق يتميز بتبادل المعلومات وتطوير المهارات

فهد السحيمي: توزيع المهام بشكل مناسب بين أعضاء الفريق ضروري

على الدريويش: الأعمال التي تتطلب جهداً أكبر ووقتاً أطول تتطلب تشكيل فريق عمل

معتز الضويحر: التقارب الفكري يلغي مشكلات غياب التكافؤ العلمي بين أعضاء الفريق 

 

​"أيهما تفضل أكثر: العمل الفردي أم الجماعي؟"، فكثيراً ما تطفو هذه الجدلية من وقت لآخر وتفرض نفسها وبقوة في عالم الإدارة، ويحتدم النقاش حولها. فأحياناً يفضل بعض الموظفين العمل بمفردهم، بينما يفضل آخرون العمل ضمن فريق. وبين الفريقين كثير من وجهات النظر والآراء الصحيحة، ولكن يتبقى الفيصل النهائي في تقرير ذلك هو طبيعة العمل نفسه والأهداف العامة للمنظمة.

 

3 أنواع

قبل الحديث عن تفضيل الموظفين للعمل الفردي أو العمل الجماعي، من المهم الاقتراب أكثر من طبيعة العمل الجماعي، وأنواعه، والمهارات المطلوبة لتنفيذه بنجاح وفعالية؛ كي يخدم المنظمة في النهاية.

ونلفت في مستهل هذا التحقيق إلى أن فرق العمل تتنوع، وفقاً لما يذكره الموقع السعودي المتخصص "ولاء بلس" إلى الأنواع التالية:

  • فرق المشروع: والمعروفة أيضا أنها فرق زمنية محدودة والتي يتم تنظيمها أساساً لإنجاز المهام.
  • الفرق الدائمة: والمعروفة أيضا أنها المسؤولة ضمن الوحدات التنظيمية الحالية.
  • فرق متعددة الوظائف: هي فرق مكونة من أشخاص من مختلف المجالات الوظيفية داخل المنظمة، على سبيل المثال التسويق، والهندسة، والمبيعات، والموارد البشرية. وتتخذ هذه الفرق أشكالًا متعددة، لكن غالبًا ما يتم إعدادها كمجموعات عمل مصممة لاتخاذ قرارات بمستوى أقل من تلك المعتادة في منظمة معينة.

5 مهارات

وتوجد العديد من المهارات المطلوبة للعمل في فريق، يعرضها الموقع الإداري المتخصص (Eddarabia.com) على النحو التالي:

  • مهارات التواصل: وتعني معرفة كيفية التواصل مع مختلف الأشخاص وقبول أفكارهم وآرائهم وكيفية طرح أفكار ووجهات نظر معينة وتوضيحها لهم.
  • مهارات الاحترام: فلابد من التعامل باحترام مع بقية أعضاء فريق العمل، وهي من أنسب المهارات الشخصية التي يجب أن يكتسبها الموظف؛ كي ينجح في العمل ضمن الفريق ويكسب احترام الزملاء.
  • مهارات التعاون: وتعني القابلية للمساعدة والتفكير في الصالح العام للمنظمة وقدرة الإنتاج وليس المصلحة الفردية.
  • مهارات المنافسة: وهي المنافسة الشريفة التي تخلق أجواء ممتعة في العمل وتساعد في تحقيق نتائج أفضل.
  • مهارات الإبداع: التفكير في كيف أن تكون مميزاً عن غيرك من خلال نظرتك لأبعاد أخرى في العمل تجعل لك رأي خاص بك.

اعتبارات مهمة

تعد جهة الإدارة هي المسؤولة عن تحديد طبيعة العمل وأداء المهام، وهل سيتم إنجاز المهام من خلال العمل الفردي أم الجماعي، ويشير د.محمد الفاتح في كتابه بعنوان: "إدارة الموارد البشرية" إلى أن جهة الإدارة هي التي ستجيب عن السؤال: هل سيتم التركيز على الأداء الفردي أم الجماعي؟  وفي حالة التركيز على الأداء الفردي، أي معايير الأداء الفردي سوف تحظى بالاهتمام؟ وكذلك في حالة العمل الجماعي.

ويؤكد حسين موسى راغب في كتابه المعنون: "مدى فاعلية نظام تقويم أداء العاملين بالبنوك الإسلامية" على أنه من المفضل التركيز على الأداء الفردي؛ عندما تسمح طبيعة العمل بقيام كل فرد بعمله بمعزل عن الآخرين دون أن يؤثر ذلك على عامل الكفاءة، مثل وظائف مندوبي المبيعات، في حين يكون من المفضل الأخذ بأسلوب الأداء الجماعي جزئياً-أي جنباً إلى جنب مع أسلوب الأداء الفردي-وذلك عندما تكون مخرجات أداء العاملين تعتبر مدخلات لازمة لأداء بعض العاملين الآخرين، كما هو الشأن في وظائف العاملين على خطوط الإنتاج أو العاملين في أقسام الحسابات وشئون العاملين، كما يكون من الأفضل الأخذ بأسلوب الأداء الجماعي بصفة كلية عندما تقتضي طبيعة العمل التعاون الكامل بين العاملين، بحيث يصعب فصل أداء الفرد عن أداء الجماعة كما هو الحال في بعض الأعمال التي تكون مخرجات الأداء لكل مجموعة من العاملين تمثل مدخلات للمجموعة أو المجموعات الأخرى.

الهدف العام

وسواء تم تحديد العمل الفردي أو العمل الجماعي، فينبغي ملاحظة أنّ العمل بمنظوره العام، ما هو إلا آلية جهود لتحقيق هدف معين، وقد تختلف هذه الجهود في تصنيفها، هل هي جهود فردية أم جماعية، وهل العمل الفردي هو الأكثر نجاحاً أم العمل الجماعي؟  حيث يوضح موقع "سيدتي" أن ما يجب أخذه بعين الاعتبار، أنّ العمل لن تتحقق ثمراته عن طريق شخص واحد دون مساعدات مهما كانت بسيطةً، وأنّ العمل الجماعي سوف يفشل في حال حاول شخص نسبة العمل والنجاح لنفسه فقط. إنّ العمل الفردي من الممكن أن يكون ناجحاً ليس على حسب حجم المشروع وتكاليفه ولكن حسب تحديد الفكرة غير المألوفة، أي صاحب الفكرة له طريقة تنفيذ عمل خاصة تؤدي وظائف المشروع بشكل صحيح، وقد يمتلك مهارات عديدة يستفيد منها بشكل قوي، مثل: مهارات التسويق والتواصل والإقناع.

 ويؤكد الموقع على أن أكثر شيء يكتسبه الإنسان من العمل الفردي وضغوط العمل، هو اكتساب الخبرة والتعلم من التجارب الأخرى، والفشل في مشروع عمل فردي لا يعني نهاية النجاح؛ والشيء الذي نستفيد منه هو تحويل الهدف إلى هدف آخر بتضافر مجموعة من الأفكار لتشكيل نواة لعمل جماعي، وخاصةً إذا تم توظيف قدرات هؤلاء الأفراد في شيء يختلف عن الشيء الذي قام به الشخص صاحب العمل الفردي.  أما بالنسبة للعمل الجماعي؛ فالبعض يعرفه على أنه «مجموعة من الأفراد يعملون مع بعضهم لأجل تحقيق أهداف محددة ومشتركة»، والبعض يعرف هذا العمل على أنه «مجموعة من الأفراد يتميزون بوجود مهارات متكاملة فيما بينهم، وأفراد الفريق تجمعهم أهداف مشتركة وغرض واحد، بالإضافة إلى وجود مدخل مشترك للعمل فيما بينهم وتحقيق النجاح المنشود».

 ويشير الموقع إلى أنّ الفرد هو العنصر الأساسي في بناء المجتمع، ويكتمل دوره الحقيقي من خلال التعاون مع بقية أفراد المجتمع، والعمل الجماعي يحتاج إلى تحقيق التوازن بين الروح الفردية، والروح الجماعية عن طريق التربية المتوازنة التي لا تحيل أعمال الناس الفردية إلى أصفار، وأيضاً لا تنمي فيهم الفردية الجامحة التي تتبدل شيئاً فشيئاً إلى التخلي عن روح العمل الجماعي؛ بل يجب توفر المناخ المناسب مع اختيار أساليب العمل، التي تحول دون التسلط وتنمية المبادرة الذاتية، وترسيخ مبدأ الفريق الجماعي.

الجماعي أفضل

وقد التقينا مجموعة من الموظفين لسؤالهم عن تفضيلاتهم للعمل الفردي أو الجماعي وسبب هذا التفضيل. فيستهل عبيد خشان الهذال-المفتش المالي-حديثه معنا بالتأكيد على أنه يفضل العمل ضمن فريق؛ لأنه يمثل العمل بروح الفريق الواحد وهذا له تأثير على الاستفادة من خبرة الآخرين والاستفادة من الرأي الآخر الذي يكون له فوائد مستقبلية إيجابية على مسار العمل، ويشير عبيد الهذال إلى أن جميع تجاربه السابقة في العمل الجماعي كانت ناجحة وأنه لم يواجه أية تجارب سيئة في العمل ضمن الفريق الواحد.

ويشير عبدالرحمن بن خالد الفايز، من منسوبي وزارة الدفاع، أنه يفضل أيضاً العمل الجماعي؛ لأن العمل ضمن فريق يتميز بتبادل المعلومات ومشاركتها وتنمية وتطوير الذهن والمهارة ويولد روح المشاركة الفعالة.

من جانبه، يرى فهد مرزوق السحيمي، أخصائي تطوير بهيئة تطوير منطقة المدينة المنورة، أن العمل الجماعي له الأولوية عنده؛ نظراً لفوائده الكثيرة وأهمها العصف الذهني وطرح حلول كثيرة للمشكلات، خاصة عند تحديد وتوزيع المهام بشكل مناسب بين أعضاء فريق العمل، كما أنه يضيف أفكاراً جديدة ويتيح الاستفادة من خبرات الآخرين.

سلبيات وتجارب سيئة

ويؤكد على عبدالله الدريويش، المراجع المالي في الهيئة العامة للطيران المدني، أن سبب تفضيله للعمل ضمن فريق أنه يضيف لمعارف أعضاء الفريق ويتميز بمشاركة الجهد والإنتاجية النهائية، ويشير الدريويش إلى أن العمل الجماعي أفضل من العمل الفردي ويحقق الهدف في توقيت قياسي وخصوصاً في الأعمال المكثفة والتي تتطلب جهد أكبر ووقت أطول.

ويقول الدريويش أنه واجه تجارب سيئة في العمل الجماعي، وأن من سلبيات العمل الجماعي التقسيم غير المنطقي للمهام كإعطاء فرد من الفريق مهمة في غير تخصصه أو مجال عمله إلى جانب تضارب وجهات النظر في بعض الأحيان؛ مما ينعكس على بطء وتيرة العمل وقد يعيق الإنتاجية، لكن على الدريويش يؤكد أن إيجابيات العمل الجماعي أكثر من مساوئه.

ويرى معتز عبدالله الضويحر، المراجع الداخلي بإدارة تعليم الجوف، أنه يفضل العمل الجماعي؛ لتميزه بالتوفيق من الله سبحانه وتعالى، إلى جانب دوره الفعال في نشر المعرفة وتبادل الخبرات وتحفيز بعض الموظفين. ويشير الضويحر إلى مواجهته بعض التجارب السيئة في العمل الجماعي؛ بسبب عدم التكافؤ بين أعضاء الفريق من الناحية العلمية، لكن ذلك تتم مواجهته من خلال محاولات التقارب الفكري.

​​​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة