الموظف غير المتعاون..عبء على فريق العمل
  • محمد عبدالله العريض: لابد من دراسة أحوال الزملاء غير المتعاونين أو من يتعمدون مضايقة زملاءهم في العمل
  • فواز عياد الرشيدي: توجيه الزملاء إلى الممارسات الصحيحة في التعامل مع زملائهم يخدم المصلحة العامة للعمل
  • عبدالله ناصر أبو سرهد: اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الموظفين غير المتعاونين آخر الحلول الممكنة
  • عبدالعزيز الخضيري: الموظفون اصحاب المشاكل في العمل يخلقون حاجز نفسي بين الزملاء

 

رغم أهمية فريق العمل؛ إلا أنه كثيراً ما نلاحظ أن هذا الفريق يهدد انسجامه وجود زميل أو بعض زملاء غير متعاونين أو يتعمدون مضايقة زملاءهم وإثارة المشكلات من وقت لآخر، وحفاظاً على مصلحة العمل من تهديدات هذه المشكلات الجانبية بين الموظفين؛ فإن هناك مهارات ينبغي على الموظفين التحلي بها للتعامل مع هذه النوعية من الأفراد. في هذا التحقيق نتعرف على أهم هذه المهارات.

​5 شخصيات

إن وجود الفرد وسط فريق عمل هو أمر إيجابي، فعلاوة على أنه يساعد على إتمام العمل، وإنجاز المهام ويكسب الفرد العديد من المهارات، فهو أيضاً يسهم في إعطاء الفرد عدة حلول لمواجهة أية مشكلات طارئة. ويطرح "موقع سيدتي" أهمية التعاون بين أعضاء فريق العمل؛ حيث يؤكد الموقع أنه في الوقت الذي يعتقد فيه الكثير من الموظفين أن التعاون ضمن فريق عمل هو أمر في غاية الأهمية، لكن القليل من الموظفين هم القادرون على التواصل مع فريق عملهم. وهذا ما يجعل عدداً لا بأس به من الموظفين يشكل عبئاً على الفريق أكثر من كونه داعماً له، بل وقد يكونون سبباً في عرقلة العمل وتباطؤ أداء الفرد.

ويقدم الموقع 5 أنواع من الشخصيات غير المتعاونة وكيفية التصرف معها، وهي:

  • الشخص الذي يعطي وعوداً دون أن يحققها: يعتاد الأشخاص على تقديم الوعود أكثر من تنفيذها. وهم وإن كان لديهم نوايا للإيفاء بوعودهم، ولكن قدراتهم لا تسمح لهم فعلياً بالتنفيذ. وبمعرفة حدود قدراتهم لن يصيب الفرد شعوراً بالإحباط عندما يحصل على أقل مما هو متوقع؛ لذا خفض سقف توقعاتك منهم وامنحهم المهام التي تدرك أنهم قادرون على تنفيذها.
  • الشخصية غير المشاركة: ستجد بين أعضاء فريقك من يتحاشى تسلم أية مسؤولية؛ طالما أن هناك من يحلّ مكانه، ستتعجب من أن طريقة تحفيز هؤلاء هي في إعطائهم هذه المسؤولية التي يتحاشونها، وأن إسناد أدوار قيادية لهم ستجعلهم في مواجهة المهام وإيفائها بالشكل الملائم؛ وبالتالي تنفيذها وفقاً للمطلوب. لكن إياك أن تترك لهم الدفة ليقودوا وحدهم، عليك أن تضعهم تحت المراقبة للتأكد أنهم يقومون بذلك بالشكل السليم. 
  • الشخص الذي يحب احتكار كل المهام لنفسه: ستفاجأ أن هناك شخصاً في الفريق أو أكثر يحبون أن يحتكروا كل المهام لأنفسهم؛ لأنهم دائماً يسعون لكسب الجوائز ولأن يكونوا محط الاهتمام؛ الأمر الذي لن يجعل الإنجاز يتحقق بما هو ملائم، وفيما إذا حدثت أخطاء؛ لن يتحملّ هؤلاء الأشخاص اللوم، وسيكونون قد ضيعوا الفرصة على بقية الفريق في إنجاز المهام كما ينبغي. هؤلاء عليك أن تسيطر على حجم الأعمال التي توكل لهم بما يتلاءم مع قدراتهم، وأن تكون حريصاً على أنهم سيتمونه كما ينبغي.
  • الشخص المتذمر: لا شيء يفسد العمل مثل وجود شخص يشكو طوال الوقت من حجمه أو طبيعته أو من الأشخاص المحيطين به. هؤلاء الأشخاص يسممون الفريق بسلوكياتهم وبالأجواء المتوترة التي قد تؤثر على روح الفريق. وللتعامل مع هذه الشخصيات، فالحل الوحيد هو أن تعطيهم المزيد من المسؤوليات والمهام؛ حتى لا يكون لديهم الوقت لإمضائه في التذمر والشكوى، وإضاعة وقت الآخرين.
  • الشخص الذي لا يأخذ مشورته إلا من رأسه: ستجد في الفريق شخصيات ترفض الانصياع للأوامر، وتتخذ قرارها من نفسها دون الأخذ في الاعتبار المصالح الأخرى أو الهدف الرئيسي الذي تسعى المجموعة بأكملها لتحقيقه؛ لذا فالأسلم في التعامل مع هؤلاء الأشخاص هو أن تعيّنهم للعمل على جزء من كل مشروع، بحيث لا ينفردون باتخاذ القرارات وحدهم ويكونون مضطرين دائماً للعمل مع الآخرين، كما يجب تجنب إدماجهم في جلسات العصف الذهني؛ حتى لا يتسببوا في تشتت الفريق، وتأكد أنهم الأفضل في العمل وحدهم.

        8 مهارات

وقد يواجه الموظف في مقر عمله أشخاصاً يصعب التعامل معهم، وبدلاً من اتخاذ قرارات عنيفة؛ يمكن أن يزود الفرد نفسه بالمهارات اللازمة للتعامل معهم، وقد نقلت صحيفة "مكة المكرمة" عن موقع "Business Insider" 8 مهارات يمكن تطبيقها، وهي:

  • كن هادئاً، فعندما يرى الشخص الذي تتعامل معه هدوءك رغم كل ما يفعله ستبدأ في جذب انتباهه.
  • افهم نوايا الشخص وحاول تحديد الأسباب وراء تصرفه بهذه الطريقة، وما الذي يجعله يتصرف بهذه الطريقة؟ وكيف يمكنك المساعدة في تلبية احتياجاته وحلها؟
  • استمع إلى وجهات نظر الآخرين، فقد يكون أصدقاؤك واجهوا حالات مماثلة، وبرؤيتهم للمشكلة من زاوية مختلفة قد تجد منهم نصائح ذهبية.
  • دع الشخص يعرف نيتك، فالسماح له بفهم الأسباب وراء أفعالك والخلفية الكاملة لما يحدث سيمكنهم من التعاطف مع وضعك.
  • ابن علاقة معهم، فمن خلال التواصل معهم على المستوى الشخصي بالخروج لتناول الغداء مثلا ستعزز علاقة قوية وتتعرف عليه كشخص وليس مجرد زميل.
  • تعامل باحترام، فلا أحد يحب أن يعامل كما لو كان غبيا أو غير كفء. وكما تقول القاعدة الذهبية "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك".
  • تجاهل، قد يكون هذا أفضل حل إذا ما زال الشخص غير متعاون بعد تجربة كل ما سبق، فقط قم بمهامك اليومية ولا تواجهه إلا عند الحاجة.
  • اصعد إلى سلطة أعلى لاتخاذ قرار، فقد تكون البطاقة الرابحة هي اللجوء إلى مديرك ولا يجب استخدامها إلا بعد استنفاد وسائلك بالكامل، فأنت لا تريد أن يعتقد مديرك بأنك غير قادر على حل مشكلاتك الخاصة.

9 نصائح

كما توجد العديد من النصائح التي ينبغي على أعضاء فريق العمل الأخذ بها عند التعامل مع موظفين غير متعاونين أو يثيرون مشكلات بين أعضاء الفريق، حيث تقدم "مجلة المجتمع" مجموعة من أهم هذه النصائح:

1-كن لطيفاً مع زملائك بالعمل، مع بعض التحفظ، وعدم إخبارهم بأمورك الخاصة، ولا تتدخل في شؤونهم ولا تنتقدهم، واهتم بنجاحك في العمل والحياة؛ وستربح كثيراً.

2-ركز على الفرح بمزايا العمل وإن قلّت؛ حتى تزيد طاقتك الإيجابية، وللتقليل من أي تفكير بعيوب العمل.

3-تعلم مهارات التعامل بهدوء وتدرج دون تقديم تنازلات مع الزملاء والرؤساء.

4-عند حدوث مشكلة في العمل اطرد إحساس القهر والظلم؛ لأنهما يتسببان في ضرر بالغ، وقد يدفعانك للتعامل بعدوانية، ويتم تحميلك أعباء نفسية هائلة تسرق منك فرصك للبحث عن حل.

5-أحياناً يصعب حل المشكلة؛ فعندئذ لا تشترط انتهاء المشكلة سريعاً؛ بل اقبل بتخفيف حدتها، واعمل على إنهائها بصبر ومثابرة.

6-لا تخطئ في حق رئيسك أو الزملاء إذا حدثت مشكلة معهم، واسرد وقائع محددة بلا تجاوز في حق أي طرف، بما يساعد على فوزك بمطالبك وعدم تجاهل الرؤساء له.

7-إذا اتهمك زميلك بشيء فلا ترد بأنه سيئ والجميع يكرهونه، حتى لو كان ذلك صحيحاً؛ وحتى لا يتحول الأمر إلى صراع، بل وضّح موقفك فقط.

8-عندما تعاني من مشكلات صحية أو عائلية فتنبه وأنت في عملك حتى لا تصنع مشكلات به.

9-هدّئ نفسك، ولا تتعامل مع مشكلات العمل وكأنها كارثة.

 

وللاقتراب أكثر من هذه المشكلات؛ نلتقي مجموعة من الموظفين ليحدثونا عن أفضل السبل من وجهات نظرهم للتعامل مع الموظفين غير المتعاونين أو من يتعمدون مضايقتهم ويثيرون مشكلات في بيئة العمل.

تطبيق النظام

يرى محمد عبدالله العريض أن أفضل السبل للتعامل مع الزملاء غير المتعاونين أو من يتعمدون مضايقة زملاءهم في بيئة العمل هو دراسة أحوالهم من جميع النواحي؛ لمعرفة ما إذا كانوا يواجهون مشكلات في حياتهم الشخصية أو المهنية والتعاون معهم في تجاوز هذه المشكلات ومساعدتهم على ذلك، أما إذا أصر هؤلاء الزملاء على مواقفهم من زملاءهم وعلى أساليب التعاون غير المناسبة فلابد من تطبيق النظام ومحاسبة المخطئين.

المصلحة العامة

ومن جانبه، يشير فواز عياد الرشيدي إلى أن نصح الزملاء غير المتعاونين وغيرهم ممن يتعمدون مضايقة زملاءهم في العمل دون سبب، يعد أهم وسائل ردهم عن هذا السلوك السلبي، ويضيف الرشيدي: لابد من تذكيرهم بالله وتحذيرهم من عواقب المعاملة السيئة لزملائهم من النواحي الشرعية، مع توجيههم إلى الممارسات الصحيحة في التعامل مع زملائهم بما يخدم المصلحة العامة للعمل.

حوار ونقاش

ويقول عبدالله ناصر أبو سرهد: "إن فهم سلوك الموظف غير المتعاون من الناحية النفسية أمر مهم للغاية، إلى جانب التعرف على مدى استجابته للحوار والنقاش وحل الإشكاليات التي تؤثر سلباً على علاقات الزملاء، وإلا فإن الحل يكون بإحالة الأمر إلى المسئولين ليتم اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الموظفين غير المتعاونين".

 حاجز نفسي

أما عبدالعزيز الخضيري فيري أن الحل مع الزميل غير المتعاون أو الذي يتعمد مضايقة زملائه بشتى السبل هو عدم التعامل معه بشكل نهائي، إلا عندما تكون هناك ضرورة لدواعي العمل؛ وذلك نظراً لوجود حاجز نفسي بين الموظفين وبين هذه النوعية من الزملاء.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة