حقائق عن الابداع

إذا أردت أن تكون مبدعاً؛ فلن تحقق ذلك دون أن تحدد المجال الذي ستبدع فيه؛ فالمبدعون الحقيقيون يقضون الكثير من الوقت والجهد في التحضير لأعمالهم ويوجهون كل طاقاتهم وجهودهم من أجل ذلك. وقد أكدت العديد من البحوث والدراسات أنك كمبدع يجب أن تقضي وقتاً في اكتساب معلومات وافية عن مجال إبداعك، وأن تعرف ما فعله الآخرون من قبلك، وأن تعرف كيف يفكر من يعملون في نفس مجالك؟ وكيف نجحوا في الوصول إلى ما هم فيه؟

فليس من المهم أن تبحث عن وضعك أو مكانك الآن، إذ أن المنظمات كلها تواجه تحديات مألوفة ومشتركة، وهي الحاجة إلى تحسين أدائها حتى تتماشي مع التغييرات السريعة والمتلاحقة حولها، فالشركات ترهن نفسها وتطور فكرها من أجل أن تكون منتجاتها أكثر توافقاً مع رغبات العملاء وتوقعاتهم. فالإبداع هو الطريق لتحقيق القفزة التي تصنع الفارق بين الفاشل والناجح، وبين الإخفاق والتوفيق، وبين التقليدي والمختلف، وبين المنظمات الخاسرة والرابحة، وبين الدول النامية والمتقدمة.

لقد تقدمت الصين بالإبداع، لا بالتقليد؛ فالتقليد وحده لن يصمد. ولقد ظل الغرب ينظر إلى الصين كمقلد للأفكار الأصلية، ولكن رد الصينيون من خلال تقرير المنظمة العالمية للملكية الفكرية WIPO (World Intellectual Property Organization) لعام 2018م الذي أكد على أن الصين هي رائدة الإبداع والتجديد، وهي أكثر دولة تصدر معظم طلبات براءات الاختراع الدولية. فقد أوضحت المنظمة العالمية للملكية الفكرية أن المبتكرين في جميع أنحاء العالم سجلوا رقماً قياسياً يقدر بـ 3.17 مليون براءة اختراع بزيادة سنوية تبلغ حوالي 6%. 

فالمبدع يوجهه ذكائه نحو تحقيق الأهداف وإنجاز المهام التي قد يراها البعض صعبة المنال؛ فعليك أن تخطط لحياتك بما يتوافق مع ظروفك وطبيعة عملك وحاجاتك. وهناك العديد من الطرق التي يمكن أن يخطط بها المبدعون أعمالهم وعاداتهم والتي من بينها ما يلي:

  • قم بتقسيم يومك على شكل فترات تبادلية ما بين العمل الشاق وفترات الراحة: فأكثر أفكار المبدعين تأتي في الوقت الذي يسترخون فيه من العمل؛ فالراحة تسمح لهم بالتفكير بشكل أفضل وأكثر إبداعاً.
  • الاستعانة بالرياضة: فمعظم المبدعين كانوا ومازالوا يمارسون رياضات مختلفة في فترات راحتهم؛ مثل كرة القدم، وركوب الدراجات، والمشي. ويرى البعض أنك إذا مارست رياضة المشي والتأمل كل يوم صباحاً فستكون أكثر إبداعاً.
  • التفكير في صمت: تشير العديد من البحوث والدراسات إلى أن التفكير في صمت لمدة دقائق يساعد على الإبداع، ويضاعف عدد الأفكار الجديدة، ويساعد أيضا في التركيز خلال المناقشات.
  • اسأل في كل شيء قد يقف أمامك: فمهما كان هذا السؤال حاول أن تبحث له عن إجابه ولا تستسلم، فإذا فشلت في الوصول لهدف كنت قد وضعته أمامك، وقبل أن تأخذ قراراً في موضوع ما ضع أمامك كل الخيارات الممكنة وكل النتائج المتوقعة واختر أفضل البدائل.
  • التغيير، ثم التغيير، ثم التغيير: حاول دائماً أن تجعل التغيير منهج حياة سوف؛ فهذا التغيير سيجعلك أكثر أبداعاً، فمثلاً يمكنك تغيير الطريق الذي تسلكه إلى عملك أو إلى منزلك، كذلك قم بعمل تغييرات في حياتك؛ كأن تقوم بإعادة ترتيب منزلك من حين للآخر.
  • تخيل النجاح وتحقيق الإنجازات دائماً: ثق أنك ستصل إليه؛ فأنت لست أقل من ملايين من البشر الذين حققوا ما كانوا يأملون في الوصول إليه، كما أن التخيل سيدفعك إلى العمل كي تصل إلى ما تصبو إليه.
    والخلاصة هي أن العبقرية موجودة لدى كل إنسان-وإن اختلفت طبيعة ذلك من شخص لآخر-فجميعنا نتسم بالعبقرية والإبداع دون أن ندرك ذلك، فكثيراً ما نبتكر حلولاً لمشكلات تواجهنا في حياتنا ويجدها من حولنا غاية في الإبداع. فعلي الرغم من بساطة هذه الفكرة التي قد تكون وردت لأذهاننا، إلا أننا كنا فيها حقاً مبدعين، فالإبداع درجات ومراحل، وكل إنسان بإمكانه أن يكون مبدعاً؛ فالإبداع سلوك أنساني خلاق يكمن داخل كل فرد وموهبه كامنة تحتاج إلى إثارة وصقل وممارسة حقيقية حتى تصبح ملكه حاضرة. كذلك فإن الإبداع كفاءة وطاقة واستعداد، يكتسبه الإنسان من خلال التركيز المنظم لقدراته العقلية، وإرادته، وخياله، وطموحه، وتجاربه، ومعلوماته، حيث يمكٍن صاحبه من كشف سبل جديدة في تغيير العالم المحيط به.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة