تسويق الخدمات الحكومية

إن أهمية وكفاءة وفعالية واستدامة وتأثير القطاع العام في أي بلد أمر حيوي، والحقيقة إن تقديم الخدمات للمواطن من القطاعات العامة مهمة صعبة وذات تكلفة عالية، ويذكر "فيليب كوتلر" و"نانسي لي" في كتابهما "التسويق في القطاع العام: خارطة طريق" إن تنفيذ الخدمات الحكومية للمواطنين يتم بتكلفة كبيرة، فالمستفيد يتوقع الحصول على خدمات مشابهة لما يقدمه القطاع الخاص؛ وبذلك يحتاج القطاع إلى تحسين أدائه لرفع ثقة الجمهور وكسب رضاه، ولتحسين الأداء لابد من اعتماد أدوات القطاع الخاص في التسويق، كما يذكر "كوتلر" و"لي" إن بعض المسئولين في القطاعات العامة يشكك في أهمية التسويق للقطاع لكون العمليات الحكومية مختلفة بطبيعتها عن العمليات التجارية، وهذا التشكيك وفقا لـ"كوتلر" و"لي" غالباً ما يكون مبالغ فيه ولا ينبغي أن يكون ذريعة لعدم الكفاءة أو عدم الفعالية أو الهدر" ، كما يذكر المؤلفان إن أحد الأسباب وراء الصورة السلبية للتسويق في القطاعات العامة هو أن الكثير من المسئولين في هذا القطاع يعادلون التسويق بالإعلان. فالتسويق أكثر من مجرد الإعلان، إنه يهتم بمعرفة الفئات المستهدفة، والتواصل معها بشكل مقنع وايجابي، الابتكار وإطلاق خدمات ومبادرات جديدة.

       ويتطلب التسويق في القطاعات الحكومية أن يتولى الإشراف عليه أحد المسئولين في المناصب القيادية العليا، كما يشير عدد من الآراء إلى أن عدم وجود مسميات وظيفية للتسويق تحول دون القيام بها على الوجه الصحيح. فلابد من أن يتولى هذه الوظيفة أشخاص حاصلون على شهادات في تخصص التسويق والتخصصات المرتبطة به أو من ذوي الخبرات على الأقل، كما يشترط أن يتم تدريبهم بشكل دوري، وأن يكونوا ملتزمين بتطوير مهاراتهم من خلال حضور المؤتمرات واللقاءات ذات العلاقة.

     وفي هذا السياق قد يكون من أهم ما تقوم به القطاعات الحكومية في تسويقها لخدماتها توحيد الخطاب عبر منصاتها سواء المواقع الإلكترونية أو شبكات التواصل الاجتماعي أو غيرها، وأن تُفرٍق بين المنتج الذي سيتم التسويق له ومراحل إعداده الذي هو من صميم عملها.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة