رئيس أمناء الشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة سلطان البازعي: العلاقات العامة تتجاوز الأزمات وتصنع التفاهم وتعزز التنمية الإدارية باحترافية
  • ​الشبكة ستكون مركزاً لتطوير القدرات عبر التدريب المتخصص وتبادل الخبرات والمعرفة
  • نسعى لتكوين قاعدة بيانات شاملة للمختصين العرب في الاتصال والعلاقات العامة
  • الشبكة خطوة مهمة في تسويق الرؤى العربية في العالم
  • التواصل القائم على الشفافية يعزز العلاقات البينية للمنظمات بشكل إيجابي ​


الاتصال الفعال هو كلمة السر في إدارة العلاقة سواء بين المنظمات الحكومية والخاصة وبعضها البعض أو بينها وبين جمهورها؛ فمن خلال الممارسة الاحترافية للاتصال والعلاقات العامة تستطيع المؤسسات المختلفة أن تبني صلات قوية بجمهورها المستهدف، وحتى على المستوى الوطني؛ يمكن لأجهزة الدولة أن تسوق لوجهات نظرها وقضاياها على المستوى العالمي بشكل مهني محترف وهو ما يمكن أن يسهم بدور بارز في إدارة الكثير من الملفات والقضايا العربية عالمياً. ولتحقيق هذه الأهداف جاء إنشاء الشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة كخطوة على طريق تعزيز التواصل وممارسة محترفة وناجحة للعلاقات العامة العربية. وفي لقاء هذا العدد نستضيف رئيس مجلس أمناء الشبكة، سلطان بن عبدالرحمن البازعي، للحديث عن أهدافها وبرامجها المستقبلية.

  • كيف جاءت فكرة إنشاء الشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة؟

أتت فكرة إنشاء الشبكة بمبادرة من المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وهي إحدى المنظمات التابعة لجامعة الدول العربية، فقد بادرت المنظمة بدعوة عدد من المختصين في التواصل والعلاقات العامة في العالم العربي؛ ليكونوا نواة مؤسسة للشبكة وتحت رعاية المنظمة. وبالفعل تم تشكيل مجلس الأمناء من أعضاء فاعلين في قطاع التواصل والعلاقات العامة من عدد من الدول العربية، على أن تقوم المنظمة العربية للتنمية الإدارية بدور الأمانة العامة للشبكة، وسيستمر هذا التنظيم حتى يتم تشكيل الجمعية العمومية للشبكة، التي ستكون مؤسسة مجتمع مدني تعمل على امتداد الوطن العربي، وتهتم بتنمية ممارسة التواصل والعلاقات العامة في المنظمات الحكومية والقطاع الخاص وتطوير إمكانات العاملين بالمهن المرتبطة بها.

وهنا لا بد من توجيه الشكر والتقدير للمنظمة بقيادة مديرها العام سعادة د.ناصر الهتلان القحطاني الذي أبدى دعماً كبيراً للشبكة، كما حضر جانباً من اجتماعات مجلس الأمناء، وأكد على اهتمام المنظمة بقيام الشبكة بتأمين ما يكفل نجاحها في خدمة هذه القطاعات المهمة في التنمية، والتقدير أيضاً لـ د.رانيا عبد الرازق رئيسة قسم العلاقات العامة والدبلوماسية في المنظمة، التي كانت وراء قيام فكرة الشبكة والإعداد لاجتماعاتها وتنظيمها.

تبادل الخبرات

  • ما أهم أهداف الشبكة على صعيد قطاع العلاقات العامة والاتصال؟ 

إن ممارسة علوم الاتصال بشكل عام في الوطن العربي، رغم قدمها وعراقتها، تتراوح في قدراتها بين الضعف والتقدم، وبين التقليدية والأخذ بالأساليب والنظريات الحديثة؛ لذلك فقد كان من الضروري إيجاد منظمة عربية غير حكومية تهتم بتبادل الخبرات ونقلها بين أرجاء العالم العربي، بالإضافة إلى الاستفادة من التجارب الدولية المتقدمة في هذه المجالات، وبينما توجد جمعيات متخصصة في معظم الدول العربية؛ إلا أنها قليلاً ما تتواصل مع بعضها البعض، كما أن المهنيين كثيراً ما يلجأون للانتساب للمنظمات الدولية ليكونوا على اطلاع بآخر المستجدات، لذا كان من الضروري إيجاد هذه الشبكة لتقدم هذه الخدمة للجمعيات العربية وللمهنيين العرب.

ولم يكن هناك أنسب من المنظمة العربية للتنمية الإدارية وجامعة الدول العربية لتكون مظلة لمثل هذه المؤسسة المهنية وحاضناً لها. وهكذا فإن الشبكة تهدف إلى أن تكون مركزاً للاعتراف المهني وتطوير القدرات عبر التدريب المتخصص، وحقلاً لتبادل الخبرات والمعرفة وتطوير القدرات، ومنصة للاحتفاء بالقدرات والتجارب المتميزة. كما أن الشبكة ستهتم بالتعريف بقدرات المهنيين وشركات ومؤسسات القطاع الخاص العاملة في هذه المجالات، بما يتيح فرصاً أكبر للعمل على امتداد الوطن العربي، وستعمل الشبكة على إيجاد علاقات وثيقة مع المنظمات والجمعيات الدولية لتسهيل حصول المهنيين العرب على عضويتها.

  • ما الدور الذي يمكن للشبكة القيام به في تنسيق وتعزيز العمل العربي المشترك؟ 

الشبكة العربية للتواصل والعلاقات العامة-وبحسب نظامها الأساسي الذي وضعه مجلس الأمناء في اجتماعه الأخير في القاهرة-ستفتح عضويتها للأفراد وللمنظمات الحكومية والخاصة وكذلك للجمعيات المتخصصة في كافة الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية، وبهذا نأمل أن تتكون لدينا شبكة مهمة وقاعدة بيانات شاملة للمختصين من أفراد خبراء أو شركات، إضافة إلى أن البوابة الإلكترونية التي بدأ العمل على إنشائها ستتيح عرض دراسات حالة لكل الأعمال المتميزة في حقول علوم الاتصال والعلاقات العامة، بما يشكل ثروة معرفية يستفيد منها العاملون في الحقل وطلاب الإعلام والاتصال.

وستعمل الشبكة على إقامة الملتقى العربي للعلاقات العامة بشكل سنوي، ويمكن أن يكون ذلك في دولة المقر أو في إحدى الدول العربية، إضافة إلى سلسلة من الدورات التدريبية التي ستقام بالتعاون مع الجمعيات المحلية والجامعات في كل دولة عربية.

علاقات بينية

  • برأيك، كيف يمكن للتواصل إحداث تأثير إيجابي في المجتمعات العربية وفيما بين المنظمات العربية؟ 

من المعروف أن عمليات الاتصال والإعلام والعلاقات العامة نشأت على أساس نشوء قدر أكبر من التفاهم بين المنظمات -والحكومية في مقدمتها -وبين جمهورها، والاعتناء بتطوير الممارسة المهنية في العالم العربي أي تعزيز هذا التفاهم؛ وبالتالي فإن هذا لابد وأن ينعكس إيجاباً على التنمية بصفتها الشاملة وعلى عمليات الإنتاج وتعزيز الاقتصاد، كما أن التواصل القائم على أسس الشفافية يعزز بالتأكيد العلاقات البينية للمنظمات بشكل إيجابي.

  • هل يمكن أن يؤتى التواصل فيما بين الأجهزة العربية الحكومية والخاصة آثاره في إنشاء مشاريع عربية ثقافية وإعلامية وغيرها؟

بدون شك هذا طموح مشروع وقائم دائماً، لكن قيام مثل هذه المشاريع يشترط المعرفة البينية بالقدرات الموجودة لدى مختلف الأطراف، وهذه المعرفة يمكن أن تتم بين المحترفين وبتأثير أقل من الظروف السياسية. والمهنيون إذا التقوا في إطار علمي يتحدثون لغة مشتركة بقدر أقل من التأثيرات السلبية.

الأزمة وصناعة القرار

  • تفتقر الدول العربية لأجهزة علاقات عامة محترفة تسوق لها ولمشاريعها ووجهات نظرها على المستوى العالمي..كيف يمكن التغلب على ذلك وما أفضل السبل؟

هذا صحيح؛ ففي العالم العربي لدينا أزمة قديمة ومستفحلة في إدارة مسألة الصورة عن العرب في العالم، والحلول لتحسين الصورة وتحقيق القبول لدى الآخرين موجودة لدى المهنيين المحترفين الذين يجب أن يُمكنوا من تقديم رؤاهم وتصوراتهم للمعالجة، ومثل هذا الجهد الذي قام لإنشاء الشبكة قد يكون خطوة مهمة في هذا الطريق. 

  • من وجهة نظرك، ما مركزية الدور الذي تسهم به العلاقات العامة في تحقيق التنمية الإدارية العربية؟

الكثير من الأزمات التي تواجهها المؤسسات الحكومية وتعيقها عن أداء دورها تنتج من ضعف صلة الفهم بين المؤسسة وجمهورها، والعلاقات العامة الاحترافية قادرة على تحقيق هذا الفهم؛ متى ما مُكنت من أداء دورها الحقيقي، وأُخرجت من أسر الأدوار الهامشية. فالعلاقات العامة قادرة على تحديد دقيق للجمهور المستهدف وقادرة على تصميم الرسالة المناسبة لهذا الجمهور، وهي قادرة أيضاً على استخدام الوسيلة المناسبة لإيصال الرسالة، كما أنها قادرة على تشخيص رأي الجمهور وإيصاله لقيادة المؤسسة، لذا يجب أن تكون هذه الوظيفة في مركز صناعة القرار تشارك فيه بما تعرفه عن الآثار المترتبة عليه، وليست على الهامش.

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة