"د.سليمان السليم"..سجل حافل بالإنجازات الإدارية

​لا يُذكر الوزراء ورجال الدولة القدماء الذين تقلدوا مناصب قيادية؛ حتى يُذكر الوزير د.سليمان بن عبدالعزيز السليم، رحمه الله، المولود بعنيزة والذي تَسَلّم حقيبتيْ: وزارة التجارة، ووزارة المالية قبل أكثر من ٢٠ عاماً. ويعد من أبرز وأهم الشخصيات التي خدمت الوطن في المجالات المتنوعة، سواء المجالات السياسية، أو الرياضية، أو المالية. وتجدر الإشارة إلى أن د.سليمان السليم رجل دولة ووزير سابق له شأن؛ فهو حاصل على بكالوريوس العلوم السياسية من كلية التجارة بجامعة القاهرة، وحصل على الماجستير في العلاقات الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية، كما حصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية من جامعة "جونز هوبكينز" بمدينة "بالتيمور" بولاية "ميريلاند" بالولايات المتحدة الأمريكية، وذلك وفقاً لصحيفة "سبق" الإلكترونية التي تستعرض سيرته الذاتية وإنجازاته.

تعيينه وزيراً

تدرج "السليم" في العمل الحكومي؛ فشغل منصب مدير إدارة العلاقات التجارية والمؤتمرات بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ومساعداً لمدير عام المؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية، ثم أستاذاً بجامعة الرياض (جامعة الملك سعود حالياً)، وبعد ذلك نُصّب وكيلاً لوزارة التجارة. وبعدها صدر قرار تعيينه وزيراً للتجارة عام ١٣٩٥هـ، ثم بقي 20 عاماً، وفي عام ١٤١٦هـ صدر قرار تعيينه وزيراً للمالية والاقتصاد الوطني قبل تغيير مسماها؛ إلا أنه فضّل الاستقالة لظروف صحية بعد أشهر قليلة من تعيينه بعدما سجّل إنجازات وقفزات في الوزارة ليست بالقليلة.

وبعد استقالته من وزارة المالية والاقتصاد الوطني تم انتخابه رئيساً لمجلس إدارة مجموعة "سامبا" المالية، بالإضافة إلى عضويته في الهيئة الاستشارية العليا لمجلس دول التعاون الخليجي، كما كان-رحمه الله-عضواً في مجلس إدارة شركة "الزامل" للصناعة.

مفاجأة

وفي زاوية "وزراء عرفتهم" في صحيفة "البلاد" يستعرض الكاتب "شاكر عبدالعزيز" مواقفه مع د.سليمان السليم بقوله: "بدأت أخبار فرع وزارة التجارة بجدة تأخذ طريقها في النشر على صفحات "البلاد"، وأصبح من الجولات شبه اليومية لي (فرع وزارة التجارة)، ولم أكن أعرف أن هذه الأخبار التي سعيت لنشرها تصل إلى مسامع معالي وزير التجارة في هذا الوقت د.سليمان السليم شخصياً".

ويضيف الكاتب شاكر عبدالعزيز: "في إحدى الأيام ذهبت إلى الفرع كعادتي اليومية، فوجدت حركة غير عادية وتحركاً هنا وهناك، وعندما سألت عن السبب عرفت أن معالي الوزير موجود في مكتبه بالفرع .. وطلبت من أ.عبدالله الحسيني أن أقابل الوزير وأحصل منه على تصريح صحفي، وكم كانت مفاجئتي كبيرة وأنا أعرف أن الوزير لا يتحدث كثيراً للصحافة حين وافق الوزير د.سليمان السليم بكل ما له من وقار وهيبة واحترام على مقابلتي. وكانت المفاجأة الكبرى حين دخلت على معاليه بمكتبه بفرع الوزارة بجدة أن قابلني بابتسامة وبشاشة طاغية وقال لي في ود كبير: هل تعرف لماذا وافقت على مقابلتك يا شاكر؟؟ وأضاف معاليه "لأنني تابعت أخبارك التي تنشرها عن فرع وزارة التجارة بجدة والتزامك الصحفي بنشر أخبار صحيحة عن الفرع وهو الأمر الذي جعلني أقابلك اليوم".

وقد توفى د.سليمان السليم في التاسع من شهر يونيو عام 2016م. 

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة