د.أسامة عبد الرحمن ..رائد التحليل الاقتصادي ودراسات التنمية

​يعد الأكاديمي، والباحث، والشاعر السعودي د.أسامة عبد الرحمن الذي رحل عام 2013م عن 71 عاماً، واحداً من أهم الباحثين السعوديين في مجال التنمية والإدارة؛ فقد اهتم بدراسة وتحليل الظاهرة الاقتصادية ما بعد اكتشاف النفط ودخول منطقة الخليج في عصب الحياة الاقتصادية الرأسمالية كمصدر للطاقة، ودور النفط في التحديث، وعلاقته بالقبيلة المكون الأبرز للمجتمع، وبالدولة رافعة التنمية، وفي معرض حديثها عن أبرز ملامح سيرته الذاتية؛ وصفته جريدة الشرق الأوسط بالمثقف الملتزم.

ولد د.أسامة عبد الرحمن عثمان في المدينة المنورة عام 1942م، وفيها تلقى دراسته الأولى، ثم التحق بجامعة الرياض (الملك سعود حالياً)، وسافر بعدها إلى الولايات المتحدة؛ حيث نال درجتي الماجستير، والدكتوراه، ثم عاد إلى جامعة الرياض مدرساً، وعمل عميداً لكلية التجارة، وكلية العلوم الإدارية، وكلية الدراسات العليا، وأصبح مستشاراً في عدة هيئات علمية، وعضواً في هيئة تحرير المجلة العربية للإدارة ومجلة العلوم الاجتماعية.

بصمة واضحة

ترك د.أسامة عبد الرحمن بصمة واضحة في الدراسات التنموية والسياسية التي بحثت في قضايا النفط والإدارة والطبقة الوسطى في الخليج والجزيرة العربية، وكان كتابه "البيروقراطية النفطية ومعضلة التنمية" الصادر عام 1982م مرجعاً مهماً في هذا الجانب. تلاه عدد من الدراسات، منها: "المثقفون والبحث عن مسار"، و"المأزق العربي الراهن: هل إلى سبيل من خلاص؟"، وكتب أخرى مثل: "الثقافة بين الدوار والحصار"، و"التنمية بين التحدي والتردي"، و"المورد الواحد"، و"عفواً أيها النفط"، ومن كتبه المهمة أيضاً "النفط والقبيلة والعولمة"، وهو دراسة تتناول تطور القبيلة في الخليج بسبب اكتشاف النفط، والكتاب يعالج عدداً من الظواهر التي أفرزتها الطفرة النفطية في دول الخليج.

الجانب الآخر

أما الجانب الآخر في سيرة الراحل د.أسامة عبد الرحمن، فهو الجانب الشعري الذي كان ثرياً وغزيراً، فمنذ عام 1982م صدرت له 19 مجموعة شعرية، معظمها تحمل عناوينها مصطلحات قرآنية، هي: "استوت على الجودي" 1982م، و"شمعة ظمأى" 1982م، و"غيض الماء" 1984م، و"بحر لجي" 1985م، و"فأصبحت كالصريم" 1986م، و"موج من فوقه موج" 1987م، و"هل من محيص" 1988م، و"لا عاصم" 1988م، و"عينان نضاحتان" 1988م، و"رحيق غير مختوم" 1989م، و"الحب ذو العصف" 1989م، و"أشرعة الأشواق" 1992م، و"الأمر إليك" 1992م، و"قطرات مزن قزحية" 1992م، و"يا أيها الملأ" 1992م، و"عيون المها" 1992م، و"أوتيت من كل شيء" 1992م.

وصدرت له ملحمتان شعريتان وهما: "نشرة الأخبار" 1984م، و"شعار" 1986م.
ومن أبرز مساجلاته الشعرية، تلك التي وقعت بينه وبين د.غازي القصيبي، فحين كان الراحلان زميلي عمل في جامعة الملك سعود، جرى تعيين القصيبي مديراً عاما للسكة الحديدية في الدمام، فألف د.أسامة عبد الرحمن قصيدة عارضها القصيبي بأبيات أخرى في القافية نفسها.

 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة