تعليم وتدريب وفقاً لرؤية 2030

​إن الإنجاز المعرفي والتطور الثقافي والفني والفكري يدعو لمراجعة وتقويم الوسائل والسبل لتحسين مستوى التعليم والتدريب للعاملين أثناء الخدمة؛ بغرض تحسين الأداء والرقي بالمهنة، ولا يختلف إثنان على أن التعليم والتدريب يسهمان بشكل مباشر في زيادة معارف ومهارات الفرد ويطوران من قدراته ويفتحان له أفاق المستقبل وتطوير ذاته وتحسين مستواه المعيشي وغير ذلك. ولقد كان للتعليم في الزمن الماضي دور مباشر في النهوض بالإنسان ونقله من وضع إلى وضع آخر. ويتذكر من هم من جيلي أن الطالب كان يذهب إلى المدرسة بشكل معين ويعود منها بعد فتره شخصاً آخر مختلفاً في التفكير والمعارف والمهارات، وإنني لأجزم أن ذلك التغيير كان سببه الرئيسي هو وجود نظام تعليمي يتناسب مع تلك المرحلة ويحاكي احتياجات الانسان في ذلك ويفتح له أفاق المعرفة ومفاتيح التعليم.

لكن في هذا الوقت يتساءل الإنسان في ظل هذه المتغيرات المتسارعةفي العلوم والتقنية وشتى سبل الحياة، هل نظامنا التعليمي والتدريبي الحاليين يستجيبان لمتطلبات العصر ويزيدان من معارف ومهارات الطالب؟ سؤال، كولي أمر ومتابع أطرحه على نفسي أولاً وعلى كل مهتم بهذين النشاطين الرئيسيين ،  وإنني لأجزم بأن المعنيين بهذين الأمرين يبذلان، وبذل من سبقهما جهودهم لإحداث التطوير المناسب في كل نشاط، لكن مايُصعٍب وتيرة التطوير والتغيير للأفضل هو أننا نعيش في زمن يمر بتحولات سريعة واحتياجات مختلفة ومتطلبات متجددة. فمن كان في ذلك الزمن البعيد يجيد مهارة (فك الحرف) أي يجيد مهارة القراءة والكتابة والحساب، يعد متميزاً على بعض أقرانه، أما في هذا الزمن فإن المهارات والمتطلبات أختلفت والأدوات القديمة لم تعد صالحة للتعامل مع مستجدات العصر؛ وبالتالي فإن ذلك يملي على المهتمين بالتعليم والتدريب أهمية تقييم خطط التعليم والتدريب وفحصها لجعلها أكثر استجابة لتحديات العصر ومتطلبات المستقبل .

ولقد أحسن المعنيين في معهد الإدارة العامة بالتحول الإستراتيجي التدريجي في التدريب من البرامج التدريبيةالقصيرة إلى البرامج المتوسطة والطويلة التي حتماً-بإذن الله تعالى-ستحدث التطوير المناسب المتوافق مع رؤية المملكة 2030، وإنني على يقين بأن المعنيين بالتعليم لديهم من المعرفة والحرص الكثير الذي يمكنهم من أن ننهض بتعليمنا وجعله أكثر جاذبية لأبنائنا وبناتنا لتمكينهم وإعدادهم لتحمل المسئولية وتولي زمام أمور المستقبل بكل جدراة واقتدار.​​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة