التنمية والتدريب في موقع العمل ‪coaching‬‬‬‬‬‬

​تتبنى المملكة العربية السعودية إستراتيجية وطنية للتحول لمجتمع المعرفة، تعتمد على توسيع التعليم والتدريب والتعليم العالي والعمل على نقل المعرفة ونشرها وتطوير المناهج والتدريب وفق مقتضيات التحول الوطني لرؤية المملكة 2030، ويظهر دور وأهمية التدريب-كأحد العناصر المهمة والمؤثرة في تشكيل رأس المال الفكري وتنميته-في العمل على توفير كل متطلبات التوسع فيه ومواجهة التحديات التي تؤثر على مستوى جودة مخرجاته.

ويمثل رأس المال البشري خزينة المعرفة ومهارات العاملين في المنظمة، ويعد جوهر رأس المال الفكري، ويتضح ذلك من دور العاملين الذين يمتلكون قدرات معرفية وتنظيمية تساعدهم على إنتاج أفكار جديدة أو تطوير الأفكار القديمة.

ويحتل التدريب مرتبة الصدارة في أولويات المنظمات الحديثة الحكومية منها والخاصة؛ وذلك للقناعة بأنه أحد المقومات الأساسية التي تساعد على تزويد العاملين بالمعارف والمهارات والسلوكيات المختلفة التي تمكنهم من تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية وفق معايير الجودة في تلك المنظمات.

وقد شهدت السنوات الماضية اهتماماً كبيراً بالتدريب من قبل مختلف المنظمات الحكومية والخاصة على حد سواء. وأقر المسؤولون فيها بأهمية وفائدة التدريب في رفع كفاءة أداء وإنتاجية العاملين؛ وبالتالي التأثير الإيجابي على أداء المنظمة. ومن هنا زاد استثمار المنظمات في التدريب وارتفعت نسبة مخصصات التدريب في ميزانياتها.

ويعمل المعهد على تحقيق التنمية الإدارية في المملكة، من خلال تقديم خدمات تدريبية متميزة وذات جودة عالية للقطاعين الحكومي والخاص، ويسعى دائماً إلى تطوير برامجه لكي تكون متناسبة مع احتياجات المنظمات. فكان التحول إلى البرامج التدريبية الموجهة التي تركز على تقديم مجموعة من المواد التي تغطي الإحتياجات التخصصية للوظائف، وتتفاوت مدتها حسب الاحتياج التدريبي المطلوب وتتراوح ما بين أسبوعين إلى أربعة أسابيع. كما استحدث المعهد على غرار برامجه الإعدادية التي ينفذها لخريجي الثانوية العام والجامعيين مجموعة من برامج الإيفاد، وهي موجهة لموظفي الأجهزة الحكومية..كل هذا ليكون المعهد قريباً من احتياجات الأجهزة الحكومية لمساعدتها في تطوير عملها..وسيكون المعهد قادراً على إحداث نقلة نوعية في برامجه التدريبية باستحداث برامج التدريب في مكان العمل coaching لاستنهاض قدرات الموظفين وتطوير أدائهم إلى أقصى درجة..أي دفعهم للتعلم بدلاً من تعليمهم. وفي هذ النوع من التدريب يقتصر دور المدرب (الكوتش) عَلى تطوير قدرة الشخص على استخدام إمكانياته عن طريق الأسئلة الذكية، والتحدي والدعم دون توجيه النصائح.

ولا شك في هذا التحول سيسهم في المعرفة الدقيقة لاحتياجات التدريب ولن يكون هناك حاجة مع هذا النوع من التدريب لمعرفة أثره؛ لأنه سيكون مباشراً وواضحاً. هذا جانب من التطور الذي تتطلبه المرحلة القادمة، ولا شك في أن إقامة مؤتمر التنمية في هذا العام سيسلط الضوء على مجموعة من الأفكار التنموية التي تصب في مصلحة الوطن والمواطن.​

 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة