عبدالعزيز الزيد: اتقان التخصص والإبداع في العمل أهم المهارات الوظيفية
متعب الشهراني: سوق العمل يتطلب إتقان اللغة الثانية ومهارات الحاسب الآلي
سعد الشمراني: اهتم بمهارات التواصل الفعال والقدرة على الإقناع وتحمل ضغوط العمل
مشاري القريشان: ضرورة تطوير مهارات كل فرد يبحث عن عمل في مجال تخصصه أولاً
يحى القحطاني: عصر المعلومات وتكنولوجيا الاتصالات غير المهارات المطلوبة لسوق العمل
يتغير سوق العمل باستمرار، فتختفي وظائف قديمة وتظهر وظائف جديدة، ومع كل وظيفة جديدة تظهر مجموعة من المهارات الوظيفية التي يتطلبها سوق العمل من الشباب الباحثين عن وظائف، وإذا لم يتابع الشباب هذا التطور ويسعون للحاق به فلن يستطيعوا أن يحصلوا على الوظيفة التي يتمنوها. في هذا التحقيق نتعرف على أهم المهارات المطلوبة لسوق العمل، ورؤى الشباب حول أهم هذه المهارات لديهم.
مهارات وظيفية
لم يعد خيار العمل في وظيفة مدى الحياة متاحاً بالنسبة للكثير من الناس حالياً. سيعمل معظم الناسِ في وظائف مختلفة عند أرباب عملٍ مختلفين وعبر قطاعات وظيفية مختلفة خلال حياتهم المهنية. لذلك يتوجب علينا جميعًا أن نكون مرنين في أنماط عملنا وأن نكون على استعداد لتغيير وظائفنا أو المجال الذي نعمل فيهِ إذا رأينا أن هناك فرصًا أفضل في أماكن أخرى. ومن أجل أن نكون مرنين فنحن بحاجة إلى مجموعة من "المهارات قابلة للنقل". مهارات ليست محددة لمسار وظيفي معين ولكن مرتبطة بجميع قطاعات العمل.
يستعرض الموقع السعودي المتخصص في التوظيف "توظيف السعودية" أهم المهارات الوظيفية التي يبحث عنها أرباب العمل، فيذكر الموقع: "إن أرباب العمل يبحثون غالباً عن مهارات تتعدى حدود المؤهلات والخبرات. ففي حين أن تعليمك وخبرتك قد يجعلانك مؤهلا لتقديم طلب للحصول على وظيفة، إلا أنك كي تكون ناجحًا ومناسبًا للوظيفة، فإن هذا يتطلب منك إظهار مزيج من المهارات، وهذا يعني أن المهارات التقنية والمتخصصة المرتبطة بالأدوار المختلفة قد تكون أقل أهمية من (المهارات الناعمة)، والتي يمكن أن تنقلها معك بين الوظائف المختلفة وقطاعات العمل المختلفة".
وتتطلب الأدوار المختلفة مهارات وقدرات مختلفة، فالمهارات التي يحتاج إليها الفرد والمرغوب فيها في جميع قطاعات العمل، وفقاً لموقع توظيف السعودية هي:
- مهارات التعامل مع الآخرين: لمهارات التعامل مع الآخرين أهمية بالغة عند البحث عن عمل، ولربما يكون العامل الوحيد الأكثر أهمية للعديد من أرباب العمل. ومهارات التعامل مع الآخرين هي المهارات التي نستخدمها للتفاعل مع الآخرين. تسمح لك المهارات الجيدة بالمشاركة بفعالية كعضو في فريق وإرضاء الزبائن والعملاء وتحقيق سقف التوقعات والتفاوض واتخاذ القرارات وإدارة وقتك بكفاءة وتحمل المسؤولية والعمل بفعالية مع الموظفين الآخرين. كذلك فإن شحذ المهارات الشخصية يسمح لنا بالتعاطف وبناء علاقة مع الزملاء والعملاء؛ مما يؤدي إلى وجود بيئة عمل أفضل والتي قد تكون أقل إرهاقًا.
- مهارات الاتصال والتواصل: يبحث أرباب العمل عن الأشخاص الذين يتواصلون بشكل جيد سواء شفهيا أو خطيًا. إذا ما كنت تتقدم بطلب للحصول على وظيفة أو تبحث عن ترقية مع صاحب العمل الحالي الخاص بك، فإنك تحتاج إلى إثبات مهارات التواصل الجيد. فالقدرة على التواصل لفظيا وكتابيًا مع طائفة واسعة من الناس والحفاظ على حسن التواصل البصري والكتابة بوضوح وإيجاز واستخدام مفردات متنوعة وتفصيل اللغة لجمهورك كلها من المهارات الأساسية التي يبحث عنها أرباب العمل. حسن التواصل اللفظي والكتابي يعني أنه يمكنك تلقي الرسائل مع فرصة أقل من سوء الفهم. وبالمثل، فإن مهارات الاستماع الفعال لا تشمل السمع فحسب، بل اكتساب وفهم المعلومات. فالاستماع هو الشرط الأساسي الذي يؤدي إلى عدد أقل من الأخطاء وفهم أكبر لاحتياجات العمل والعميل. وبتقدم حياتك المهنية، فإن أهمية مهارات التواصل تزداد جنبًا إلى جنب مع الإبداع ومهارات الناس والاستعداد للعمل الجماعي والقدرة على التحدث والكتابة بوضوح وبإيجاز.
- مهارات التفكير النقدي: القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات يمكن أن تكون نقطة قوية لصالحك لدى رب العمل الخاص بك؛ وبالتالي فهي من المهارات المرغوب تطويرها. إن عملية حل المشكلات واتخاذ اقرارات تتطلب جمع بيانات يمكن الاعتماد عليها، ثم تقييم هذه المعلومات للحصول على عدة حلول، ومن ثم اختيار الحل الأفضل بناءً على المعايير والوضع الراهن. وبالرغم من أن القدرة على حل المشكلات واتخاذ القرارات المناسبة هو أمر مهم لأي وظيفةِ، إلا أن الأشخاص بهذه المهارات يحققون أفضل حينما يعملون في خدمة العملاء.
- التنمية الشخصية: تدور تنمية الشخصية بشكل رئيس حول السلوك المناسب تجاه العمل والمؤسسة التي تعمل بها. يبحث أصحاب العمل عن أناسٍ يحرصون على التعلم والتنمية الشخصية.
- مهارات التقديم: يعتبر تقديم المعلومات بشكل واضح وفعال مهارة أساسية في مكان العمل، وتقريبًا فإن مهارات العرض مطلوبة الآن في كل مجالات العمل الحديثة.
- مهارات القيادة: القيادة هي القدرة على التأثير في الآخرين لتحقيق الهدف.
- مهارات تكنولوجيا المعلومات: معظم الناس يحتاجون إلى بعض مهارات تكنولوجيا المعلومات للعثور على عمل اليوم. حيث إن اكتساب مهارات تكنولوجيا المعلومات الأساسية والإلمام باستخدام الحاسوب؛ قد يفتح مجموعة واسعة من فرص العمل ويساعدك على تسويق نفسك في مكان العمل. فإن كنت حريصاً جداً على اكتساب وظيفة أحلامك، عليك أن تجيد مهارات التوظيف اللازمة.
مهارات الشخصية
أحياناً رغم امتلاكك للمهارات العلمية والتعليم اللازم للحصول على الوظيفة، قد لا تنجح في المقابلة الشخصية، ويرجع ذلك-وفق رأي المتخصصية في التوظيف حنين إبراهيم-إلى عدم امتلاك بعض المهارات الشخصية اللازمة لإتمام المهام التي ستوكل إلى الشخص. فقد أصبحت المهارات الشخصية من المتطلبات الرئيسة لمواكبة تطور سوق العمل ومتطلباته، ومن لا يستطيع العمل على تطوير ذاته بالشكل الكافي، سيقلل من فرصه في نيل الوظيفة التي يطمح إليها.
وتضيف حنين إبراهيم: تصور أنك قمت بزيارة أحد المتاجر لشراء سلعة أو خدمة معينة، وقابلك موظف مبيعات غير مبتسم ولم يقم بالإجابة على تساؤلاتك وتعليقاتك بطريقة لبقة؛ على الأغلب فلن ترغب بالعودة لزيارة ذلك المتجر؛ لأنك لم تحصل على الخدمة المناسبة. هنا تكمن أهمية المهارات الشخصية للنجاح والتألق في سوق العمل. ومن أهم المهارات الشخصية التي يطلبها سوق العمل حالياً:
- مهارات التأقلم: أصبحنا نعيش في عالم ديناميكي متغيّر؛ لذلك من المهم جداً أن تكون قادراً على التكيف مع أي تغير يحدث في مكان العمل. تذكر أن أحد أكثر الأسئلة شيوعاً في مقابلات العمل هي عن كيف تتأقلم مع التغيرات المفاجئة في العمل؟
- مهارات البحث: معظم أصحاب العمل يبحثون عن أشخاص يمتلكون مهارات في البحث والحصول على المعلومات من مصادر متنوعة وأبرزها الإنترنت.
- مهارات قيادة المشاريع: الترتيب، التخطيط وتطبيق المشاريع بفاعلية من أهم المهارات المطلوبة في سوق العمل لما لها من أهمية في تسيير العمل وإطلاق المشاريع الجديدة بنجاح.
- مهارات حل المشاكل: فاستخدام الإبداع، والمنطق والخبرة السابقة في حل المشاكل بشكل فعّال يوفر على الشركة الوقت والجهد؛ لذلك فإن امتلاك هذه المهارة سيزيد من فرصك في النجاح مهنياً.
- أخلاقيات العمل: يفضل أصحاب العمل توظيف موظفين ذوي أخلاق عالية للحفاظ على سرية العمل والمعلومات الداخلية للشركة.
- الذكاء العاطفي: سواء في نطاق العمل أو في الحياة الاجتماعية، فإن الذكاء العاطفي من أهم المهارات التي يجب على الجميع تطويرها.
عصر المعلومات
وللتعرف على رؤى وأفكار الشباب السعودي حول أهم المهارات الوظيفية؛ التقينا مجموعة من الشباب وسألناهم حول أهم المهارات من وجهات نظرهم:
يقول يحى محمد القحطاني أنه في العصر الذي نعيشه والذي يعتبر عصر التكنولوجيا والمعلومات، أصبحت هناك العديد من المهارات المهمة لسوق العمل، مثل إجادة التعامل مع البرمجيات والأدوات التكنولوجية الجديدة في التخصصات المختلفة، مضيفاً أنه يسعى لتطوير مهاراته في حل المشاكل التكنولوجية واتقان لغة إضافية.
اللغة والحاسب
ويؤكد عبد العزيز مساعد الزيد أن المهارة الأساسية بالنسبة لأي فرد ترتبط بإبداعه في مجال تخصصه، مضيفاً أن اللغة الإنجليزية تمثل أهمية كبرى في هذا العصر؛ لأنها لغة العالم، أما الحاسب فمن المهارات الضرورية جداً أيضاً وينبغي على كل شاب تعلم مهاراته. ويشير الزيد إلى أن أهم المهارات التي يحتاجها سوق العمل حالياً تتمثل في اتقان مهارات التفاوض والاتصال والقدرة على مواجهة والتعامل مع الجمهور، إلى جانب التخصص الدقيق والخبرة المكتسبة في مجال التخصص.
ويقول عبد العزيز الزيد أنه يعمل حالياً على تطوير مهاراته بشكل ممتاز في اللغة الإنجليزية وأساليب التعامل مع مختلف فئات الجمهور.
ويتفق معه في الرأي متعب عبد الله الشهراني الذي يؤكد أنه يعمل على تطوير مهاراته في اللغة الثانية والحاسب الآلي كأهم مهارتين مطلوبتين في سوق العمل.
تحمل ضغوط العمل
من جانبه، يشير سعد فائز الشمراني إلى أن المهارات الضرورية لسوق العمل حالياً، تتمثل في مهارة استخدام برامج الحاسب مثل: برامج الأوفيس، ومهارات التواصل الفعال، والقدرة على الإقناع، وتحمل ضغوط العمل.
ويضيف الشمراني أنه يعمل على تعلم اللغة الإنجليزية، إلى جانب الاحتراف في أساليب تحليل البيانات في برنامج الإكسل، إلى جانب تشكيل خبرته في مجال التفاوض والإقناع.
مجال التخصص
ويرى مشاري يحى القريشان أن المهارات التكنولوجية تعد هي الأهم في هذا العصر، إضافة إلى أهمية تطوير مهارات كل فرد في مجال تخصصه، ويضيف القريشان أنه يعمل على تطوير مهاراته في علم المحاسبة؛ نظراً لأهميتها لمختلف التخصصات ومجالات العمل ودورها الضروري في سوق العمل.