"نسيان" المعلومات هل هو "خـــــرف" أم أمر طبيعي؟.. خبراء يكشفون أسباب فقد الذاكرة

يشعر كثير من الموظفين والموظفات بالقلق من فقدان الذاكرة العرضي، خاصةً مع تقدذمهم في العمر، متسائلين: هل هذا مجرد نسيان طبيعي أم بداية لمرض الخرف؟ في تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية، قدم أربعة من أبرز خبراء الشيخوخة والخرف توضيحًا علميًا دقيقًا للفروق بين التغيرات الإدراكية الطبيعية والخرف، إضافة إلى مؤشرات تستدعي القلق وضرورة زيارة الطبيب.

النسيان طبيعيًا

وتوضح البروفيسورة كارين أنستي، أستاذة العلوم النفسية ومديرة معهد مستقبل الشيخوخة بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني، أن التباطؤ العقلي وبعض مظاهر النسيان تُعد طبيعية عند بعض الموظفين مع التقدم في السن، بل قد تحدث في سن الشباب أيضًا. وتقول: “نسيان اسم شخص أو عنوان فيلم، أو فقدان مؤقت للهاتف أو المفاتيح، هي أمور شائعة لا تدعو للقلق”. وتضيف الدكتورة إيمي برودتمان، رئيسة مبادرة الصحة الإدراكية في جامعة موناش الأسترالية، أن التقدم في العمر قد يبطئ من سرعة معالجة المعلومات لدى الموظفين والموظفات، ما يجعل بعض المهام الذهنية أصعب، وهو أمر طبيعي لا يعني وجود مشكلة صحية خطيرة.

متى يبدأ القلق؟

لكن ليس كل نسيان بريئًا.. يقول الدكتور مايكل وودوورد، اختصاصي طب الشيخوخة: “إذا تكرر نسيان الأمور أو ظهرت تصرفات مقلقة مثل ترك أدراج المكتب مفتوحة أو السيارة تعمل أو صنبور الماء مفتوحًا، فهنا تبدأ علامات التحذير”. ويُضيف الدكتور ديزموند غراهام، المدير الطبي في مركز رعاية المسنين بسيدني، أن اضطرابات اللغة عند الموظفين تُعد من أوائل علامات الخرف، خاصة إذا بدأ الانسان باستخدام كلمات غير مناسبة أو نسي مفردات مألوفة، كما أن فقدان القدرة على التوجّه في أماكن مألوفة، أو نسيان أحداث حديثة جدًا يُعتبر من المؤشرات القوية على احتمال الإصابة بالخرف.

أسباب أخرى للنسيان

ولا يرتبط النسيان دائمًا بالخرف؛ فبحسب البروفيسورة أنستي، قد تكون قلة النوم الموظفين، والتوتر أو الأدوية مثل المنومات ومسكنات الألم من أسباب النسيان المؤقت، كما يعاني بعض من تعافوا من كوفيد-19 من “ضبابية الدماغ”، وهي حالة مؤقتة تؤثر على الذاكرة والتركيز، ويحذر الخبراء من أن بعض الأشخاص، خاصة ذوي الأداء العقلي العالي، قد يُخفون مؤشرات التدهور المعرفي في مراحله المبكرة، مما يجعل التشخيص أكثر صعوبة.

زيارة الطبيب

ويوصي الخبراء بعدم التردد في استشارة الطبيب العام أو اختصاصي طب الشيخوخة عند ملاحظة تغيرات في الذاكرة أو السلوك، فبحسب الدكتور غراهام، فإن واحدًا فقط من كل 10 أشخاص مصابين بضعف إدراكي خفيف سيتطور إلى خرف، لكن التشخيص المبكر والتدخل قد يُقللان من احتمالات التدهور، ويضيف: “حتى إذا كنت تظن أن الأمر طبيعي، فزيارة الطبيب خطوة ضرورية. من الأفضل أن نتحقق مبكرًا، قبل أن يصبح الوضع أكثر تعقيدًا”.


 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة