معهد الإدارة العامة يخاطبنا ليلهمنا

يقول معهد الإدارة العامة: النجاح لا يُمنح، بل يُصنع. إنه ينبع من الداخل، من داخل كل فرد، كل مؤسسة، وكل وطن، ليصنع نهضة يتردد صداها في العالم.
ويضيف:
النجـــاح ليـس محطـــة، بل طريـــــــق دائــــم التمدد والتجدد.
ويواصل حديثه ويقول: المضي قدمًا في هذا الطريق يتطلب رؤية واضحة، وغاية سامية، ودافعًا ذاتيًا، وسلوكًا واعيًا ومسؤولًا، واستقلالية فكرية، إلى جانب عمل جماعي منظم قائم على الثقة والاعتماد المتبادل، تغذيه روح الحرية والمسؤولية والشفافية.
ويؤكد لنا بقوله: النجاح لا يتحقق إلا بقيادة واعية، وإدارة حكيمة، تدرك أن بناء المستقبل يبدأ بتخطيط محكم وتنفيذ متقن، تعرف الفرق بين التماسك البنّاء الذي يقود للتقدم، وبين التماسك المُعطِّل الذي ينتهي إلى التراجع، وتعرف كيف تصنع من النظام حرية، ومن الحرية نظامًا.
ثم يذكّرنا بنفسه ويقول: بدأت مسيرتي منذ أكثر من ستين عامًا، حتى أصبحت منارة وبيت خبرة في التنمية الإدارية والتدريب، وأسهمتُ بفاعلية في تمكين القادة وصياغة مستقبل الإدارة.
ويضيف: وقبل ثماني سنوات، كنتُ شاهدًا على لحظة تحول فارقة في تاريخ الوطن، لحظة غيّرت ملامح كل شيء، حتى أصبحت هذه التغيرات إطارًا استراتيجيًا يُلهم المبادرات، ويقود الطموحات نحو مستقبل مستدام، في ظل قيادة ملهمة تؤمن بالتغيير، وتعيشه بمشاركة المجتمع لتحقيق اقتصاد مزدهر يحقق طموح الوطن.
ويقول: لاحظتُ حينها التباين بين الفكر الحديث الممزوج بعبق الأصالة، والفكر التقليدي السائد آنذاك، وها أنا اليوم لا أروي تاريخًا مضى، بل أواصل الرحلة لأكون شريكًا في صناعة مستقبل أكثر إشراقًا. ومن هنا استلهمتُ هويتي ورؤيتي الجديدتين، وبدأت تتشكل ملامحهما، وهنا وُلدتُ من جديد.
ثم، ينظر إلينا ويصمت قليلاً، ثم يقول: أنتم تدركون جيدًا أن رؤيتكم وهويتكم الجديدة ليست مجرد وثائق تُعلن، بل التزامٌ مستمر يُسهم في توجيه مسيرة وطن نحو النمو والتميّز العالمي عبر المنتج المحلي. لقد اخترتم الطريق الأصعب؛ فلم تكتفوا بأن تكونوا جزءًا من التغيير، ولا أن تقودوه داخل المعهد فقط، بل حرصتم على أن يمتد أثركم إلى قيادات وإدارات التحول في القطاع العام.
قدّمتم التزامًا واضحًا عبر رؤيتكم بتمكين القادة والإدارات بأدوات حديثة وملائمة لهندسة التغيير، وتصميمه، وقيادة منظماتهم نحو المستقبل.
وينبّهنا بقوله: أنتم تدركون جيدًا أن القطاع العام شهد خلال السنوات الثماني الماضية نقلة نوعية فاقت التوقعات، وهذا يحمّلكم مسؤولية أكبر. كل برنامج تقدّمونه، وكل تجربة تصمّمونها، يجب أن تُلبّي تطلعات هذه القيادات الإدارية، بل وتتجاوزها؛ لا كمهمة عابرة، بل كخطوة واعية، مرنة، رشيقة، مدروسة، قابلة للتكيّف والصمود أمام التحولات، وفعالة تتماشى مع رؤية المملكة 2030 وتواكب متغيراتها.
ثم ينظر إلينا مجددًا بنظرة أمل وتفاؤل ويقول: في عالم مليء بالمنافسات، والتحديات، والفرص، ورغم صعوبة رؤيتكم، إلا أنكم تمتلكون مقومات تميزكم، وعوامل قوتكم التي تجعل أثركم فريدًا ومؤثرًا.
فهمكم العميق للثقافة المجتمعية السعودية: أنتم جزء من هذه الثقافة ومن مكوناتها، وتجمعون بين هويتكم الأصيلة وأفضل الممارسات العالمية، لتصميم نموذج قيادي وإداري يتماشى مع احتياجات مؤسساتنا، ويواكب التغيرات العالمية.
انتماؤكم الراسخ وولاؤكم للوطن: مما يمنحكم الموثوقية والمصداقية لتكونوا الداعم الأول للقيادات والإدارات في تحقيق التحول الوطني وفق رؤية 2030.
خبرتكم العريقة: لستم مجرد تاريخ، بل تجربة متراكمة جعلت منكم بيت خبرة موثوقًا، قادرًا على تمكين القيادات ومواكبة التحولات الإدارية الكبرى.
مكانتكم التنفيذية والتنظيمية: التي تتيح لكم التأثير في صنع القرار، وتقديم حلول تطويرية عملية تُسهم في بناء مستقبل مستدام للقطاع العام.
ويختم حديثه قائلًا: أنتم قلب هذا المعهد، وروحه المتجددة، وعقله المُدبِّر. وأعلم جيدًا أن التميز بالنسبة لكم ليس مجرد شعار، بل أداء يومي. لا تحتاجون إلى ضجيج، فجهودكم تتحدث بصوت الإنجاز، وترسم ملامح المستقبل بلغة الريادة والتفرّد. معًا، سنكتب فصلًا جديدًا، وأواصل رحلتي نحو ستين عامًا أخرى، تُلهم الأجيال القادمة وتدعمهم نحو التميز والابتكار.
ويستأذننا للمغادرة قائلًا: هذا هو وقتكم.. أنتم من سيصنع الفارق، ثقتي بكم بلا حدود.

أ.محمد سويد الرشيدي 





 
16/10/1446
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة