اختفاء الـ"باركود".. يحول التسـويق والبيع للــ "كيوآر كود"


منذ 50 عاماً اعتمدت الشركات والمتاجر في الولايات المتحدة الأمريكية على الباركود (الرمز الشريطي) في عمليات التسويق والبيع والتخزين للسلع المختلفة، فقد كان بالفعل اختراعاً متميزاً لحل الكثير من المشكلات. وبالرغم من أهميته، فقد طرحت منظمة "جي إس 1" مبادرة "Sunrise 2027"؛ بهدف استبداله بالكيوآر كود (رمز الاستجابة السريعة) الأحدث منه بمزاياه العديدة وبقدرته على تخزين معلومات أزيد بـ 100 مرة وإمكانية تصغير حجمه بأقل من 10 مرات مع الحفاظ على قابليته للقراءة بسهولة وتحقيقه الفائدة لكل من الشركات والمستهلكين، فهو ثنائي الأبعاد، ويتمتع بالعديد من المزايا الأخرى.

لذلك يتوقع 41 % من كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع التجزئة-طبقاً لموقع gloucestershirelive-بالمملكة المتحدة أن يحل الكيوآر كود محل الباركود في غضون 5 سنوات، بينما يحدد موقع adictiz هذه المدة بعام 2027م، إذ إن الكيوآر كود يتيح تشفير أكثر من 4000 حرف أبجدي رقمي، وهو تقدم كبير مقارنة بالأرقام القليلة الموجودة في الباركود العادي.

إحصاءات الباركود

نستهل هذا التقرير بتسليط الضوء على أبرز الإحصاءات عن استخدامات كل من الباركود، والكيوآر كود في عالم التجارة والأعمال لمختلف المنظمات والشركات في العالم-كما أوضحها موقع qrcode-tiger-على النحو التالي:

- يجب أن يكون الباركود مطبوعاً أو ملصقاً على 70% على الأقل من البضائع والمنتجات بمحلات ومنافذ البيع للشركات: وفقاً لشركة IBM؛ فبالرغم من أن عدداً قليلاً جداً من المنتجات يمكن أن تكون بدون باركود كوسيلة لخفض التكاليف، إلا أن استخدامه يعد مربحاً للغاية؛ بسبب تقليل الأخطاء البشرية وتحسين الكفاءة.

- الاعتماد على الباركود بنسبة 90% في إدارة المخزون ونقاط البيع: وذلك وفقاً للدراسة التي أجرتها GS1 US؛ حيث إنه يساعد في تتبع هذا المخزون وتجنب نفاده أو الإفراط في مدة تخزينه.

- أكثر من 5 مليارات عملية مسح للباركود تتم يومياً على مستوى العالم: تظهر الإحصاءات أن أكثر من 2 مليون شركة، خاصة التي تعمل منها في مجال البيع بالتجزئة، تعتمد على نوع الباركود القياسي GS1 بشكل يومي. علاوة على ذلك، فقد بيع أكثر من مليون منتج حول العالم باستخدام الباركود الخاص برمز المنتج العالمي UPC.

- يركز حوالي 25% من مصنعي الباركود-حالياً- بشكل أكبر على المواد المستدامة الصديقة للبيئة في محاولة لتقليل التضرر البيئي.

- يتم استخدام الباركود من نوعية GS1 بمعدل أكثر من 10 مليارات عملية مسح تتم يومياً على المستوى العالمي: فهو يساعد الملايين من المؤسسات والصناعات المتعددة، مثل المستشفيات والبناء وتجارة التجزئة والشركات المصنعة على تحديد البيانات وتتبعها وإدارتها بطريقة موحدة.

إحصاءات الكيوآر كود

- ويشير qrcode-tiger إلى أن 33% من المطاعم تؤكد جاهزيتها للاعتماد على الكيوآر كود.

96% نسبة زيادة الوصول إلى الكيوآر كود: ففي عام 2011م، قام 6.2% فقط من مستخدمي الهواتف الذكية باستخدام الكيوآر كود في الولايات المتحدة، وظل هذا الرقم متدنياً حتى أعاد Snapchat اكتشاف الكيوآر كود على أنها Snapcodes في عام 2017م، من خلال الحصول على ملايين عمليات المسح يوميًا، والتي أدت إلى زيادة التفاعلات بنسبة 94% على snapchat بين عامي 2018م- 2020م، وزيادة مدى الوصول بنسبة 96%.

- بلغت نسبة استخدام مواطني الدول الصناعية المتقدمة، مثل ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية الكيوآر كود بين 25%-30% بحسب دراسة أجريت عام 2014م.

- 64 % من الروس يؤيدون الاعتماد على الكيوآر كود: وذلك بفضل الجهود الحكومية الروسية في توعية المواطنين وتشجيعهم على قبوله كوسيلة سهلة وسريعة للوصول للمعلومات والخدمات.

-  86 % من مستخدمي الكيوآر كود تتراوح أعمارهم بين 24-54 عاماً.

- من المتوقع ارتفاع المدفوعات بالاعتماد على الكيوآر كود بنسبة 17.2% بين عامي 2023م-2030م: وتجدر الإشارة إلى أن أسواق الدول الغربية أبطأ في استيعاب الكيوآر كود، مقارنةً بالدول الأسيوية، كالصين واليابان.

- سيقوم 29% من مستخدمي الهواتف الذكية في جميع أنحاء العالم بالدفع عبر الإنترنت باستخدام الكيوآر كود خلال عام 2025م: وهذه النسبة تعادل 2 مليار من هؤلاء المستخدمين.

- 91% من الجوالات بنظام التشغيل IOS و86% من الجوالات بنظام التشغيل أندرويد مجهزة بماسحات ضوئية للكيوآر كود.

- توقعت الدراسة زيادة استخدام الكيوآر كود بنسبة 323%: وقد أشارت التوقعات إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تصدرت معدلات استخدامه خلال العام الماضي (2024م)، حيث بلغ معدل استخدامه نسبة 42.2% من عمليات المسح عالمياً في عام 2022م، والتي ارتفعت إلى 43.9% عام 2023م.

البداية في "أوهايو"

يوضح موقع itemit أن رحلة الباركود بدأت في منتصف القرن الماضي، عندما ابتكر اثنان من المخترعين الأمريكيين وهما: "نورمان جوزيف وودلاند" و"برنارد سيلفر" أول نظام له، والذي استلهماه من شفرة "مورس"، إذ ابتكرا طريقة لتشفير البيانات في سلسلة من الخطوط المتوازية ذات العرض المتفاوت. وفي عام 1974م-ولأول مرة-تم مسح حزمة من علكة "ريجلي" من خلال الباركود (الرمز الشريطي) في سوبر ماركت في ولاية "أوهايو" الأمريكية، حيث تم تدشين هذا الابتكار الذي ما لبث أن انتشر سريعاً وعلى نطاق واسع. وبحسب BBC NEWS عربي، فقد تبنت المتاجر رسمياً الباركود (الرموز الشريطية) عام 1973، وتشير تقديرات "جي إس وان"، المنظمة التي تشرف على معايير "الباركود" و"الكيو آر كود"، إلى إجراء ما يقرب من 10 مليارات عملية يومية للمسح الضوئي لرموز الباركود على مستوى العالم.

مزايا الباركود

ويبرز الموقع نفسه عدداً من مزايا الباركود، موضحاً أنه لم تكد تمر سوى فترة قصيرة قبل أن يصبح الباركود جزءًا لا يتجزأ من العديد من الصناعات واعتمدت عليه الشركات في جميع أنحاء العالم؛ بسبب سهولة استخدامه ومراقبة المخزون والمبيعات والخدمات اللوجستية، فقد قدَّم هذا الاختراع خدمة ممتازة، وأضحى رمز المنتج العالمي، وانتشر بشكل قياسي في مجال البيع بالتجزئة. وفي وقت لاحق، أدت الابتكارات مثل تنسيقات Code 39 وCode 128 إلى زيادة سعة تخزين البيانات وتعدد الاستخدامات، مما أكد على أهمية الاعتماد على الباركود واستخداماته العديدة والمتنوعة التي أصبح من خلالها أحد أبرز أسس العمليات التجارية المعاصرة.كما يحدد موقع "أرقام" مزايا إضافية لاستخدام الباركود على نطاق واسع؛ بسبب أنه غير مكلف نسبيًا، ويسمح بإدارة المخزون بشكل أكثر دقة مقارنة بطرق الجرد اليدوية، ويتيح عمليات سريعة وفعالة، ويمكن أن يزيد من ربحية الشركة عن طريق تقليل تكاليف العمالة اليدوية، وتحسين مراقبة المخزون، وتسريع سلسلة التوريد. ولعل الميزة الرئيسية لاستخدام الباركود هي سهولة استخدامه مباشرة بعد طباعته. فهو بمثابة أداة تنظيمية رائعة؛ حيث يتم استخدامه في الغالب في صناعة البيع بالتجزئة لإدارة المخزون.

تقنية الليزر

ولم يكن تأثير الباركود على المجتمع مقتصراً على كونه مجرد أداة للتعريف بالمنتجات، حيث يؤكد "أنتوني كاثبرتسون"-عبر موقع independent عربية-أنه فتح الباب لدخول تقنية الليزر إلى حياتنا اليومية وأصبح عنصراً أساسياً في نقاط البيع المختلفة. فقد كانت هذه التقنية بمثابة ثورة في عالم سلاسل التوريد، حيث أسهمت في تسهيل عمليات المتاجر الكبرى ومنصات مثل أمازون؛ مما أدى إلى تعزيز الاقتصاد العالمي بشكل كبير. وبذلك، أصبح الباركود من أكثر التقنيات استخداماً في القرن العشرين، ولا يمكن تصور الحياة العصرية من دونه.

ويلفت "كاثبرتسون" إلى أنه في عهد الابتكارات والاختراعات المذهلة، يبرز الباركود كأحد أبرز هذه الاختراعات. مشيراً إلى وصف "بول مكينرو" هذا الاختراع (الباركود) بأنه "معجزة تكنولوجية"، مؤكداً أهميته البالغة التي تضاهي أهمية الكهرباء والاتصالات في تأثيرها على العالم.

معلومات أكثر

وفيما يتعلق بالكيوآر كود أو رموز الاستجابة السريعة-وطبقاً لموقع itemit-فإن شركة Denso Wave التي تعد إحدى شركات مجموعة تويوتا اليابانية العالمية هي التي اخترعته عام 1994م؛ بغرض إثراء عملية التصنيع الخاصة بها. وقد تضمنت التطبيقات الأولية لاستخدامات الكيوآر تشفير المعلومات لقطع غيار السيارات أثناء عملية التجميع، وهو الأمر الذي بدأ بالتوازي مع وجود استخدامات وتطبيقات أخرى. وقد تميز الكيوآر كود عن نظيره الباركود أحادي البعد بأنه نظام ثنائي الأبعاد يمكنه تشفير المزيد من المعلومات في مساحات صغيرة، والتي يحدد موقع adictiz أمثلة لأبرزها كعناوين الويب، وروابط التنزيل، وعناوين البريد الإلكتروني، ونصوص مجانية، وغيرها. كما يشير موقع camcode إلى أن الكيوآر كود يتميز بكثافته المرتفعة للغاية، بحيث تصل إلى استيعاب 7089 حرفاً على الملصق الواحد.

ويتطرق موقع itemit إلى أن الانتشار الواسع للهواتف الذكية قد أسهم في تعميم الاعتماد الضخم على الكيوآر كود الذي أتاح للمستهلكين القدرة على مسحها بهواتفهم، والحصول على المعلومات، والوصول إلى مواقع الويب، واستخدام الخدمات بسهولة؛ مما جعله أداة متعددة الاستخدامات في التسويق وتتبع المنتجات وتقديم المعلومات. كما أن الكيوآر كود يتسم بالقدرة على تخزين الأحرف الأبجدية الرقمية وعناوين URL وأنواع أخرى من البيانات التي جعلت منه الخيار العصري المناسب للبيئة والابتكارات والتطورات الرقمية الحديثة. بدءًا بما يحظى به من ميزات الأمان وتصحيح الأخطاء وحتى التخصيص، ومرونته في القابلية للتطور حتى يومنا هذا؛ مما يمنحه القدرة على مواكبة التطورات الحالية والمستقبلية.

مزايا عصرية

ويطرح موقع cyperx سؤالاً مهماً، وهو: لماذا يختار المسوقون التجاريون الكيوآر كود بدلاً من الباركود؟ والذي يجيب عنه بأنه من خلال إضافة الكيوآر كود إلى خططها التسويقية، وجدت الشركات طريقة لتحسينه. كما أنه نظرًا لتقنيته المتقدمة يعد أداة مرنة وفعالة ومثالية لرقمنة الجهود التسويقية للشركات سواء الصغيرة أو الكبيرة الحجم. كذلك يمكن لهذه الشركات بسهولة جذب عملاء محتملين، والاحتفاظ بالعملاء الحاليين، وتعزيز حركة المرور والتفاعلات على مواقعهم على الويب ووسائل التواصل الاجتماعي، وحتى مضاعفة إيراداتهم. يضاف إلى ما سبق أن الكيوآر كود-خاصة الديناميكي منه-يسمح للمستخدمين بتتبع عمليات مسح البيانات، وتحرير البيانات المضمنة في أي وقت، وتشغيل إشعار البريد الإلكتروني، وحتى تعيين ميزة الحماية بكلمة مرور.

عيوب الكيوآر كود

وبالرغم من المزايا لاستخدام الكيوآر كود، فإن موقع itemit يعدد بعض عيوب استخداماته وتطبيقاته، مثل تحمل الشركات نفقات تنفيذ برامج والتدريب على تطبيقاته، بالإضافة إلى إمكانية إنشاء تطبيقات الجوال أو دمج هذه الميزات في الأنظمة الحالية. كما قد يكون اعتماد الكيوآر كود على الهواتف الذكية أو الماسحات الضوئية المخصصة عيبًا؛ لأن بعض المستخدمين قد لا يمتلكون التكنولوجيا المطلوبة، بالإضافة إلى مشكلات أخرى، كضعف الاتصال بالإنترنت أو الأجهزة القديمة مما يتسبب في إعاقة أدائها.

3 اختلافات أساسية

ويلخص موقع itemit أبرز الاختلافات بين كل من الباركود والكيوآر كود، والتي أدت إلى تفوق الأخير، وإمكانية أن يؤدي إلى الاستغناء عن الباركود تماماً، وربما اختفائه من عالم التجارة والأعمال والإدارة والتعاملات، على النحو الآتي:

 الحاجة المتزايدة إلى كمية كبيرة من البيانات:

يمكن القول إن كمية البيانات الأكبر التي يمكن أن يحتفظ بها الكيوآر كود هي الاختلاف الأبرز والأكثر أهمية؛ لأن الأخير يعد تقنية ثنائية الأبعاد على النقيض من الباركود الذي يصنف بأنه تقنية أحادية البعد؛ مما يعني تفوق الكيوآر كود، إذ إنه يمكن أن يحتوي على المزيد من البيانات.

- ميزة تحديد العناصر بشكل فريد:

الرموز الشريطية الموجودة بالباركود على العناصر التي نشتريها ليست فريدة من نوعها، مما يعني أنه إذا كان لدي شخص ما 3 من نفس العنصر، فسيكون لدى آخر نفس الرمز الشريطي. وهذا يمثل مشكلة إذا كان الشخص الأول يرغب في استخدام الرموز الشريطية الخاصة بالعناصر الخاصة به لتتبع الأصول بشكل فردي. بينما الكيوآر كود يتميز بإعطائه هوية فريدة للأصول.

- المتانة وسهولة المسح:

يتفرد الكيوآر كود عن الباركود بسهولة فحص علامة الأصل سريعًا جدًا؛ نظرًا لأنه يمكن قراءته من أي اتجاه، أي أن مسحه عبر قارئ الكود أسهل بكثير وأسرع. بالإضافة إلى ذلك، توفر إمكانيات تصحيح الأخطاء الكامنة في الكيوآر كود متانة فائقة ضد الخدوش. فحتى إذا تم خدشه يمكن مسحه وقراءته عبر القارئ (الكيوآر ريدر) بنجاح، الأمر الذي يعد مهمًا بشكل خاص عندما يتعلق الأمر بتتبع المعدات وإدارتها، حيث ستتعرض المعدات للكثير من التآكل طوال عمرها الافتراضي.​

د. أحمد زكريا أحمد
12/09/1446
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة