الممكِّن لقطاع التدريب بالمملكة عبر شراكات عالمية ومنظومة متكاملة للقيادات وتعلم ذاتي آفاق وتوجهات مستقبلية للاستراتيجية التحوليـة لمعهـد الإدارة العامـة​


يحرص معهد الإدارة العامة على التميز في أداء وتقديم خدماته بكفاءة وفاعلية منذ أكثر من 6 عقود متتالية، حقق على مدارها الكثير من الإنجازات، والتي منها على سبيل المثال تدريبه أكثر من 5.7 مليون متدرب عبر منصة "إثرائي" الإلكترونية، وتدريبه أكثر من 2.8 مليون موظف، وتدريبه أكثر من 60 ألف قائد في برامج القيادات الإدارية، وتقديمه وتنفيذه أكثر من 2500 استشارة إدارية لصالح 114 جهة مختلفة. وبالرغم من ذلك فإنه يحرص-أيضاً-وبصفة مستمرة على تطوير منظومته وخدماته كمياً ونوعياً؛ لمواكبة رؤية المملكة 2030، ومواءمة المتغيرات والمستجدات على مختلف المستويات (عالمياً، وإقليمياً، ومحلياً)، والحفاظ على مكانته الراسخة كبيت خبرة عريق وصرح وطني ذي دور ريادي في مجال التنمية الإدارية. لذلك جاءت موافقة مجلس الوزراء على استراتيجيته التحولية تجسيداً لمرحلة مهمة في مسيرة التطوير في المعهد، وكنقلة نوعية ومحطة تاريخية، سلط الضوء على آفاقها وأبرز توجهاتها المستقبلية.
الممكِّن لقطاع التدريب
يسعى معهد الإدارة العامة من خلال استراتيجيته التحولية إلى أن يكون الممكِّن لقطاع التدريب، بدلاً من كونه مقدماً لخدمات التدريب، وهو وضع مستقبلي شامل وأمثل للمعهد سيتم إنجازه من خلال 4 مرتكزات أساسية وهي: تعزيز وتطوير قدرات مدربي المعهد الحاليين والتشارك مع القطاع الخاص لتقديم التدريب، وتمكين التطوير الذاتي بالاستعانة بمنصة "إثرائي" للتدريب الإلكتروني لتنفيذ خدمات التدريب واسعة النطاق وتمكين التدريب على رأس العمل، وبناء منظومة متكاملة لإعداد وتطوير القيادات، وتقديم الاستشارات والدراسات في مجالات التنظيم والموارد البشرية.
خدمات متطورة
وفيما يتعلق بالوضع المستقبلي لخدمات المعهد، فإنها تتمثل في: برامج التدريب الحضوري، والتدريب الإلكتروني، والتدريب القيادي، وبرامج الدبلوم، والتدريب على رأس العمل، والاستشارات، والبحوث والدراسات، والتقييم، والإرشاد. إذا سيتم تقديمها وتنفيذها من خلال: الشراكات مع جهات وخبراء دوليين ومحليين، والتدريب على جدارات أساسية وقطاعية، والتدريب على رأس العمل في الجهات الحكومية، واستشارات وبحوث في مجال التنظيم والموارد البشرية، وتقييم الاحتياجات التدريبية، وإرشاد لتطوير خبرات القيادات.
خبراء عالميون ومحليون
كما تُبرز الاستراتيجية التحولية وجود إضافة نوعية في هذه الخدمات؛ بهدف الارتقاء بجودتها، وتتحدد في استقطابه أفضل الخبراء المحليين والعالميين لتقديم البرامج التدريبية الأساسية، كما سيقوم المعهد بعقد شراكات محلية وعالمية لتنفيذ البرامج التدريبية القطاعية. ويتبلور دور المعهد-في هذا الصدد-في التنسيق بين الاحتياجات التدريبية لمنسوبي الجهات الحكومية والفرص التدريبية المقدمة من خلال الخبراء والجهات الخارجية، ومواءمة المحتوى التدريبي الخاص بالجهات الشريكة مع المحتوى المحلي والإطار العام للجدارات، واختيار الخبراء والشركاء لتقديم الخدمات التدريبية بناء على معايير محددة، كأن يكون المدرب من بين الخبراء والمدربين ذوي الخبرة العملية أو العاملين في القطاعين العام والخاص أو المتدربين المتميزين من الخدمة المدنية الذين شاركوا في البرامج التدريبية.
الزيادة والجودة
ويبدو أن من بين أبرز التوجهات المستقبلية للمعهد خلال المرحلة القادمة سيتم التركيز على زيادة القدرة الاستيعابية للتدريب، والعمل على رفع جودته، حيث تستهدف الاستراتيجية التحولية زيادة في أعداد المتدربين من موظفي القطاع العام وقياداته، إضافةً إلى تحقيق تأثيرات إيجابية على سوق التدريب والتطوير القيادي في المملكة. كما يتم تحديد معايير ضمان الجودة مبنية على الأهداف الاستراتيجية للتدريب (مؤشرات أداء، وسياسات وعمليات لضمان الجودة، ومصادر المعلومات الموثوقة). يضاف إلى ذلك قياس أثر التدريب على المتدربين لكل من: البرامج التدريبية لمختلف الجهات، وتحليل البيانات وتقييم أثر التدريب، مع الأخذ في الاعتبار اتخاذ قرار الاستمرار مع الخبراء والشركاء أو استبعادهم.
منظومة متكاملة للقيادات
كذلك يستهدف معهد الإدارة العامة بناء منظومة متكاملة للقيادات من خلال:
•تأسيس حاضنة للتكنولوجيا والابتكار القيادي، عبر عقد شراكات مع جهات مطوِرة للتقنيات والمحتوى في مجال التطوير القيادي، وتوفير أفضل تجربة تدريبية للقادة من خلال استخدام التكنولوجيا المتقدمة.
•تأسيس مجتمع للقيادات العالمية، بإطلاق تجمع دوري للقيادات، وإنشاء منصة خاصة للتواصل بينها، وتطوير مؤشر تنافسية عالمية لتطوير هذه القيادات.
•استقطاب أفضل المعاهد والمؤسسات العالمية المختصة بالتطوير القيادي، عبر بناء شراكات مع جهات عالمية في مجال التطوير القيادي، وبرامج تدريبية تتواءم مع الإطار العام للجدارات القيادية.
•تطوير منصة للأبحاث المتميزة، تسهم في التطوير القيادي من خلال تطوير حالات دراسية وتقارير وأبحاث في مجال التطوير القيادي.
التعلم الذاتي و"إثرائي"
وسيقوم المعهد بتمكين التعلم الذاتي من خلال منصة التدريب الإلكتروني "إثرائي"، وإدارة برامج التدريب على رأس العمل في الجهات الحكومية من خلال زيادة محتوى المنصة، بالسماح لمطوري محتوى البرامج التدريبية بنشر برامج، وعلى هذا الصعيد يتحدد الوضع المستقبلي لمنصة "إثرائي" في كل من: تقديم المحتوى التدريبي من خلال خبراء وشركاء خارجيين، واستخدام نموذج التشاركية الربحية للمنصة للوصول للأعداد المستهدفة، وإدارة المحتوى ليتواءم مع الإطار العام للجدارات، وتطوير نموذج ضمان الجودة وقياس أثر البرامج الإلكترونية، وتمكين الجهات الحكومية من تقديم برامجها على المنصة باستخدام شعار الجهة (White Labeling).
وبالنسبة لدور المعهد الخاص ببرامج التدريب على رأس العمل، فيتمثل في بناء نموذج لهذا النوع من التدريب، من خلال بناء قاعدة بيانات بالشراكة مع الجهات الحكومية عن الاحتياجات التدريبية على مستوى الجدارة لكافة الموظفين، وعن أهلية الموظفين المدربين ممن يستوفون المعايير التي يحددها المعهد، وتحديد حوافز لهؤلاء المدربين، ومتابعة وقياس فاعلية برامج التدريب على رأس العمل بشكل دوري، وتسجيل عمليات التدريب على رأس العمل في قاعدة بيانات التدريب.
الاستشارات والبحوث
ويعد تقديم وتنفيذ الاستشارات والبحوث التنظيمية والموارد البشرية من أبرز التوجهات المستقبلية للاستراتيجية التحولية لمعهد إدارة العامة؛ فهي تمثل معظم الطلب على خدماته الاستشارية ذات الطلب المرتفع منها، كتلك المتعلقة بالحوكمة وإجراءات الأعمال والأداء المؤسسي والإدارة التنظيمية والموارد البشرية والأنظمة واللوائح القانونية. وفي ضوء ذلك يتضح أن الوضع المستقبلي للاستشارات والدراسات يتجه للتركيز على 3 مواضيع أساسية: إدارة التغيير، والنماذج التشغيلية والهياكل التنظيمية، وتطوير رأس المال البشري.


 
 
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة