في حياتنا، نحن محاطون بالشعارات من كل جانب؛ في منازلنا وأعمالنا، في الطرقات والأسواق، وفي وسائل الاعلام، وفي كل مكان، والشعار هو رمز وهوية سواء للدولة والمنظمة، والعلامات التجارية المختلفة.
الحقوق والممتلكات
والشعار في الأساس وجد للمحافظة على الحقوق والممتلكات، فـ"الوسم" كان البدو يضعونه قديماً على جمالهم لتمييزها عن جمال غيرهم، و"الختم" استخدمته الامبراطوريات، والجيوش، والممالك رمزا لهم وتخويفاً لغيرها، وهو يتراوح بين رمز بسيط أو رسم مليء بالتفاصيل.
التطور والبساطة
في وقتنا الراهن، الشعار ضرورة لأي كيان قائم، لدولة أو لشركة أو لناد رياضي أو لمحطة تلفزيونية..الخ؛ ويمتاز بالثبات ولكن مع التطور، ويمتاز بالبساطة ولكن مع الفكرة، ويمتاز بالدقة ولكن بلا تعقيد، وقد يعتمد على الفكرة، وقد يعتمد على اللون، وقد يعتمد على التوازن الهندسي، وقد يعتمد على مجرد أحرف، وقد يعتمد على رسم حيوانات تمثل القوة أو الشجاعة أو الجمال، كالأسد والنسر والحصان.
مدارس وأنواع الشعارات
ويعد عالم الشعارات بلا حدود، وفن يجمع بين الفكرة والكلمة والرمز واللون، وفي هذا الجانب نجد أن مدرسة الشعارات الكلاسيكية، خصوصا في أمريكا وأوروبا كانت شائعة قديما قبل وجود الحاسب الآلي، فكانت تعتمد على الرسامين والفنانين، وتميزت بوجود الزخارف ورسوم الحيوانات مع الشكل الدائري أو البيضاوي، والاهتمام بالتوازن والتماثل مع وجود كتابات وتفاصيل دقيقة، وهناك مدرسة الكتابة وارتبطت بالسلع التقنية والسيارات أحياناً، فهي بسيطة جدا إذ تعتمد على كتابة اسم الشركة بالأحرف اللاتينية مع الاعتماد على عنصر اللون وشكل الأحرف، وهناك اتجاه، وهو السائد كثيرا في عالم الشعارات، وهو مدرسة كتابة الاسم بالأحرف اللاتينية مع شكل أو رمز قد يكون مجرد رمز أو قد يدل على نشاط الشركة أو الخدمة. وفي عالمنا العربي هناك مدرسة للشعار تعتمد على استخدام الخط العربي لجماله وتنوع خطوطه. ورغم أن آفاق الشعار واسعة، وبحوره ليس لها نهاية، الا أن الشعار الذي يمثل رمز الدولة أو الشركة أو المنظمة أو السلعة يجب أن يتميز بخصائص عامة أهمها الجمال والوضوح، وأن يعبر عن روح ونشاط المنظمة، وأن يتناسب مع الثقافة السائدة، وأن يكون قابلا لوضعه بكافة الأحجام على الطائرات العملاقة، وعلى حجم البطاقة الصغير، كما يجب أن يتسم الشعار بالبساطة وعدم استخدام تفاصيل كثيرة أو ألوان متعددة قدر الإمكان، وأن يكون متميزا عن غيره.
تطوير الشعار
التطوير والتجديد من أمور الحياة الطبيعية، والجمود والثبات من خصائص الجماد، ويجب على المنظمات والشركات التفاعل مع المستجدات واختيار الوقت المناسب للتجديد والتطوير بدون التأثير على الهوية أو الصورة التي أحبها وتعود عليها الجمهور، ومن أكثر أسباب تطوير الشعار هو ظهور منافسين جدد أو استشعار الشركة وجود انخفاض في المبيعات أو مجاراة للمنافسين الذين قاموا بالتجديد والتطوير، إضافة إلى أن التجديد والتغيير يساعد في بث روح جديدة في العاملين وفي عملاء المنظمة وإعادتهم من جديد، وغالباً فإن أكبر المنظمات العملاقة تقوم بتطوير شعاراتها بما يتناسب مع تغير الذائقة والثقافة، ومزاج العميل، ومجاراة المنافسين والبحث عن الأجمل والأفضل.