•موظفو الشركات ضعيفة الأداء أكثر تعرضًا بنسبة 79% لـ"دومينو" الوعي الذاتي
• "كرة الثلج" قادت "دومينوز بيتزا" للتحديث وتطوير منظومة نجاحها
"تتوالى النجاحات والإنجازات" و"المشكلات لا تأتي فُرادى"..مقولتان معبرتان عما يُعرف بتأثير "الدومينو"، سواء بين الموظفين وبعضهم البعض أو مع مديريهم، أو في عالم الأعمال والشركات، على المستويين: السلبي المرتبط بالمشكلات والإخفاقات، والإيجابي المعنِي بالنجاحات والإنجازات.
فقد يترتب على فشل أحد البنوك التجارية سلسلة متتالية من فشل بنوك أخرى، وعجز عملائها عن الوصول إلى الودائع أو غيرها من الخدمات المصرفية الأخرى، وقد يتسبب أحد الموظفين بتخاذله عن أداء مهامه الوظيفية في فشل فريق بأكمله من زملائه. لذلك فإن تأثير "الدومينو" يمثل ظاهرة جادة، قد تعصف بشركات ومنظمات، فتصبح أثرًا بعد عين.
سلسلة متتالية
يشير موقع marketbusinessnews المتخصص، إلى أن "تأثير الدومينو"، والمعروف أيضًا باسم التفاعل المتسلسل أو تأثير التموج أو تأثير الضربة أو التأثير المتتالي، إلى سلسلة من الأحداث التي نتجت عن حدث أو فعل أو نمط أولي واحد، تسبب في حدوث ردود فعل تراكمية، وسلسلة من التفاعلات، والأحداث المترابطة. فقد يبدو أي إجراء أو تغيير صغير غير مهم، في حد ذاته، لكن تأثيره المحتمل قد يكون هائلاً عندما يستتبعه أحداث أخرى ويكون جزءًا من نظام أكبر.
"نيكر بوكر"
ويضيف marketbusinessnews: من الممكن أن يؤدي ابتكار تقنية جديدة أو اختراع جهاز جديد أو تطبيق ناجح إلى التأثير في الأسواق، وسلوك المستهلكين، والتأثير على الاقتصاد العالمي، وكل ذلك نابع من أحدها. على سبيل المثال، أحدث ظهور الهاتف الذكي ثورة في صناعة الاتصالات والعديد من الصناعات الأخرى؛ فقد جعل العديد من الأجهزة قديمة، مثل أجهزة GPS ومشغلات MP3 والكاميرات المستقلة. كما أسهم في تغيير سلوك المستهلك نحو تفضيل الحلول الرقمية والمحمولة، ووصل تأثير "الدومينو" إلى أبعاد عالمية من خلال تحفيز صناعات جديدة، مثل تطوير التطبيقات والإعلانات عبر الهاتف المحمول.
كذلك يمكن أن تؤدي الشائعات إلى نتائج سلبية في السوق المصرفية، وقد تكون العواقب وخيمة فتتسبب في انهيار سوق الأوراق المالية، فقد وقعت حادثة كبرى عام 1907م، فقد حدثت أزمة "نيكربوكر"، إذ تسبب عدد من عمليات سحب الودائع من البنوك في الولايات المتحدة الأمريكية على مدار فترة 3 أسابيع في انخفاض سوق الأوراق المالية في نيويورك فجأة بنسبة 50% تقريبًا؛ مما أدى إلى أزمة مالية خطيرة.
الوعي الذاتي وأداء "بوب"
وطبقًا لما بثه موقع mpug، نقلًا عن د.لينيت ريد، فإن الأبحاث التي أجراها معهد "كورن فيري"، تشير إلى أن موظفي الشركات ذات الأداء الضعيف كانوا أكثر عرضة بنسبة 79% لانخفاض الوعي الذاتي بشكل عام مقارنة بأولئك الذين يعملون في الشركات ذات الأداء العالي. ويتجلى انخفاض هذا الوعي في سلسلة متتالية من ردود أفعال وسلوكيات متكررة غير مناسبة أو مبالغ فيها، وانخفاض الثقة في النفس، وصعوبة اتخاذ القرارات، والعمل وفق عقلية الضحية، والإنكار، وعدم التسامح بشكل عام مع وجهات النظر الأخرى.
العمل الجماعي والفرق
ويطرح موقع Microsoft تساؤلًا عن كيفية تأثير الدومينو في فرق العمل؟ وهو ما يجيب عليه، مبينًا أنه داخل هذه الفرق يمكن أن يكون لتصرفات كل عضو في الفريق تأثير عميق على ديناميكية المجموعة بشكل عام.
ويبرز الموقع قائمة بنماذج محددة تظهر تأثير "الدومينو" داخل الفريق:
• تبعية المهمة: يمكن أن يؤدي التأخير من أحد الأعضاء إلى تعطيل سير العمل بأكمله؛ مما يؤدي إلى انتكاسات المشروع.
• انهيار الاتصالات: ترك أعضاء الفريق في الانتظار قد يسبب المزيد من التأخير وسوء الفهم.
• معنويات: سلوك أحد أعضاء الفريق يؤثر على إنتاجية الفريق بشكل عام.
• التعلم والتحسين: للتغييرات الإيجابية تأثير الدومينو، فعندما يقدم أحد أعضاء الفريق ابتكارًا، فإنه يمكن أن يلهم الآخرين؛ مما يؤدي إلى ثقافة التحسين المستمر.
الأعمال والشركات والتغيير
ويستعرض Richard DiToma-عبر موقع phcppros-بعض النماذج لتأثير ومشكلات "الدومينو" في عالم الأعمال التجارية والمشاريع، في معرض حديثه عن قضية الوقود الأحفوري والتضخم، وانعكاس ذلك على الشركات وتكاليف الإنتاج والتشغيل وربحيتها. مشيرًا إلى ارتباط الكثير من نفقات الأعمال بالمحلات التجارية والمكاتب: ترويج المبيعات، والاتصالات، والخدمات المهنية، والعلاقات مع العملاء، والأدوات، والتراخيص، والتعليم المستمر، والرسوم المصرفية والبنود غير المتوقعة التي تتكبدها الشركات يوميًا.
"دومينوز بيتزا"
يذكر موقع copperconsultancy تجربة شركة "دومينوز بيتزا" في عام 2008م، والتي كانت تسعى للحفاظ على سمعة علامتها التجارية، وإقرار برنامج ناجح لإدارة التغيير والتحول، عبر إدخال الطلب عبر الإنترنت، وما يترتب عليه من تغيير في سلوك العملاء، والموظفين، والمديرين، وعملية التكيف معه، والاستفادة منه. وقد أقرت قيادة الشركة هذا البرنامج من خلال التحليلات وأبحاث السوق، ومدى التوافق لاحقًا مع التغييرات التي تحدث وتتسارع وتيرتها. إذ إن الأمر بدا وكأنه سلسلة من التغييرات المترابطة والمتتالية، المترتبة على بعضها البعض، فهناك قوة شرائية من جانب العملاء ستدعم هذا التغيير من كبار السن وغيرهم، وهو الأمر الذي ترتب عليه اقتناع قيادات الشركة بهذا التغيير وأهميته ودعمهم للرقمنة والتحول، ثم إقناع الموظفين في المستويات الأدنى بهذا التغيير ومدى فوائده لهم وللشركة ككل؛ فقد خلق تأثير "الدومينو" ما يسمى بـ"كرة الثلج".
اتخاذ القرارات
ويتضح تأثير "الدومينو" في عملية اتخاذ القرارات، حيث يؤدي قرار واحد إلى سلسلة من ردود الفعل التي تؤثر على القرارات والأحداث اللاحقة، مما قد يؤدي إلى سلسلة من السقوط قد يكون من الصعب إيقافها أو السيطرة عليها. أما المبدأ الأساسي لتأثير "الدومينو" يكمن في السبب والنتيجة؛ فقد يؤدي قرار واحد إلى نتيجة، والتي تصبح بعد ذلك سببًا للتأثير أو رد الفعل التالي، وقد يؤدي هذا التأثير أو رد الفعل إلى آخر، مما يخلق سلسلة من ردود الفعل للقرارات.
دومينو المرأة العاملة
ويسلط موقع ilo.org الضوء على نموذج إيجابي آخر لتأثير "الدومينو" فيما يتعلق بالفجوة بين الجنسين في أماكن وظروف العمل، وتمكين المرأة العاملة، فيشير إلى بحث لصندوق النقد الدولي حول الظروف غير المواتية لعمل وتوظيف المرأة الفيتنامية، وكيف أن تحسينها أسهم في تحقيق نتائج إيجابية وواعدة، تحققت بشكل متتالٍ، طبقً لتأثير "الدومينو". فقد أشارت المعلومات إلى أن عمال المصانع في فيتنام البالغ عددهم 700 ألف عامل تمثل الفيتناميات منهم نسبة 80%، وبالرغم من ذلك فإنهن تعانين من تدني ظروف عملهن، مقارنة بالرجال الذين يعملون في وظائف أعلى أجرًا، ويتقلدون مناصب إدارية أعلى، فمثلًا يشغل الرجال المناصب الإشرافية بأكثر من ثلاث مرات من هؤلاء الفيتناميات الأقل في فرص الترقيات، والأقل في الحصول على فرص التدريب، بل وتعملن لفترات أطول وساعات أكثر من الرجال، ويشدد على أن تحسين ظروف عمل المرأة له تأثير "الدومينو"؛ فقد أدى إلى زيادة الاستثمارات في صحة الأطفال وتعليمهم ودخل الأسرة، وخفض معدل دوران الموظفين وتغيبهم عن العمل، وتوفير التكاليف، وتحسين الإنتاجية، والتطوير الإيجابي للأداء، وانخفاض نسب الصراع والنزاعات في بيئة العمل، وزيادة فرص التدريب، والتوعية، وزيادة فرص الترقيات، وزيادة التوجه نحو الاستثمار في توفير فرص وظيفية جيدة للنساء ودعمهن، وزيادة تمكينهن وظيفيًا.