من لبُنة الطين الى سماء الحالمين حين اقرأ عن تاريخ المملكة العربية السعودية، فأنا اقرأ عن (بصمة فخر) كُل مواطن سعودي، الاعتزاز والمروءة جُزءاً لا يتجزأ من تكوينه، كما أّنَ المُثابرة والسِعي لا يتجزأ من تاريخه.
تَّتجلى جوهرية هذا التاريخ العريق بوقائعه وحيثياته من ملاحم وطنية، وبطولات قتالية، سابقا لباكورة التأسيس، سلفا لريعان التوحيد، موروُث مُبجل نتباهى به مدى الدهر.
وما إن غابت شمس الأجداد حتى اشرقت شمس الفتِية مُستأنسين برؤيتهم الواعدة، يجوبون أنحاء المملكة من نجد بروُضها والخزامى المنبثق في أرضها، والسودة ببهاء طبيعتها، والحجِاز بتباُينه وعراقته إلى نيوم باستثنائيتها وتفردها، والعُلا بأصالة تُراثها، والقدية بإبداعها وابتكارها، حتى البحر الأحمر بجماله الساحر بلوُغاً بالسعودية الخضراء ورونقها الأخاذ، يجُسّدون نظرةً ثاقبةً، لتحقيق المُستهدفات ونَيل الرؤى وإنجاز الركائز (مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر، وطن طموح).
وبينما تُحفّنا البهجة كل عام، ويعمُنا فيضٍ من السرور، بذكرى توحيد مملكتنا الحبيبة، نقف لوهلة مُتسائلين، فمُنذ 94 عاما، هل علا يوم ذكرا ياوطني ولم يُكنَ ذكرك؟
وهل سطع يوم نجما ولم يُكَن نجمُك؟
وهل قُصدت الأراضي الواسعة ولم تكن أرضك؟
وهل خُّطت سير وكتبت قصائد بماء الذهب ولم تكن باسمك؟
ولا يجيبنا سوى أصداءك العالمية في محافلك التاريخية. لتسمُو ياوطني للمجد والعلياء، لتسمُو للرُقي والارتقاء، لتسمُو للازدهار والنماء، على يد شعبٍ طموحه عنان السماء لتسمو فهمتنا كجبال طويق، همة نبتت جذورها على حب مليكنا ووفائنا له وسُقيت بشغف وإلهام نبراسنا وولي عهدنا.
سارعي، لعلُو حتى السموُ