بين الرضا والعلاقة بالآخرين.. خبراء يقدمون "وصفة السعادة" للموظفين

يتوق البشر بطبيعتهم إلى تحقيق السعادة، لكن ما هو تعريفها؟ وما هي الحالة التي يمكن وصفها لتحديد ما إذا كان شخص أو موظف ما يمرُّ بهذه الحالة؟ وما هي أفضل الطرق لتحقيق السعادة؟ وهل وُلدنا بمستوى محدد من السعادة؟

تحديد السعادة

الدكتور "سانجاي غوبتا"، جراح الأعصاب الممارس، وكبير المراسلين الطبيين في شبكة "سي إن إن"، حاول الإجابة عن هذا السؤال من خلال الحديث عن تجربته الشخصية وزملائه الموظفين، وتوجيه السؤال لمختصين في علم النفس. ويقول الطبيب في مقال على موقع شبكة "سي إن إن": إن تحديد السعادة ليس بالأمر البسيط؛ فهناك مستويات مختلفة، والكثير من الفروق الدقيقة داخل تلك المستويات. ويمضي الطبيب بقوله: إن السعادة ليست بالضرورة شيئًا نحن مستعدون وراثيًّا لتحقيقه، بل علينا أن نعمل عليه".

درجة السعادة

أما عالمة النفس في جامعة ييل، الدكتورة "لوري سانتوس"، فتحدثت إليه في "بودكاست" خاص به، وقالت إن البشر لديهم مستويات مختلفة من السعادة، ويمكن رفع درجة السعادة لدى الشخص، وهذا ما تُعلِّمه لطلابها أيضًا. وهي لا تلقي فقط محاضرات على طلابها عن التحولات السلوكية والعقلية المعروفة بأنها تثير السعادة، بل تجعل طلابها يمارسونها كواجب منزلي.

تآكل السعادة

وبحسب موقع "الحرة"، يعتقد كاتب الاستشاري النفسي "هوديل كيج" أنه بشكل عام إذا كان شخص ما يشعر بالسعادة فهو مثلاً استشاري ناجح، ولديه 3 بنات وزوجة، يكنّ لها التقدير والاحترام، لكنه يعتقد أنه إذا شعر هذا الشخص بالرضا عن نفسه فقد يؤدي ذلك إلى تآكل سعادته، ويقول إن عدم الرضا يدفعه إلى الطموح والتحرك، ومحاولة تحسين الوضع، سواء كان ذلك في إنهاء مشاهدة فيلم وثائقي، أو العمل في حديقة المنزل، أو حتى إعداد العشاء مع العائلة. وقالت ضيفة أخرى على البودكاست، وهي عالمة النفس الصحي المؤلفة، "كيلي ماكغونيغال"، إن عدم الرضا غالبًا ما يكون بمنزلة "التربة التي يحدث فيها النمو والتغيير الإيجابي".

مواجهة التحديات

ولا يعني عدم الرضا في الواقع عدم وجود تقدير أو امتنان "فتصور مستقبل أفضل لنفسك أو للآخرين يتطلب الشعور بالفجوة بين ما هي عليه الأمور وما يمكن أن تكون عليه الأمور"، وهو أمر إيجابي. لكن الدكتورة "لوري سانتوس" تدعو إلى عدم المبالغة في التحديات، وتقول إنه إذا "فقدنا النوم، وتجاهلنا الصداقات، وجعلنا أنفسنا بائسين، ربما ندفع أنفسنا بطريقة سلبية".

رحلتك نحو هدفك

ويقول الاستشاري النفسي "هوديل كيج" إن من المهم التفكير في الرحلة المهمة والهادفة، وفي الوقت نفسه جلب بضع لحظات أخرى من السعادة الحقيقية. ومن أجل تحقيق السعادة نوصي بالممارسات الصحية، مثل الحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الرياضة، وتناول الطعام بشكل صحيح.

الأكثر انفتاحًا

وقالت الدكتورة "لوري سانتوس"، "كل دراسة متاحة عن الأشخاص السعداء تشير إلى أن الأشخاص السعداء هم الأكثر انفتاحًا على الآخرين؛ لذلك نحن بحاجة فقط إلى تخصيص الوقت لأصدقائنا وأفراد عائلاتنا وأحبائنا".

السعادة والصحة

وقال الدكتور روبرت والدينغر، الطبيب النفسي في هارفارد، إن سر السعادة والصحة يتلخص في العلاقات الجيدة، حتى لو كانت علاقة واحدة فقط؛ فهي تساعدنا على حماية أنفسنا من تقلبات الحياة، وجسديًّا من خلال تقليل هرمونات التوتر. وهذا لا يعني أن عليك أن تصبح منفتحًا أو تعيش حياة احتفالية، لكن يجب عليك بذل بعض الجهد لتحسين علاقاتك باستمرار.

علاقاتك مع الآخرين

وللقيام بذلك يوصي "والدينغر" ببضع خطوات: التواصل مع الأصدقاء، إجراء مكالمة هاتفية أسبوعية معهم، إضفاء الحيوية على العلاقات القديمة من خلال القيام بأشياء جديدة، تكوين صداقات جديدة والتدريب على إجراء محادثات مع الغرباء.

​ 

 
16/01/1446
جميع الحقوق محفوظة: معهد الإدارة العامة